الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سمر يزبك كاتبة سورية هاربة من وحشين!

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

تقول الكاتبة السورية سمر يزبك التي تعتبر من رموز المعارضة ضد الرئيس بشار الاسد والتي اضطرت للجوء الى فرنسا حين وجدت نفسها عالقة "بين وحشين"، انها تقف اليوم "عند بوابات العدم".


وهي تشاهد كسواها من اللاجئين بلادها تتخبط وتغرق في الوحشية الجهادية بعد اربع سنوات من اعمال التدمير التي نفذها النظام سعيا للتغلب على المقاومة، وسلاحها الوحيد في معركتها هو قلمها الصريح الذي لا يتراجع عن تسمية الامور بوضوح.
ولم تعدل المثقفة والصحافية والروائية البالغة من العمر 44 عاما عن العودة الى سوريا سوى هذه السنة، وهي العلوية الملتزمة ضد معسكرها.
عند وصولها الى باريس مع ابنتها في 13 تموز 2011، كانت على ثقة بان اقامتها هناك لن تستمر سوى شهرين او ثلاثة، تعود بعدها الى ديارها مع سقوط بشار الاسد الذي كان الجميع يظنه وشيكا.
كتبت عام 2011: "مغادرة سوريا تعني الموت، ولا شيء غير الموت". ولكنها اليوم وبالرغم من معاناة المنفى التي لا تزال شاقة، مصممة على تعلم الفرنسية وبدء حياة جديدة بعيدا عن اللاذقية حيث ابصرت النور عام 1970.
لا تزال في منفاها الفرنسي تهجس عنف سجون النظام التي "دعيت" الى اختبارها على امل ان تتخلى عن مناصرة قضية المتظاهرين المعارضين للنظام عام 2011، والوحشية الدموية لجهاديي تنظيم "الدولة الاسلامية".
تقول سمر يزبك خلال لقاء حول فنجان قهوة: "ارادوا اخافتي لانني كاتبة. كانت رسالتهم لي +ان اردت ان تكوني مقاومة تعالي لتري ما يمكن ان تعيشينه"، مضيفة: "رايت رجالا باتوا اشبه بحيوانات ذنبهم الوحيد انهم تظاهروا سلميا بكل بساطة في الشوارع. وفي الوقت عينه، اطلق النظام اسلاميين متطرفين كانوا محتجزين منذ وقت طويل".
تقول الروائية التي شهدت علنا على اقامتها القصيرة في سجون النظام السوري: "انا وامثالي نعيش بين وحشين". وتضيف: "لا استسلم للحزن، ولا استسلم للغضب، والا فلن يعود بوسعي ان اكتب. افعل ما ينبغي بي ان افعله، اكتب، لكنني لست هنا حقا".
حصد كتابها "تقاطع نيران. من يوميات الثورة السورية" الذي صدر بنسخته الفرنسية عن دار بوشيه-شاتيل وبنسخته الانكليزية عن دار هاوس بابليشينغ، اعترافا دوليا عام 2012 وحصل على جوائز ادبية معنية بالدفاع عن حرية التعبير والشجاعة (جائزة هارولد بينتر بن في بريطانيا، وجائزة بن اوكسفام في هولندا، وجائزة توشولسكي في السويد)، وهي جوائز كافأت من قبل كتابا امثال سلمان رشدي وامبرتو سافيانو.
واسست الكاتبة باموال الجوائز جمعية تعنى بالنساء في الارياف السورية او في مخيمات اللاجئين في تركيا ولبنان مع التركيز على منحهن دروسا في المعلوماتية والانكليزية والفرنسية لـ"تلقينهن مقاومة ذهنية الجهاديين الرجعية".
وتقول يزبك: "الجهاديون، اعرفهم جيدا وتكلمت معهم على مدى عام كامل على خط الجبهة حيث جمعت شهادات غذت "تقاطع نيران"، مضيفة: "بعضهم قالوا لي حتى انهم كانوا في السجن في بلادي، وان بشار اطلقهم في نيسان 2011".
وهي تبدي اقتناعاتها الراسخة بان الجهاديين "ابناء سياسة" بشار الاسد. وتقول: "انه القاتل الاول في البلد" وتشير بهذا الصدد الى عمليات القصف المتواصلة التي شنها الطيران السوري ضد الشعب معلقة "في القرى الشمالية يدفعكم هذا الى الجنون، لا يسعكم القيام باي شيء حيال الوضع".
تضع يزبك حول عنقها قلادة على شكل بوم فضي صغير هو "رمز الحكمة ما قبل الاسلامية"، وهي بنظرها تعويذة مفيدة تساعد على الاحتفاظ بـ"الايمان في العدالة للشعب السوري".
تواصل استحضار الحرب والخوض في موضوعات في رواية جديدة انجزت كتابها للتو عنوانها الموقت "بوابات ارض العدم".
تروي انها فوجئت للغاية في باريس حين بادرها اسلامي في حيها، اخذا عليها انها من دون زوج وغير محجبة، فتتساءل بذهول: "هل يعقل؟ هنا في فرنسا؟".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم