اشترِك في نشرتنا الإخبارية
مجدداً، بعد رسائل الحب السينمائية التي وجهها مخرجون عالميون لمدينتي باريس ونيويورك، حان دور ريو دي جينيرو ليعلن لها الحب 11 مخرجاً من انحاء العالم.
بعدParis je t'aime عام 2006، وNew York I Love You عام 2009، تتابع سلسلة افلام مدن الحب مبادرتها التي اطلقها المنتج ايمانويل بنبيهي تحية لمدن عظمى من العالم عبر أفلام تجري فيها. جولتها اليوم وصلت الى ريو البرازيلية، والفكرة لا تزال هي نفسها، أي مجموعة اسكتشات او افلام قصيرة متلاحقة تشكل العمود الفقري لفيلم طويل، وكل فيلم مخصص للقاء في واحد من احياء الريو. وكالعادة، تمت الاستعانة بمجموعة مخرجين من انحاء العالم، مثل الايطالي باولو سورنتينو) اوسكار افضل فيلم اجنبي عن La Grande Bellezza) والبرازيلي كارلوس سلدانا (Rio وIce Age) والبرازيلي فرناندو ميريليس (Cidade de Deus) والاوسترالي ستيفن اليوت (The Adventures of Priscilla, Queen of the Desert) والاميركي جون تورتورو والمكسيكي غييرمو ارياغا (كاتب سيناريو Babel و21 grams)، وخصوصاً... نجمتنا اللبنانية نادين لبكي التي قدمت قسم"الاعجوبة". شاهدنا الافلام الـ 11 القصيرة التي شكّلت فيلماً طويلاً غير متماسك، ويا للاسف، وبعض القصص القصيرة لا يشد مطلقاً ولا علاقة له بمدينة ريو (شريط الكوري سانغ سو ام الذي قدم قسم مصاص الدماء الابشع رغم ان المخرج سبق ورشح مرتين للسعفة الذهبية في مهرجان كانّ عن "الخادمة" و"طعم المال").
اقسام قليلة تلفت (مثل شريط الايطالي باولو سورانتيني مع اميلي مورتيمر التي تغرق في البحر، وشريط فرناندو ميريليس مع فانسان كاسيل في دور صانع تماثيل من رمل مهووس بقدمي امرأة، وشريط كارلوس سلدانا عن راقصي باليه (مع ان البرازيل بلد السامبا)، وقسم المخرج جون تورتورو مع فانيسا بارادي عن انتهاء الحب بين ثنائي). اما القسم الجميل والمتكامل فهو الذي اخرجته نادين لبكي وكتبت له السيناريو بمشاركة رودني الحداد وزوجها خالد مزنر(الفكرة له كما قالت، اضافة الى الموسيقى) وشاركت فيه تمثيلاً الى جانب النجم العالمي هارفي كايتل. قسم نادين لبكي الذي حمل اسم O Milagre (اعجوبة) جاء مؤثراً وطريفاً، والاهم انه احتوى فكرة اظهرت الروحية البرازيلية، وهذا ما غاب عن معظم الافلام القصيرة الاخرى التي اكتفت بتصوير الطبيعة البرازيلية ووضعت فيها شخصيات مع قصص قد تصلح لأن تحدث في اي مكان آخر. القصة التي قدمتها لبكي متكاملة. انها قصة لقاء كل من النجمين هارفي كايتل ونادين لبكي في ريو لتصوير فيلم يؤديان فيه دور كاهن وراهبة. مصادفة يلتقيان فتى من الاحياء الفقيرة، يقف امام هاتف عمومي ويمنعهما من استعماله لأنه ينتظر مكالمة مهمة من يسوع. النجمان يتحمسان لمساعدته ويتصلان به، على اساس ان هارفي هو المسيح ونادين هي مريم. عندها يطلب الفتى من يسوع الذي يتكلم قليلاً من البرتغالية وامه التي تتكلم الانكليزية، ان يحققا له الاعجوبة ويحصلا له على كرة قدم موقعة من النجم بيليه.
فكرة بسيطة وسيناريو يضم كما كبيراً من الانفعالات والضحك، وقد نجح في اظهار روحية البلاد من خلال تركيزه على عاملين اساسيين لدى البرازيليين: الايمان الشديد والهوس بكرة القدم ونجومها امثال بيليه. بدوره التمثيل طبيعي وعفوي، ولبكي التي اعتادت التعامل مع ممثلين يقفون للمرة الاولى امام الكاميرا، اعادت الكرة مع الفتى البرازيلي الذي لا يتقن سوى البرتغالية، وقد اخرجت منه كل العفوية، وبرعت في تصوير سحره وظرفه الشديد. أيضاً لم تحقق لبكي فقط حلماً من خلال ادارتها ومشاركتها أحد أهم النجوم العالميين، بل حققت ايضاً افضل فيلم قصير ضمن مجموعة اقسام فيلم Rio I Love You.
