السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"بهدلة ما بعدها بهدلة" على ضهر البيدر... والأهالي صامدون

المصدر: زحلة – "النهار"
دانييل خياط
A+ A-

في ضهر البيدر اليوم، وحده التدثر بمعطف يقي من البرد ولكن ليس من زخات المطر. يحجب الضباب الكثيف، الساتر الترابي الذي يقطع به اهالي اسرى الجيش وقوى الامن الداخلي لدى "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة "الاسلامية" لليوم الخامس على التوالي مطالبين دولتهم بالتحرك للافراج عن ابنائهم. لكنهم هناك، الاهالي الذين يمدون ابناءهم بالحياة عبر قطعهم للطريق، رضوخا لابتزاز "جبهة النصرة" عبر رسائل مصورة وتسجيلات صوتية من الاسرى الى ذويهم. وبعد ان ذاق الاهالي كل الوان الاذلال بمكوثهم نهارا وليلا في العراء، على الطريق، واحرقت الشمس وجوههم، جاءت الامطار لتغرقهم بالشحار والوحول، تبلل ثيابهم، فينفذ البرد الى عظامهم. لا ملاذ لهم سوى "كاراجات"، ينحشروا فيها، ويتوزعون حول مناقل فحم اوقدوا النار فيها ليتدفئوا. الحال هناك "بهدلة".
لكن اعدادهم لا تتناقص، على العكس، فقد انضمت اليهم اليوم عائلة لامع مزاحم الاسير لدى "جبهة النصرة"، التي لم يردها منه سوى اتصال يتيم في الايام الاولى لاسره ورفاقه. هناك على ضهر البيدر، يطفىء المطر النيران المشتعلة في الاطارات، لكن الغضب لا يزال متقدا في القلوب من عجز الحكومة على حلّ قضية الاسرى، رغم الضغط الذي يمارسه الاهالي بأسر محافظة باكملها، وتعطيل اقتصادها، و"بهدلة" المواطنين في انتقالهم على الطرق. في ضهر البيدر الرؤية واضحة، لا خروج من الطريق الا بضمانات بأن التفاوض جدي وماض بخطوات عملية. بل تصعيد مرتقب غدا، وقطع للطرق طوال النهار، وربما توسيع رقعتها. بهدلة ما بعدها بهدلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم