السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"الجيش الحر" لـ"النهار": مع التحالف ضد "داعش" شرط ضرب النظام و"حزب الله"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

بين سماء سوريا حيث مقاتلات التحالف الدولي ضد الارهاب وأرضها حيث قوات النظام والمعارضة و"داعش"، اختلاف في المواقف وتناقضات عدة، فالحكومة السورية التي طالبت باذن مسبق لم تحصل عليه، رحبت بالتحالف إلى حد اعتباره شريكها، بينما المعارضة المسلحة المعتدلة الممثلة بـ"الجيش السوري الحر"، المتضررة الاكبر من ارهاب "داعش"، تعارض مهمة الائتلاف "الناقصة"، باعتبار ان لا مواجهة للارهاب من دون ضرب الرأس النظام السوري.


"ألوية الانصار، جبهة حق المقاتلة، الفيلق الخامس، لواء الحق، حركة حزم، جبهة الاصالة والتنمية، تجمع الوية صقور الغاب، تجمع العزة"، هي فصائل تابعة لـ"الجيش الحر"، اجتمعت في اليوم الاول من انطلاق مهمة التحالف، مطلقة صرخة اعتبرها البعض أكثر مفاجأة من الغارات الجوية نفسها، إذ اعتبرت في بيانها أن "النظام فاق في اجرامه شتى انواع الارهاب وهو الذي اوجد التطرف والارهاب"، مشددة على ان "تنظيم داعش يشكل خطراً على الثورة السورية وتصب افعاله مباشرة في خدمة النظام وتطيل عمره"، لهذا طالبت بـ"استهداف مواقع النظام بالتوازي مع داعش، وتحييد اماكن المدنيين والجيش الحر".


النظام أولاً
تواصلت "النهار" مع أربعة قياديين من "الجيش الحر" واستوضحت منهم مواقفهم تجاه التحالف، إذ كان واضحاً مدى تأثرهم بالغارة التي جرت في ادلب وادت إلى مقتل مدنيين، كان من المفترض انها اصابت مقرات لـ"جبهة النصرة"، فضلاً عن تحذيرههم من استثمار النظام للضربات بقصفه المدنيين. ويلخص رئيس أركان "الفيلق الخامس" المقدم فارس البيوش لـ"النهار" موقف "الجيش الحر" بأنه "مع ضربات التحالف عندما يكون هدفها النظام وداعش وحزب الله"، ويتفق الجميع على مصطلح "ضرب الرأس" المتمثل بالنظام، ويؤكد البيوش أن "النظام استخدم كل آلات الاجرام وكان افظعها الكيميائي، اما "داعش" فهي ذنب هذا النظام".
بدوره، يشكك قائد "لواء الناصر - فرقة 13" الرائد موسى الحمود في صدقية التحالف، ويقول: "انه تحالف سياسة ومصالح وليس لضرب الارهاب والاضعف في هذه المعادلة هو الشعب السوري الذي سيدفع الثمن، ولو كان القصد من التحالف ضرب الارهاب فليس هناك اقوى من ارهاب النظام".
المستغرب ان "الفرقة 13" معروفة بالدعم الاميركي الذي تلقته من سلاح وعتاد، فضلاً عن الشهرة التي تتمتع بها من تنظيم في صفوفها، لكن رغم ذلك، يشدد قائد "تجمع كتائب خان شيخون - الفرقة 13" الرائد ابو قصي على رفضه "في أي شكل من الاشكال ضرب اي فصيل يقاتل النظام"، فهو يرى أن التحالف "ورقة بيضاء لدخول الاجواء السورية وضرب اي فصيل يهدد السياسة الاميركية".
"الدرج لا يغسل من الأسفل". بناء على هذه القاعدة، يقول الرائد في "الجيش الحر" ابو معاذ الذي ينشط في الجبهة الشمالية: "نحن مع التحالف الدولي شرط ضرب النظام وحزب الله ايضاً". وعلّق على موقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله من التحالف، بالقول: "السيد يناقض نفسه، فهو يرفض التدخل الأجنبي في سوريا لصالح أي طرف، لكنه يجيز ذلك لنفسه ولطهران".


أول من حارب "داعش"
المتابعون استغربوا موقف "الجيش الحر" بناء على السؤال: اليست "داعش" من قتلت قياداتكم وطعنت بالثورة؟ يجيب البيوش: "نحن أول من حارب التنظيم قبل المجتمع الدولي وسنبقى، لكن هدفنا الاول هو النظام السوري ومن يسانده من "داعش" والمرتزقة من لبنان وايران والعراق".
قائد لواء الناصر الرائد الحمود الذي ينشط في حلب وادلب وحماه يتفق مع موقف البيوش، محذراً من أن "التحالف ان لم ينصف الشعب السوري سيتحوّل كله إلى داعش"، ليكمل أبو قصي القول: "لا يوجد ارهاب الا ارهاب الاسد ولا يمكن ان نتشدق بقتال داعش والنظام يتربع على عرشه".


لا يملك الشعب ما يبكي عليه
حصل الرئيس الاميركي باراك اوباما على موافقة مجلسي النواب والشيوخ لتسليح المعارضة المسلحة المعتدلة وتدريبها، في وقت تقف فيه هذه الجهة في موقع الرافض لمهمة التحالف، وأبو قصي الذي شاهد "الغارات على مدنيين في ادلب" يؤكد انه "اذا كانت المعونة والاسلحة مقابل الكرامة فنحن نفضل انتظار الموت على ذلك"، ويعود سبب هذا التصعيد تجاه الجهة الداعمة لفرقة أبو قصي إلى "صور استشهاد الاطفال والنساء جراء ضربات التحالف على كفر دريان بحجة ضرب "داعش"، ما جعل كثيرين يعتبرون ان الضربة موجهة إلى مدنيين وليس "جبهة النصرة"، ويشير أبو قصي إلى أن "هذا السلوك يدفع كل الناس إلى التعاطف مع داعش ليصبح كل سني حر داعشيا وهدفاً للتحالف".
يرحب أبو معاذ "بأي دعم يساعدنا في محاربة الإرهاب المتمثل بنظام بشار وداعش واذا كان موقفنا سيحرمنا من الدعم الخارجي، فلا نبالي لأننا خرجنا من جيش يقتل الأبرياء لننحاز إلى شعبنا وليس قوة خارجية"، أما الحمود فيقلل من أهمية الدعم ويصفه وهو يضحك بـ"حفنة من الدولارات وقليل من السلل الاغاثية"، متسائلاً: "اين المضادات الجوية لنضرب طائرات النظام... اميركا خسرت ثقة الشعب وستجعل من الاسد بطلا قومياً، ولا ضرر من وقف الدعم فلا شيء يخسره الشعب ليبكي عليه".


رفض لضرب "النصرة"
المفاجأة بالنسبة إلى غالبية فصائل المعارضة السورية المسلحة هي ضم "جبهة النصرة" إلى أهداف التحالف، وهو التنظيم الذي يراه سوريون ومنهم "الجيش الحر" انه لم يقتل الشعب وارهابه موجه ضد النظام، فأبو قصي يؤكد أنه "ضد ضرب اي فصيل يقاتل النظام والأولى بالتحالف ان يقضي على قوة النظام الجوية وبعدها ينتظر منا ان نحارب الارهابيين من وجهة نظره"، فيما يجيب ابو معاذ بالقول انه "طالما النصرة لم تعتد علی السوريين وهي تقاتل النظام ومعظم عناصرها سوريون فنحن ضد استهدافها".
ولا ينفي الحمود أن "جبهة النصرة وداعش من المنبع نفسه الا ان الطريق يختلف بينهما، والأولى كانت اقرب إلى قلوب الجماهير ووقفت مع الشعب وايدت مطالبه، وان كانت ارهابية فهي كذلك بوجه ارهاب النظام".


لن نتعاون مع التحالف... ولكن!
قدم "الجيش الحر" مطالبه لتأييد التحالف، لكن الجميع على يقين ان التحالف لن يضرب النظام أو "حزب الله"، فكيف ستدافع المعارضة المعتدلة عن موقفها؟ يؤكد ابو معاذ أنه "في حال عدم الاهتمام بمطالبنا لن نتعاون مع التحالف وسنعتبره عدواناً لصالح النظام وإيران"، فيما أبو قصي يرى أن الرد سيكون بمتابعة الطريق لاسقاط النظام "وبعد تحقيق هدفنا سنتعامل مع النتائج ونمضي في عملية البناء والقضاء على اي قوة تقف في طريقنا".
طالما ان "الجيش الحر" لن يتعاون مع التحالف فمن سيحتل مكان "داعش" في الرقة وغيرها؟ يجيب ابو معاذ: "نحن والمجالس المحلية المدنية ولدينا خلايا نائمة في المدنية... فنحن من حررنا الرقة وليس داعش"، فيما لحمود وجهة نظر اخرى ترى ان "التحالف يضرب داعش ليحل محلها النظام"، لكنه يشدد على انه "لن يحل احد مكان أي احد الا بارادة الشعب وفئة كبيرة منه حاليا تؤيد داعش لانها قصفت قبل النظام".
الرائد الحمود يدرك تماماً نبض الشارع ويعلم من هي "داعش"، ويقول: "انها فكر لن تستطيع قوى العالم ازالته او ازالة حاضنته الشعبية، ونحن ومن دون تدخل كان في امكاننا ان نزيح داعش ونأخذ مكانها الا ان المؤامرات الدولية هي التي ضاعفت قوة هذا التنظيم لتجعله البعبع المخيف لحكام العرب".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم