الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أوباما يدعو العالم إلى التوحّد لتدمير "داعش" سعود الفيصل لـ"النهار": سنشارك في صد الإرهاب

المصدر: العواصم - الوكالات
نيويورك - علي بردى
A+ A-

تحولت الدورة العادية الـ69 للجمعية العمومية للامم المتحدة امس منبراً أطلق منه زعماء العالم دعوات الى مواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) والقضاء عليه. وبينما كانت المقاتلات الاميركية تواصل غاراتها الجوية على معاقل الجهاديين في سوريا والعراق، حض الرئيس الأميركي باراك أوباما دول العالم على التوحد في هذه المواجهة الى حين تدمير التنظيم الاصولي "الذي لا يفهم إلا لغة القوة". ووجّه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رسالة حازمة ضد الارهاب بعد ساعات من قطع مجموعة "جند الخلافة" الجزائرية الموالية لـ"داعش" رأس الفرنسي ايرفيه غورديل، إذ قال: "سنواصل محاربة الارهاب في كل مكان". وأكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان المملكة ستشارك "في أي عمل يصدّ الجهد الذي تقوم به المنظمات الارهابية.


وبعد الكلمة الافتتاحية للامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، قال أوباما امام الجمعية العمومية إن "لغة القوة" وحدها ستستخدم لدحر "داعش" وغيره من الجماعات الإرهابية التي تعتنق مذهب "القاعدة". ودعا العالم بأسره الى الإنضمام الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "لاجتثاث هذا السرطان"، رافضاً أن يكون الإرهابيون ممثلين للإسلام أو المسلمين. وامتنع عن أي حديث عن صراع الحضارات، قائلاً: "لسنا في حرب دينية". وأضاف: "إن الولايات المتحدة ستعمل مع تحالف واسع لتفكيك شبكة الموت هذه". لكنه أكد أنه "يمكن عكس هذا التيار"، مشيراً الى "الحكومة الجامعة الجديدة في بغداد، رئيس وزراء عراقي جديد يرحب به الجيران، فصائل لبنانية ترفض أولئك الذين يحاولون إشعال حرب. هذه خطوات يجب أن تتبع بهدنة أوسع. ولا مكان أكثر إلحاحاً من سوريا". وأعلن أن "أميركا تدرب وتجهز المعارضة السورية لتواجه بكفاية الإرهابيين من داعش والوحشية من نظام الأسد". لكنه رأى أن "الحل النهائي فيها (سوريا) هو حل سياسي". وتطرق إلى الملف النووي الإيراني، داعياً زعماء طهران إلى "عدم تفويت الفرصة والتوصل إلى حل".
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطابه إن شعب مصر صنع التاريخ مرتين خلال السنوات الأخيرة، الأولى "عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد وطالب بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، والثانية "عندما تمسك بهويته وتحصن بوطنيته وثار على الإقصاء رافضاً الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب". وأوضح أن "مصر الجديدة هي دولة تحترم الحقوق والحريات وتؤدي الواجبات وتضمن العيش المشترك لمواطنيها من دون إقصاء أو تمييز".
ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المجتمع الدولي الى تقديم كل أوجه المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا وفي أماكن اللجوء، مجدداً مطالبة مجلس الأمن بـ"تحمل كل مسؤوليته القانونية والإنسانية على وجه السرعة في دعم الشعب السوري ضد خطر إرهاب النظام وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها وخطر القوى الإرهابية".
وقال العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين ان "هؤلاء الارهابيين والمجرمين الذين يستهدفون سوريا والعراق ودولا اخرى هم الاشكال المتطرفة لتهديد عالمي خطير".
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى استراتيجية شاملة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" تشمل "جيشنا" قبل جلسة الجمعة يصوت خلالها مجلس العموم البريطاني على ما إذا كانت لندن ستنضم إلى الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق.
واجتمع كاميرون مع الرئيس الايراني حسن روحاني في لقاء هو الاول من نوعه على مستوى القمة بين البلدين منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979. 


مجلس الأمن
ولاحقاً، تبنى مجلس الامن بالاجماع في جلسة رأسها اوباما، مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يلزم الدول وقف تدفق المقاتلين الاسلاميين المتطرفين الاجانب الى سوريا والعراق واحتواء الخطر الذي يشكلونه على بلدانهم الاصلية.
وصدر القرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة مما يجعله ملزما قانونا للدول الاعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 193 دولة ويعطي مجلس الامن سلطة فرض قرارات بالعقوبات الاقتصادية او القوة.
وخلال الجلسة خاطب اوباما هولاند قائلاً: "نحن معكم ومع الشعب الفرنسي وقت تواجهون فيه خسارة رهيبة وتقفون ضد الرعب دفاعا عن الحرية". وذكر بتأكيد الخبراء ان نحو 12 الف مقاتل اجنبي وفدوا من اكثر من 80 بلدا انضموا في السنوات الاخيرة الى التنظيمات الاسلامية المتطرفة في العراق وسوريا. ورأى ان اصدار"قرار لن يكون كافيا والنيات الطيبة ليست كافية. ينبغي ان يقترن الكلام الذي يقال هنا بافعال ملموسة في السنوات المقبلة".
وفي وقت متقدم الثلثاء التقى اوباما مسؤولين من السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والاردن والبحرين وقطر وهي الدول العربية التي شاركت في الغارات الجوية ضد "داعش" في سوريا.


العبادي
ورداً على أسئلة لـ"النهار"، صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عقب اجتماع ثنائي مع الرئيس باراك أوباما، بأن "ما نطلبه هو إسناد العراق للوقوف في وجه داعش"، إذ أن "العراق يتعرض الآن لهجمة شرسة من خارج أراضيه، من الجارة سوريا، وهذا شأن دولي". واعتبر أن "العالم، ويا للأسف، سمح بتدهور الوضع في سوريا الى الحد الذي بات العراقيون يدفعون ثمن هذا الخطأ وهذا التدهور بدمائهم. العراقيون حريصون ويكافحون الى جانب هذا الإسناد". وخلص الى أن "كل دول مجلس الأمن عليها مسؤولية الوقوف مع العراق في هذه المواجهة"، ملاحظاً أن "الإرهاب لا يهدد العراقيين فحسب، علماً أنهم في الخط الأول لهذه المواجهة، وكذلك السوريين".
واضاف أن "لبنان يدفع أيضاً ثمناً باهظاً للإستقطاب الإقليمي. نحن أبناء هذه المنطقة، العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول، ندفع ثمن هذا الإستقطاب". وأكد أن "العراق ليس مستعداً لمواصلة دفع هذه الضريبة من الدماء والتضحيات في صراع الإستقطابات. ولا نريد أن نكون طرفاً مع هذا أو ذلك. كرئيس وزراء للعراق، أنا منحاز الى الشعب العراقي، الى حماية الشعب العراقي والى حماية العراق".


سعود الفيصل
وسألت "النهار" وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن السبب الذي دفع المملكة الى المشاركة في الحرب على "داعش" وداخل سوريا، فأجاب: "نحن سنشارك في أي عمل يصدّ الجهد الذي تقوم به المنظمات الإرهابية، وخاصة منظمة داعش"، مشدداً على أن "هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإرهابية خطرها على المنطقة داهم". وقال إن "أول ما فعلته أنها سرقت عقول شبابنا وغيرت المفاهيم الإسلامية بشكل أساء الى الأمة الإسلامية إساءة لا يمكن أن نحصيها الآن. ولكن عسانا أن نستطيع أن نعالجها في المستقبل". ووصف تنظيم "داعش" بأنه "شر مستطير يجب القضاء عليه"، مؤكداً أن السعودية "ستشارك في أي جهد يبذل في هذا الإطار للقضاء عليه. وكذلك، إن مشاركتنا فيه، وخاصة في سوريا التي يدعي نظامها أنه هو ضد الإرهاب في حين أن داعش لها ثلاث سنوات وهي في الأراضي السورية، ولم نسمع يوماً واحداً أن أطلقت النار بين جيش النظام السوري وداعش، أو بين داعش والقوات الأخرى الموجودة بصورة غير شرعية في سوريا". وكرر أن "أي عمل يقوم لإزالة هذا الوضع وإزالة الظلم الذي يقاسيه الشعب السوري سنشترك فيه. هذا القرار اتخذته المملكة حماية لشعبها ومصالحه وحماية أيضاً للشعب السوري ومصالحه".
وهل تساعد السعودية لبنان على مواجهة الإرهاب الذي يعانيه؟ أجاب: "إذا طلب لبنان المساعدة سنقدمها له. ساعدنا لبنان بمبلغ مليار دولار لشراء أسلحة. والأخوة اللبنانيون يقدرون هذا الدعم للجيش اللبناني ونأمل أن يكون لذلك أثر في حماية أمن لبنان". وسخر مما يقال عن فائدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد من ضرب "داعش".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم