تفاح الشمال أينع ولم يجد مَن يقطفه! (صور)

بات مزارعو التفاح في لبنان ضحايا الموسم هذه السنة، فلو كانت للتفاح أم لبكته، ولو كان له أهل لأحرقوا الدواليب وقطعوا الطرق بعدما قطعت حال الموسم أنفاس المزارعين فأضناهم تعب الشهور الماضية وقلق انتظار بيع الموسم الحالي وباتوا لا يقوون على اي تحرك. 
لا يزال التفاح حتى الساعة على حاله، فنأت أغصانه تحت حملها وبدأت بالتكسر وبدأ بالتساقط بسبب البلوغ وحلول أوان القطاف.
ازداد خوف المزارعين، فما من أحد سأل عن التفاح أو يفاوض على شرائه كما أن العوامل المناخية لا تبشر بالخير، ينتظرون فرجاً قد لا يأتي. ويقول احدهم عن مخيمات التبريد التي باتت الحل الوحيد أن "الداخل اليها مفقود، والخارج منها مولود، اذ ان اصحاب هذه المستودعات، غالباً ما يسايرون التجار على حساب المزارع".
بدأ البعض قطاف مونة الشتاء فيما واصل آخرون ري الاشجار في ظل غياب اي تحرك رسمي لانقاذ الموسم الذي يشكل مورد رزق أساسي للعديد من مزارعي الجرود اللبنانية، وفي ظل غياب التعاونيات الزراعية وسياسة دعم المزارعين.
"زرعوا فأكلنا، نزرع فيأكلون"، مبدأ قد يضرب بجذوره عميقاً حياة الاولاد فمواكبتهم العذاب الذي يعيشه أهلهم سيخمد كل ذرة امل بداخلهم للتوجه الى الحقول والاعتناء بالتفاح.