مسلسل الخطف يعود... وجهود لايقاف حلقاته

من الامور التي تقلق اللبنانيين في الاسابيع الاخيرة والمتزامنة مع الاوضاع الامنية غير المطمئنة في اكثر من منطقة، هي عودة اعمال الخطف والخطف المضاد من البقاع الى الاوزاعي التي خبر المواطنون اوجاعها في اعوام الحرب ولا يزال كثيرون يذرفون الدموع على احبتهم الى اليوم. وفي المناسبة ثمة عصابات تنشط في عدد من البلدات البقاعية لا تبالي بملف العسكريين المخطوفين والعمل على اطلاقهم ولا يحمل هؤلاء اي قضية بل تنحصر اهدافهم واهتماماتهم في الحصول على مبالغ مادية مع استغلالهم سوء التوترات الامنية للنزول الى الشارع وممارسة "هواياتهم".
وعندما تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء السبت الفائت وقوع عمليات خطف في الاوزاعي والبقاع سارع على الفور في اجراء اتصالات مع عدد من القيادات في حركة "أمل" ودعاهم الى التدخل لمنع تمدد هذه الظاهرة القديمة – الجديدة. ولم يهدأ هاتفه الى حين تبلغه الافراج عن شاب من عرسال جرى خطفه في الاوزاعي.
ولم يكتف بري بذلك بل كلف وفداً برئاسة عضو هيئة الرئاسة في "أمل" محمد نصرالله بزيارة عائلة الشهيد محمد حمية وتوجيه التحية له على الموقف الذي اصدره عقب استشهاد نجله، ودعاه نصرالله باسم بري على ضرورة تفويت الفرصة على ما تهدف اليه "جبهة النصرة" و"داعش" لايقاع فتنة سنية-شيعية وبين سائر اللبنانيين. وما يقوم به بري يلتقي مع الجهود التي تبذلها قيادة "حزب الله" في اطار اجراء اتصالات شبه يومية مع عائلات العسكريين ومنعها من القيام بأي تحرك ينعكس سلباً على العلاقات بين الاهالي وخصوصا في البقاع.
وفي المقابل ينشط "تيار المستقبل" في مناطق انتشاره في البقاع على عدم السير في اتباع اسلوب الخطف من اي جهة اتت "لانه لا يصب في مصلحة أحد"، على حد توصيف قيادي في "التيار". ومن هنا كان اللقاء الذي جمع قبل ايام في بعلب في مركز الامام الخميني في بعلبك وجهاء للعشائر وفاعليات سنية وشيعية ومسيحية وجرى اطلاق "ميثاق شرف" لرفع الغطاء عن اي شخص يلجأ الى الخطف ومحاسبته امام القانون والاجهزة المعنية مسؤولية ما يقدم عليه وعدم تحميل اسرته او عشيرته اي تبعة.
وامام هاجس الوقوع في افخاخ الخطف تجمع القوى السياسية على ممانعتها الشديدة للخطف وحجز حرية اي مواطن. ويسجل هنا للمواقف التي اطلقتها عائلات السيد ومدلج وحمية عندما تلقت بصدور مرفوعة وروح وطنية عالية انباء استشهاد اولادهم وصورهم وهم يذبحون ، ليقدموا الامثولة الى جميع اللبنانيين في هذه الاوقات الاكثر من حرجة.