الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

البابا يندد باستخدام الله كـ"درع"

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

هاجم البابا فرنسيس في البانيا استخدام الله كـ "درع" من جانب الحركات الاصولية الدينية، وذلك على خلفية العنف الجهادي في الشرق الاوسط وافريقيا.


وقال الحبر الاعظم امام المسؤولين الالبان: "لا يعتقدن احد انه يمكن ان يستخدم الله درعا حين يقوم باعمال عنف وازدراء. لا يتذرعن احد بالدين للقيام بأفعاله الخاصة المنافية لكرامة الانسان وحقوقه الاساسية".
ولاحظ ان الحس الديني الاصيل "يتعرض للخيانة من جانب هذه الجماعات المتطرفة" التي "تشوه وتستغل الخلافات بين مختلف المذاهب" وتجعل منها "عامل مواجهة وعنف".
ووجه البابا كلامه هذا الى كل الديانات لكنه كان يقصد ضمنا انتهاكات الجهاديين المنتمين الى تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق واولئك المنتمين الى جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا.
واعتبر البابا ان "حربا عالمية بالمفرق" تدور في العالم اليوم بسبب الاسلحة التي تغذي المجموعات العنيفة.
واستقبل رئيس الوزراء الكاثوليكي ادي راما البابا الذي رحب بوصوله في شكل حار مئات الاف الاشخاص في الجادة الكبرى وفي ساحة الام تيريزا حيث اقام قداسا احتفاليا.
وفي سيارة الجيب المكشوفة على طول الجادة المزينة بصور "الشهداء المسيحيين" ابان النظام الشيوعي، توقف مرارا لمصافحة اشخاص كما حمل بعض الاطفال. واتخذت تدابير امنية مشددة خشية تهديدات وجهها الى البابا التيار الجهادي. وتم تفتيش جميع المشاركين في القداس لكن الفاتيكان كرر ظهرا ان ليس "هناك مشكلات امنية محددة".
وامام الرئيس المسلم بوجار نيشاني، قال البابا ان "مناخ الاحترام والثقة المتبادلة بين الكاثوليك والارثوذكس والمسلمين كنز ثمين للبلاد ويتضمن معنى خاصا في زمننا"، املا في "ان تواصل البانيا السير على هذه الطريق لتصبح نموذجا لكثير من الدول".
وخلال القداس خاطب البابا الشباب داعيا اياهم الى نبذ "عبودية المال والحرية الفردية الزائفة والارتهان".
وقال حسين دولي (85 عاما) وهو مسلم جاء مع افراد عائلته العشرة من مدينة لاتش القريبة من تيرانا: "ننتمي الى ديانة اخرى لكن جئنا احتراما وامتنانا لنحصل على بركة البابا".
وخلال هذه الزيارة التي تستمر احدى عشرة ساعة، سيلتقي البابا المسؤولين الدينيين ويجتمع مع مندوبي الكاثوليك الالبان. وسينتهي اليوم بلقاء في مركز "بيثاني" الاجتماعي في تيرانا حيث سيلتقي كما يرغب الايتام والمعوقين.
ووجه البابا فرنسيس في البانيا تحية الى كنيسة في ذروة ازدهارها بعد نظام ديكتاتوري ماركسي رهيب سبقته خمسة قرون من الهيمنة العثمانية.
ودعا البابا الشعب الالباني الى الوحدة مستعيدا "عقودا من المعاناة الرهيبة والاضطهاد القاسي بحق الكاثوليك والارثوذكس والمسلمين".
وساعد احترام الطوباوية الام تيريزا الالبانية المقدونية الاصل، ومجيء عدد كبير من رجال الدين الاجانب، في احياء الكاثوليكية في البلاد ابتداء من نهاية الثمانينات، عندما اعاد رامز عليا الذي خلف الديكتاتور انور خوجا الحرية الدينية.
واثر الحرب العالمية الثانية، نشأ نظام شيوعي مغلق على العالم. وفي 1967، اعلن خوجا البانيا "اول دولة ملحدة في العالم". وبين 1945 و1985، توفي في الاعتقال او اعدم سبعة اساقفة و111 كاهنا و10 اكليريكيين وثماني راهبات.
وهؤلاء هم "شهداء الايمان" الذين كرمهم يوحنا بولس الثاني خلال زيارته في 1993. ورسم آنذاك اربعة اساقفة منهم ميشال كوليكي الذي كان في الحادية والتسعين من عمره امضى منها 21 عاما في الاعتقال والذي غمره بذراعيه في كاتدرائية شكودر.
وسيغادر البابا البانيا حاملا مزهرية من الزجاج تحتوي على تراب الباني وهي هدية قدمها رئيس الوزراء باسم جميع الألبان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم