السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لماذا ترفض تركيا الائتلاف الدولي؟

المصدر: (رويترز)
A+ A-

عندما تنقل واشنطن حملتها لقصف مقاتلي "الدولة الإسلامية" إلى سوريا، فإن أقصى ما يمكن أن تنتظره على الأرجح من تركيا سيكون القبول على مضض بحملة تبدو غير مقتنعة بها.
وفي حين حصلت واشنطن الأسبوع الماضي على تأييد عشر دول عربية هي مصر والعراق والأردن ولبنان والدول الخليج الست لقيام ائتلاف عسكري، فإن تركيا التي حضرت المحادثات، لم توقع.
ويرفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو المشاركة في تحرك يخشيان أن يؤدي إلى تقوية الرئيس السوري بشار الأسد وتفاقم التوترات الطائفية في العراق.
وقال فادي حكورة، وهو محلل متخصص في الشؤون التركية في مركز "تشاتام هاوس للأبحاث" في لندن، إنها "محاولة معقدة للغاية لتحقيق التوازن. تركيا تحاول إرضاء الولايات المتحدة شريكتها من دون أن تتعاون معها بشكل كامل. ستتعرض لضغوط شديدة لكنها ستجد أن من الصعب جداً تعطيل الاستراتيجية الأميركية". وأضاف: "إنه تحالف غير الراغبين وغير المبالين. تركيا ومعظم الدول العربية التي من المفترض أن تكون جزءا من هذا الائتلاف لديها شكوك عميقة في النيات الأميركية في المنطقة".
وقال مسؤولون أتراك إنه لا توجد خطط للسماح باستخدام القاعدة الجوية الأميركية في انجرليك بجنوب تركيا في الضربات الجوية. ورحبت صحف مؤيدة للحكومة بامتناع أنقرة، وعقدت مقارنات بموقف تركيا عام 2003 عندما رفض البرلمان التركي طلباً أميركيا لاستخدام الأراضي التركية لغزو العراق.
ورأى سنان أولجن، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية في اسطنبول، أن على أنقرة التروي، ذلك أن "توجيه ضربات لـ"الدولة الإسلامية" لن يحقق شيئاً. فالتاريخ الحديث للتدخل الغربي يبرهن على ذلك بوضوح. انظروا إلى حال ليبيا الآن والوضع الحالي في افغانستان وفي العراق اليوم".
واعتبر السفير الأميركي سابقاً لدى تركيا فرانسيس ريتشاردوني أن أنقرة في سعيها لدعم المعارضة السورية، تعاملت مع جماعات مثل "جبهة النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا، وهذا أمر لا يمكن أن ترضى به واشنطن.
ورد داود أوغلو على تلك الاتهامات في قبرص الثلثاء، فشدد على أن "موقفنا واضح. نحن نعارض جميع أشكال التطرف والنشاطات التي قد تؤثر على الاستقرار والرخاء في المنطقة". وأضاف: "من يتهمون تركيا عليهم أن يعلموا ان مسؤولية كل المذابح التي شهدتها المنطقة تقع على عاتق نظام الأسد الذي قتل شعبه وفتح الباب للتطرف، فضلا عن السياسات الطائفية في العراق".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم