الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لماذا يشتهون الإثارة إلى هذا الحد؟

جيسيكا نجم
A+ A-

 


كيف قد يستسيغ بعضهم المواقف التي تثير الخوف وتُسبّب تسارعاً في دقّات القلب، في حين يتجنّب آخرون مجرّد التفكير بها؟ كيف تكون أفلام الرعب مصدر ترفيه لشخص بينما تكون لآخر مصدر توتّر وتعذيب؟ لماذا يعيش بعضهم بحثاً دائماً عن المغامرات الخطرة؟ وهل يمكن أن يتحوّل ذلك الشغف بالمجازفة ورفع منسوب الإثارة الى إدمان؟


يختلف مستوى إشتهاء الإثارة أو البحث عنها (Sensation Seeking ) من شخص إلى آخر، وفيما يكتفي بعضهم بأقل درجاتها، يعيش آخرون سعياً دائماً للوصول إلى أعلى جرعاتها.
وسمة إشتهاء الإثارة هي ميل الى عيش مزيد من المتعة الحسيّة، وهي سمة لدى الأشخاص الذين يتخطون بعض الأحاسيس المكثفة حيال الخوف، ويعشقون التجربة لذاتها ولا يعيرون أهمية لتعرّضهم للأخطار في سعيهم وراء هذه التجربة. هؤلاء "يشعرون بالملل السريع إذا فقدوا الإحساس بتحفيز كبير"، كما يصفهم الطبيب النفساني الأميركي في جامعة تكساس في أوستن سام غوسلينغ. وهو يشير إلى أنهم يحبّون الأضواء الساطعة، ينشدون الصخب والضجيج، ويعيشون رغبة دائمة في المخاطرة، ويبحثون عن جرعات زائدة من الإثارة.


طرق إشتهاء الإثارة
ثمة أربعة أنواع مختلفة من طرق إشتهاء الإثارة، والتي يعبِّر من خلالها الأشخاص الذين يبحثون عن جرعات عالية التعبير عنها من خلال السلوك:
1. التشويق والسعي وراء المغامرة: السعي وراء الأنشطة البدنية المثيرة، غير العادية والخطرة إجمالاً (مثل القفز بالمظلات).
2. السعي وراء التجربة: التحفيز من خلال العقل والحواس والسعي وراء المحفّزات غير الإعتيادية أو المعقّدة، والسفر لإكتشاف أماكن غريبة أو مقابلة أشخاص لم تكن على معرفة سابقة بهم.
3. السلوك الفاضح: إشتهاء الإثارة من خلال البحث عن فرص لفقدان الضوابط من خلال الإنخراط في مجموعات بهدف ممارسة الجنس، شرب الكحول بشكل مفرط، تعاطي المخدرات وغيرها.
4. الشعور السريع بالملل: الميل للشعور بالملل بسرعة كبيرة من حالات مألوفة أو متكررة أو بسبب روتين العمل.


حين ينقلب السحر على الساحر
الأحاسيس المتطرّفة قد لا تؤدي الى الشعور بالرغبة الغامرة في التجربة فحسب، إبل تشكّل أيضاً تهديداً للشخص نفسه وللمحيطين به. وقد يظهر ذلك من خلال الخطر الذي يتعرّض له هؤلاء حين يمارسون نشاطات خطرة، ولكن أيضاً قد يظهر لدى البعض عبر:
■ القيادة أحياناً بسرعة. فهم غالباً ما يتجاهلون قواعد المرور ويتصرفون بسلوكيّات عالية الخطورة تؤدي الى وقوع حوادث وإرتطامات ينتج منها إصابة السائق بجروح.
■ شرب الكحول بشكل مفرط، وخصوصاً السلوكيّات الفاضحة والسعي وراء الخبرة. وتأتي التأثيرات في تعزيز السعي وراء تجربة المخدرات. وجدت البحوث أن هذا الميل وراء البحث عن جرعات زائدة من الإثارة قد ينبئ بميل إلى تعاطي المخدرات.
■ السلوك الجنسي العالي الأخطار، مثل تعدد الشركاء وعدم إستعمال الواقي الذكري (لأنهم يميلون الى المواقف الجنسية الجريئة وحتى المتهوّرة). في كثير من الأحيان، يفشل هؤلاء في الإخلاص لشريك واحد والتزام علاقة عاطفية واحدة.
■ التمتّع باللوحات الغريبة والأشكال الفنية التي تحتوي رسائل عنيفة وعدوانيّة أو التي ترتبط بالموت واليأس.
■ مع الوقت، قد يتحوّل هذا السعي وراء جرعات زائدة من الإثارة إلى إدمان. وقد أظهرت دراسة جديدة نشرتها جمعية علم النفس الأميركية أن شخصية الأشخاص الذين يشتهون الإثارة تميل الى السعي وراء مزيد من التجارب المتهوّرة، ويكون خطرها أكبر من التدخين الذي قد يعود الى تزايد الرغبة في الحصول على النيكوتين.


مميّزات
مقابل تعريض حياتهم للخطر، قد يتميّز مدمنو الإثارة بالخصائص الآتية:
■ رضا عن الذات، ينعكس مهارات في التواصل مع الآخرين.
■ إتقان كيفيّة السيطرة على الخوف.
■ الإيمان في قدراتهم وإستخدام مواردهم المادية بشكل لافت.
■ معرفة التدابير التي يجب إتخاذها في مواقف متعددة.
■ الإستجابة لحالات الطوارئ.
■ فعالية في النتائج التي يعملون للوصول إليها في مجالات مختلفة.
■ شعور حقيقي بالفوز وتحقيق الإنجاز.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم