السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الصليب...انتصار على الموت

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
A+ A-

يحتفل المسيحيون في 14 أيلول من كل عام بعيد ارتفاع الصليب ولا سيما ابناء القرى الذين يشعلون النار احتفالاً بهذه المناسبة، وبعضهم يخبرك تفصيلياً عن حقيقة قصة الصليب ولماذا يحتفل به وكيف اصبح رمزاً للمسيحيين. لكن هذه المناسبة هي وقفة ينتظرها المسيحيون للاجتماع والصلاة والتأمل بالقيامة التي أعقبت هول الآلام التي عاشها السيد المسيح في درب الجلجلة وتكللت بالقيامة.


خادم رعية مار تقلا سد البوشرية الأب جوزيف سويد شرح في حديث لـ"النهار" تاريخ ولادة فكرة اشارة الصليب وسبب اعتمادها من المسيحيين.


السمكة
ويقول الأب سويد ان "المسيحيين الاولين اعتمدوا في بداية اعتناقهم الديانة المسيحية اشارة السمكة التي كانت في اللغة الرومانية تشير الى المسيح "اختوس"، واعتمدوها للدلالة في ما بينهم خوفاً من انكشاف امرهم من الامبراطورية الرومانية التي كانت تلاحقهم لتعدمهم"، وبقيت السمكة رمزاً للمسيحيين حتى عهد الامبراطور قسطنطين. ويضيف سويد: "في العام 306م قرر قسطنطين مواجهة الامبراطور ماكسينيوس الذي كان يطمع بالسيطرة على امبراطوريته"، وعندما التقى جيشا الامبراطورين في مدينة رومية في ايطاليا صدم قسطنطين بحجم جيش ماكسينيوس الكبير والذي يضم اعظم فرقة قتالية اسمها "زهرة الجحافل الرومانية".


بهذه العلامة تنتصر
ويشير الى ان "قسطنطين لجأ الى الصلاة للألهة ميسرا التي كان يعبدها والده الا انه شعر ان هناك امراً غير جيد، وخلال تأمله مغيب الشمس ظهرت له اشارة الصليب في الافق وكتب تحتها "بهذه العلامة تنتصر"، وعند مشاهدة قسطنطين هذه الاشارة علم انها تعود الى المسيحيين وانه صلب عليها نبيهم، فأمر بإنزال الرايات القديمة التي كانت ترفعها جيوشه وطلب منهم رفع راية الصليب، وكانت النتيجة انتصار قسطنطين على خصمه رغم ضعف جيشه في 28 تشرين الاول من العام 312 (م).
ويتابع سويد انه "بعد انتهاء الحرب علم قسطنطين انه لم يفز بقوة جيشه فقط بل بقوة خارجية، فقرر ان يعفو عن المسيحيين وليس ان يصبح مسيحياً كما يتردد، فأصدر في العام 312 (م) قراراً يحترم شعائرهم".


عود الصليب
ولاحقاً، وايماناً منه بأهمية الصليب وقوته، طلب قسطنطين من والدته الامبراطورة هيلانة التي اصبحت قديسة ان تذهب على رأس 3000 جندي روماني للبحث عن الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح خارج اسوار اورشليم، ويشرح الاب سويد ان "الامبراطور هوريان قام بدفن الصليب في حفرة قرب جبل الجلجلة الذي صلب عليه المسيح وبنى عليه في السنة 135 ميلادية معبداً رومانياً للإله فينوس ومنع المسيحيين من زيارة الموضع".
وفي العام 316 (م)، وصلت الامبراطورة هيلانة الى اورشليم حيث اجتمعت ببطريرك الاسكندرية ماكاريوس الذي اصبح قديساً لاحقاً، فساعدها على معرفة موضع دفن الصليب تحت معبد فينوس، وامرت الامبراطورة هيلانة بالحفر قرب المعبد حيث وجدوا ثلاثة صلبان ولم يعرفوا ايا منها للسيد المسيح.
ويضيف سويد ان "ماكاريوس اقترح على هيلانة ان يتم وضع جثة على كل صليب والذي ينتج منه اي عمل يدل على قوته يكون صليب المسيح، وهذا ما حصل عندما وضعت جثة احد الاشخاص على صليبين من الثلاثة ولم يحصل شيء، وعندما وضعت جثة على الثالث قام الميت وسادت حال فرح كبيرة، وأمرت هيلانة برفع الصليب على الجلجلة حيث شيدت كنيسة القيامة". ودشن بطريرك الاسكندرية اتناسيوس الكنيسة في العام 318 (م) واصبح الصليب علامة غلبة وانتصار بالنسبة إلى المسيحيين.


غنيمة فارسية
الا أن السلام لم يدم طويلا خصوصاً بعدما اجتاح الامبراطور الفارسي كسرى الذي هدم كنيسة القيامة في 4 ايار 614 (م) وأسر آلاف المسيحيين في مقدمهم البطريرك زكريا واخذهم معه كغنيمة حرب الى بلاد فارس إضافة الى عود الصليب الذي ظل هناك 14 عاماً لحين تمكن الامبرطور هركليس في العام 628 من الانتصار على الامبراطور كسرى، وأوضح الاب سويد ان "هركليس وضع شروطاً على كسرى وهي إطلاق جميع الاسرى واعادة عود الصليب الى مكانه وهكذا حصل، واعاد هركليس عود الصليب الى كنيسة القيامة وسط احتفال عظيم، واصبح هذا المكان محجاً منذ ذلك الحين".


اشعال القبولة
وبشأن اشعال النار والشموع ليلة العيد، يشرح الاب سويد ان "هذه العادات قديمة ولا يزال البعض يقوم بها ويشعل النار في الساحات العامة او على اسطح البيوت او قمم الجبال، وهي تعود لحين اكتشاف هيلانة الصليب حيث ارادت ايصال الرسالة الى الامبراطور قسطنطين ولم تكن هناك وسيلة للقيام بذلك الا من خلال اشعال النيران من جبل الى جبل لتصل الاشارة الى روما".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم