السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

إذا كنت حقاً لبنانياً... اضغط هنا!

المصدر: "النهار"
A+ A-

في خضمّ المشكلات الأمنية والتخاصمات السياسية والآراء "التحليلية"، يكاد يتوافق اللبنانيون على شيءٍ واحد فقط وهو أنهم الأفضل في العالم. فاللبناني المتعالي و"أينشتاين زمانه" يحق له أن يرفع رأسه بوطنه لبنان، والأهم أن يرفع رأسه بنفسه. هذا ما يقوله اللبناني لنفسه يومياً، ومن يمكن أن يلومه؟ فإذا انتُقِدَ بأنه مغرورٌ أو مبالِغٌ باعتبار نفسه "القصة كلها"، يسرد للشخص المعتدي عليه والغيور (كما يعتبره) كل المزايا والأسباب التي تجعل اللبنانيين أفضل شعب في العالم:


 


 



1- أهم المشاهير في العالم أصلهم لبناني:


يفتخر اللبناني بالمشاهير ذوي الأصول اللبنانية، وحتى إنه يبدأ بنبش تاريخ وأصل أي شخصية معروفة حتى يجد أي علاقة لها بوطن الأرز، فتراه يفتخر بكارلوس سليم وسلمى حايك (مع العلم أنهما وُلِدا في المكسيك)، والمغنية شاكيرا (وُلِدَت في كولومبيا)، وحتى الممثل كيانو ريفز الذي لا يكن للبنان بصلة، وذلك فقط لأنه ولد في بيروت! ثم يسرد الشخصيات التاريخية مثل جبران خليل جبران ويفتخر بكتاباته، فيما هناك احتمالٌ كبير أنه لم يقرأها أصلاً.



2- يمكنك أن تزور البندقية في لبنان!


لا ضرورة لزيارتك إيطاليا، فالبندقية بمياهها بين البيوت تجدها في لبنان، هذا ما يحصل دَورياً كلما انهمرت الأمطار، إذ يوجد مياه "من خير الله وخيرك"! تطوف الطرقات بالمياه وتتعطل السيارات ويمكنك أن تصبح مجذفاً ماهراً لتنجو بنفسك من البحيرات على الطرقات. أما إذا كنتَ مارّاً على الطريق فتتمتع باستحمامات عديدة يومياً، فكل سيارة تُهديك الاستحمام المناسب لك، ما يجعل سيرَك مشوّقاً وغيرَ مملٍّ البتّة، فالبلل سيكون رفيقك أينما توجّهت!



3- نحن ملوك النكات والـMemes:


مهما حصل من أمور وأحداث: أكانت سياسية، اقتصادية، ترفيهية، أمنية، فنية... اللبناني جاهزٌ ليكون "تشارلي شابلن"! فالنكات لا تتوقف على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى إنه تبدأ المنافسات حول النكتة أو التعليق الأفضل، من خلال تعداد عدد المعجبين الناقرين على Like. الـMemes بدورها المتنفّس، فبدل العمل جدياً على تغيير الواقع الذي يرفضه اللبنانيون، يثورون عبر الـMemes، حتى أصبحت الصفحة الخاصة بالـ"ميمز" اللبنانية، شعبية وناجحة جدّاً!



4- لو اندلعت الحرب، نظل نحتفل!


ليس من الأهمية توافر استقرار أمني، أو إذا ما اندلعت الحرب، وحتى الهزات الأرضية المحتملة لا تهم. المهم هو أن نحتفل! "وين السهرة الليلة؟" هو السؤال الأساسي. فالسهرات الجامعة للبنانيين هي ما يفتخرون به، متوجهين إلى أبرز المرابع الليلية والمسارح الفنية. مهرجانات، حفلات فنية، سهرات بموسيقى أجنبية، أو حتى السَمر في الجبل قرب "قبولة" نار... أيُّ نوعٍ من الاحتفالات، تجد اللبنانيين مشاركين فيها!



5- لا مجلس نواب، لا رئيس، ولا من يحزنون:


مجلس النواب الحالي مُمدّد له وقد يحصل التمديد مجدداً! ولا رئيس جمهورية أيضاً! حتى إن اللبنانيين عانوا من حكومة تصريف أعمال لوقتٍ طويلٍ جداً مؤخراً، وهو ما اعتادوا عليه أصلاً، فالحكومات المستقيلة تجتاح تاريخ لبنان السياسي. من هنا، طبعاً اللبنانيون هم أفضل شعب في العالم، إذ هم صامدون وناجون من كارثة دستورية إلى مصيبة أمنية فمشكلة سياسية، الواحدة تلو الأخرى، قافزين من فراغٍ إلى آخر!



6- تتعرف على كل الشعوب في لبنان:


سوريون، فلسطينيون، عراقيون، مصريون، سودانيون، بنغلادشيون، سريلنكيون، أثيوبيون، صوماليون، فيليبينيون، نيباليون... "كلو يوجد"! حتى أصبح اللبنانيون يشكّون في هوية أرضٍ اسمها "لبنان". إذ يستقبل وطن الأرز أكبر نسبة من اللاجئين في العالم حالياً، فعدا عن الـ800 ألف فلسطيني في المخيمات، يعاني من أكثر من مليون سوري لاجىء أيضاً، ناهيك باللاجئين العراقيين. أما العمال من الدول الأسيوية والأفريقية الفقيرة، فيحوّلون لبنان أرض انصهار ثقافي! إذ يمكنك إيجاد أي جنسية تريد وحتى تناوُل الأطباق الخاصة ببلدانهم!



7- اللبنانيون خارج لبنان أكثر ممّن هم داخله:


ترى اللبناني يفتخر بمغتربيه المنتشرين بالملايين في مختلف أنحاء العالم، خصوصاً في البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة وكندا ونيجيريا والسنغال وأوستراليا. ويظلّ يعيد أنهم يرفعون اسم لبنان عالياً، ويضيف أيضاً أن اللبنانيين هم من "يُشَغّلون" دول الخليج، من الإمارات وقطر والبحرين وغيرها... ويؤكد أن اللبناني أينما ذهب، سينجح!



8- نتكلم ثلاث لغات على الأقل!


يفاخر اللبناني بأنه يتكلم اللغات الثلاث: العربية، الفرنسية والإنكليزية. فعبارة "Hi, kifak, ca va?" أصبحت ملاصقة لهوية اللبناني الذي يتابع الأفلام الأجنبية والأغاني الغربية، ويتعلم أيضاً اللغات الأخرى من إسبانية وإيطالية وألمانية وروسية. ويبدأ بعرض مهاراته اللغوية كلما التقى أحد الأجانب في لبنان، ليُظهر له أنه يقدر على التواصل معه بلغته، على الرَّغم من أنه يبدو مضحكاً أحياناً ولا يلفظ الكلمات بطريقة صحيحة.



9- الناس يتشابهون بالشكل جراء عمليات التجميل!


يعدّ لبنان من الدول الأعلى نسبة في عمليات التجميل في العالم، فترى اللبنانيات متشابهات الوجه والجسم! أصبحت الشابة اللبنانية العنوان الجديد لـBarbie، فتحاول تقليد النجمات الشهيرات مستعينةً بالبوتوكس والنفخ والشد وجميع أنواع التعديلات الشكلية! والرجال اللبنانيون أيضاً يعرضون عضلاتهم الـSix-Pack في محاولة سطحية منهم للظهور جاذبين، هذا عدا عن النظارات الشمسية الضرورية، ما يجعلهم جميعاً من الشكل نفسه!



10- ابتياع الأمور الثمينة للتفاخر بها، حتى بالدَّين!


قد يكون لبنان البلد الوحيد الذي يلجأ فيه العريس إلى المصرف ليأخذ قرضاً بـ20 أو 30 ألف دولار ليتزوج! فالمهم هو إرضاء الناس ليقولوا إن العرس كان جميلاً ومميزاً، حتى لو تتطلب الأمر الوقوع في الدَين لسنوات عديدة! هذا ما يقوم به اللبنانيون جراء الصعوبات الاقتصادية، مفتخرين بأناقة أعراسهم وزينتها! والتفاخر يمتد أيضاً إلى السيارات والساعات الثمينة والهواتف الذكية، بحيث يصرف اللبناني راتبه كلّه فقط لابتياع أحدث iPhone أو "يُغرق" نفسه بالدَّين لابتياع سيارة سريعة ورياضية وجاذبة، مع العلم أن بإمكانه اللجوء إلى سيارة تناسب قدرته الشرائية.



11- "نتشاطر" على الضوء الأصفر خلال القيادة:


طبعاً اللبناني هو الأفضل والأذكى في العالم، فمَن غيره يجتاز الضوء الأصفر حتى لا يقف على الضوء الأحمر؟ صحيحٌ أن الضوء الأصفر يحضّر السيارات لأن تُبطىء سيرَها، ولكن كلا! اللبناني أفهم من ذلك، وعليه مسابقة الإشارة حتى يمرّ بسرعة. أما إذا أصبح الضوء الأحمر، فيُظهر ذكاءه هذا، إما بالمرور العنيد والتسبب بزحمة سير ومشكلات وإهانات وتضارب بالأيدي وتبادل للشتائم، إما بالدَّوس على الفرامل، مسبّباً صوتاً مزعجاً على الطرقات!



12- لدينا "دليفري" نرجيلة!


إنها أعجوبة ذكاء اللبناني: طبعاً نحن أفضل من باقي العالم، يقول اللبنانيون، فخدمة "الدليفري" أصبحت تقوم أيضاً على إيصال النرجيلة إلى منزل المستهلك! إنها خطوة ذكية، تنمّ عن تفكيرٍ صحي واجتماعي سليم جدّاً!



13- يمكنك أن تزور الشاطىء والجبل معاً خلال نصف ساعة فقط!


هذه هي "الكذبة" التي يظل اللبنانيون معيدين لها! صحيحٌ أن الجبل في لبنان قريبٌ من الساحل، لكن من الواضح أنه يغفل زحمة السير التي تجعل مشواره إلى الجبل يطول حتى الساعتَين على الأقل قبل وصوله، متناسين التلوث المخيف الذي يضرب شواطئنا. هذا فضلاً عن عدم قدرة اللبنانيين من الوصول إليه بعد الاستيلاءات المتكررة على مساحاته.



14- نحن نتوقع المستقبل!


من ليلى عبد اللطيف إلى ميشال حايك فمايك فغالي وغيرهم، يذكر اللبنانيون أن التوقعات التي سمعوها منهم تحققت ويتابعونها دَورياً، مفتخرين أننا في لبنان نتوقع المستقبل. مهما كانت جنسيتك، الحل لغدك عند اللبناني، فهو يتوقع لك ماذا سيحصل في حياتك. فالمواطن اللبناني بحدّ ذاته عالم فلك ومحلّل سياسي، يتوقع الأحداث السياسية والأمنية التي ستحصل ويطرح النظريات والبراهين "المقنعة"!



15- اللبنانيون وانفصام الشخصية!


هي الأعجوبة التي تميز اللبنانيين فعلاً! فما يؤكد أنهم الأفضل في العالم، هو امتثالهم للقوانين والقواعد في الدول كافة، فتراهم يقودون السيارات بنظام، محترمين القوانين في المدن الأوروبية والأميركية، ويقفون "في الصف" عند ابتياعهم حاجياتهم خارجاً. لكن منذ وصولهم إلى مطار بيروت، يتحولون أشخاصاً مختلفين! إذ يصبح اللبناني الواصل إلى بيروت من الخارج، لبنانياً حقيقياً! وكأن كبسة زر قد استُعملَت! فيبدأ بمخالفة قوانين السير ورمي النفايات على الطريق واللجوء إلى "الواسطة" وكل الأمور التي لا يتجرّأ حتى بالتفكير بها في الدول الأجنبية! مبروك للبنانيين قدرتهم التمثيلية العالية، هم أفضل شعب في العالم، مستحقين جائزة "أوسكار" جماعية!


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم