السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

جنبلاط: لنظام إقليمي جديد يضم إيران وتركيا

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

نبّه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أنّ "النظام العربي القديم ينهار رويداً رويداً، ولا بد من البحث في أفكارٍ سياسيّة جديدة للخروج من المأزق الذي يهدد الأمن القومي العربي بشكل غير مسبوق"، واعتبر أنّه "إذا كانت هناك جديّة في محاربة الإرهاب، فإنّ العالم العربي لن يستطيع مواجهة هذا التحدي وحيداً، وقد يكون آن الأوان لإعادة النظر بمفهوم الجامعة العربيّة بحيث يتم العمل على إنشاء نظام إقليمي جديد عبر توسيع الجامعة لإشراك تركيا والجمهوريّة الاسلاميّة الايرانيّة".


ولفت جنبلاط، في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونيّة، إلى أنّ "التعاون مع تركيا وإيران، هذين القطبين الاقليميين الكبيرين، لمواجهة الإرهاب المستشري من العراق إلى سوريا إلى مواقع أخرى، وللحفاظ على حدود الدول القوميّة التي قامت منذ أوائل القرن العشرين، ولإرساء أنظمة سياسيّة، تلبي طموحات التنوع العرقي والطائفي والمذهبي وتستوعبها".


ورأى جنبلاط أنّ "التفكير الجدي في هذه الخطوة من شأنه أن يؤسّس لمرحلة جديدة تستطيع من خلالها الجامعة العربيّة مع اللاعبَين الاقليميَّين إياهما أن تحدث تغييراً في مسار الأحداث الجارية في المنطقة وهي أحداث جارفة تكاد تطيح بكل المرتكزات التاريخيّة والسياسيّة والقوميّة لا سيّما مع دخول لاعبين جدد إلى ساحات الصراع كالمنظمات المتطرّفة التي لا تقيم أي اعتبار للمكوّنات الجغرافيّة أو السياسيّة أو القوميّة، ومع نمو الطموحات الانفصاليّة لبعض المجموعات الطائفيّة والعرقية في أكثر من موقع ومكان".


وأشار جنبلاط إلى "إجتياح المنطقة العربيّة موجات وموجات من العنف والقتل والاجرام، وتطوّر الأحداث السياسيّة والميدانيّة بشكل دراماتيكي ممّا يؤدي إلى التلاشي التدريجي للحدود الجغرافيّة بين الدول التي ارتسمت بعد الحرب العالميّة الأولى واتفاقيّة سايكس- بيكو ومعاهدة لوزان، وتنامي المجموعات المتشددة والمتطرفة التي تمارس أبشع أنواع الارهاب".


وعن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن خطته المرتقبة الأربعاء المقبل لمواجهة "داعش"، اعتبر جنبلاط أنّ "استبعاد إيران مسبقاً عن أي جهودٍ دوليّة في هذا الإطار لا معنى له وسيؤخر تحقيق نتائج إيجابيّة في الحرب على الإرهاب". وقال: "إذ نشك سلفاً بأن تخرج الخطة المفترضة بأي خطوات ملموسة، إلا أنّها مفارقة أن يكون سلف الرئيس الحالي أي الرئيس جورج بوش قد فعل الكثير للعراق مما أدّى إلى تدميره وإدخاله في الفوضى، في حين أنّ الادارة الحالية برئاسة أوباما لم تفعل شيئاً ممّا ولد المزيد من الفوضى وجعلها أكثر إستشراء وانتشاراً في كل المنطقة العربيّة التي تتحوّل تدريجياً إلى كياناتٍ مذهبيّة وطائفيّة يعمّها الجهل".


جنبلاط الذي أشار إلى أنّ "الاتحاد الافريقي حقق نجاحاً جزئيّاً في بلدان إفريقيّة متعددة من خلال تشكيل قوّة التدخل العسكري بالتوازي مع المساعدة الغربيّة أسوةً بما حدث في ليبيريا وأيضاً في مالي وجمهوريّة أفريقيا الوسطى اللتين شهدتا تعاوناً عسكريّاً فرنسيّاً- إفريقيّاً"، اعتبر أنّ "المبدأ ذاته قابل للتطبيق في الدول العربيّة التي تواجه الارهاب والفوضى ومنها ليبيا، على سبيل المثال، التي يساعد إخراجها من أزمتها في إعادة الاستقرار لها وفي تلافي إنتقال الفوضى إلى دول الجوار مثل تونس ومصر ودول إفريقيّة أخرى"، مضيفاً أنّ هذا الأمر "يتطلب دعم الجيش الليبي وتعزيز قدراته قبل التوصل لتجريد الميليشيات من سلاحها والتدخل العسكري من قبل القوّة المشتركة عند الضرورة لتحقيق هذه الأهداف".


وعن الحرب السوريّة، رأى جنبلاط أنّ "أي تفكير باستبعاد روسيا عن الحل هو ضربٌ من العبث"، موضحاً: "صحيحٌ أن الظروف التي ولّدتها الأزمة الأوكرانيّة عقدت هذا الأمر، ولكن لا مفر من هذا الخيار. لذلك، قد يكون من المفيد التذكير بضرورة تغيير النظام والتخلص من رموزه التي قامت بالقتل والقمع، والعودة إلى المبادرة العربيّة الأولى التي أشارت إلى قيام حكومة إنتقاليّة وتنقية الجيش من العناصر التي ارتكبت القتل والاجرام وإعادة بنائه على أسس وطنيّة. ولاحقاً، في حال تمت التسوية، فمن الممكن إستيعاب عناصر الميليشيات التي تضم في صفوفها سوريين، أسوةً بما حدث بعد انتهاء الحرب اللبنانيّة، بهدف الحفاظ على المؤسسات وفي مقدمها الجيش لحماية وحدة الدولة السوريّة".


أما عن اليمن، فنبّه جنبلاط من أنّ "التطورات المتلاحقة تنذر بإندلاع حرب أهليّة وشيكة، وهو ما يؤكد مرّة جديدة الحاجة الملحة لقيام حوار سعودي- إيراني لدرء المخاطر عمن اليمن لا سيّما أن اشتعال الحرب فيه ستترك تداعيات خطيرة في شبه الجزيرة العربيّة برمتها ولن تقتصر على الواقع اليمني الداخلي".


وعن لبنان، وجّه جنبلاط تحية إلى شهداء الجيش اللبناني "الذين في كل مرّة يسطّرون بطولاتٍ جديدةٍ لحماية لبنان وسيادته واستقراره"، وإلى أهالي القلمون "الذين أقاموا مجلس عزاء عن أرواح شهداء الجيش وهذه وقفة تضامنيّة في غاية الأهميّة"، وإلى "أسرة الشهيد عباس مدلج ووالده تحديداً الذي أثبت عن هدوء أعصابٍ إستثنائي وأعلن مواقف وطنيّة ترتفع فوق جراحه وألمه".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم