الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أمهات المخطوفين لـ"النهار": عن أي هيبة يتحدثون؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

أمهات قدمن من الحدود إلى بيروت، وقفن تحت أشعة الشمس لساعات بالقرب من السراي الحكومي. رسالتهن كانت واحدة للمسؤولين: "إفعلوا أي شيء للافراج عن أولادنا المخطوفين".


الأمل أكبر من الخيبة


بصرخات وجع عبّرت والدة العريف علي قاسم علي عن خيبتها بالدولة التي لم تكلف نفسها ابلاغها أن ابنها وقع أسيراً قائلة: "آخر اتصال مع علي كان في أول يوم لمعركة عرسال، أبلغني عبر هاتف زميله علي السيّد أن الذخيرة نفذت لديه وهو في مركزه في لواء الحصن وأنه قد يلقى حتفه، أوصاني بزوجته وابنته، لينقطع الاتصال معه ولتبدأ رحلة البحث عنه، خمسة أيام ونحن ننتظر خبراً أو أثراً له، إلى أن تم ارسال شريط فيديو من أحد أقاربنا في سوريا يظهر فيه علي أسيراً مع أربعة الى خمسة أشخاص كان يتم انزالهم من ملاّلة ".


والدة علي طفح كيلها من مسؤولين دعوها الى الطلب من "حزب الله" أن يفاوض عليه كونه شيعياً فكان ردّها "لم أدخل ولدي في الحزب ...".


رسالة بالدمع
"اخجلوا من دماء الشهيد البطل علي السيّد "، "الوطن أسير عباس مدلج "، "دعونا نصلي لعودته سالماً الأسير علي الحاج حسن "، و"الحرية لزياد عمر"، شعارات رفعها الأهالي الناقمين على دولتهم، فهم لا يتهمونها فقط بالتقصير بل بالتواطؤ كذلك، منهم والدة عباس مدلج التي وجهت رسالة مكتوبة بالدموع إلى الحكومة: "نريد فك سلسلة أبنائنا الذين يتحمل مسؤولون ذنب وقوعهم في فخ المسلحين، اليوم وليس غداً نريد جواباً واضحاً هل هم قادرون على تحمل مسؤولية هذا الملف أم لا ". وأضافت: " يصرّ رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب على عدم مفاوضة الارهابيين وأولادنا بين أيديهم، اسرائيل فاوضت على حذاء لجندي لها، لن ننتظر كي يلقى عباس مصير علي السيد، نريد أولادنا لا جثثهم". ولم تنس أم عباس التوجه إلى والدة الشهيد علي السيّد معزية اياها قائلة: " رحمة الله عليه"، متمنية أن يشاركها الزعماء حرقتها على ابنها.


عنفوان مختلط بوجع
"المخطوفون كانوا يحمون أرضكم وعرضكم وشرفكم"، بهذه الكلمات توجهت والدة العسكري محمد يوسف إلى المسؤولين. وبعيداً عن الجموع، جلست والدة الجندي علي الحاج الحسن على حافة إحدى واجهات المحال، وجهها الشاحب يعكس صدمتها منذ مشاهدة ولدها في شريط فيديو يناجي من خلاله الجميع الاسراع في انقاذه قبل أن يلقى مصير علي السيّد. الوالدة المرعوبة تحدثت بتهكم عن تحجج المسؤولين بهيبة الدولة لرفض مفاوضة الخاطفين، متسائلة: "عن أي هيبة يتحدثون، لو كان بين المخطوفين ابن مسؤول هل كانوا سيتحدثون عن هيبة؟ لو شاهد وزير الداخلية ابنه يناجيه بدلاً من علي هل سيسأل حينها عن هيبة ؟!".
وتساءلت: "ماذا يريد المسؤولون من السجناء الاسلاميين الذين يسرحون ويمرحون في سجن مؤمن لهم فيه كل شيء من هاتف الى انترنت وغيره، فليطلقوا سراحهم، أولادنا أرواح وليس ألعاب بلاستيكة ، ليشتروا أولادنا بالسجناء، لقد مضى شهر على الملف و لم يعد باستطاعتنا أن نصبر أكثر وسنفاجئهم قريباً ".
بغصة من زمن جعل بعض الارهابيين يتحكمون بحياة ابن أخيها الرقيب زياد عمر، وقفت العمة وكأنها وسط دوامة، تخشى أن تسحب الأهالي أكثر فأكثر مع مرور الوقت، تساءلت: "من يعيد أبناءنا أحياء؟". من يخمد النار في صدور أهالي المخطوفين؟ أي حل وأي وساطة وأي دولة؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم