الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيلو لـ"النهار": فلتضرب أميركا "داعش" في سوريا

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

باتت أميركا مشاركاً أساسياً في الحرب على "الدولة الاسلامية" وبدأت تبحث في انهاء هذه الظاهرة باقتلاعها من جذورها، وألا يقتصر الامر على ضربات جوية تبطىء التقدم "الداعشي" في العراق، لينتقل البحث إلى ضربها في سوريا، إذ شدد قائد هيئة الأركان المشتركة في القوات الأميركية مارتن ديمبسي على أنه "لا يمكن الحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية من دون التعامل مع عناصر التنظيم داخل سوريا".


 بين نارين


المعارضة السورية التي تقع بين ناري النظام السوري من جهة وعناصر "داعش" من جهة ثانية، تبحث عن تنفيذ للقرار الاميركي في سوريا، ولا تربط الأمر بهزيمة "الدولة" فحسب، بل بأن جزءاً رئيسياً من قوتها سيتنقل إلى سوريا إذا ضربت بقوة في العراق، ويقول عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض ميشيل كيلو لـ"النهار": "داعش قد تتفادى معركتها في العراق وتنجو بمقاتليها واسلحتها مع انتقال جزء كبير منها إلى سوريا التي لا ينقصها ارهابيين وقاعدة واصوليين، لهذا يجب ضربها في سوريا".


تسهيل الطريق


في الأمس، سارع النظام السوري عبر وزير اعلامه عمران الزعبي إلى نفي أي هجوم اميركي لـ"داعش" داخل الاراضي السورية، وربط امكانية حدوث الامر بـ"موافقة من الحكومة السورية أولاً"، فبدأ مراقبون بطرح أسئلة منها: هل يتحول النظام إلى حليف لأميركا في حال أرادت الاخيرة ضرب "داعش" داخل الاراضي السورية؟ لكن المعارض كيلو تحدث عن "معركة متكاملة تنسّق فيها اميركا مع الائتلاف السوري والجيش الحر وليس مع النظام السوري الذي لعب دوراً كبيراً في خلق "داعش" وأقام علاقات معها وسهّل لها طريقها في بعض الاماكن عبر قصف جوي لمواقع للمعارضة، كما زوّدها بالمعلومات وطلب من وحدات جيشه تسهيل مرور مقاتلي داعش".
لكن النظام الآن يحارب "الدولة الاسلامية" للحفاظ على معقله الاخير، مطار الطبقة في الرقة؟ يجيب كيلو: "عندما انتهى الاتفاق المرحلي بين النظام وداعش على ضرب الجيش الحر، انفجر الصراع بينهما، والاخير تلقى منهما ضربات قاسية، ومن الطبيعي الوصول إلى مرحلة يصطدم فيها النظام وداعش باعتبار انهما يتنافسان على رقعة الأرض نفسها".


مسار الأزمة 



لضرب "داعش" في سوريا تأثير على مسار الأزمة، خصوصاً لصالح المعارضة السورية، فهي وبحسب كيلو لعبت دورين خطيرين في سوريا:
"الاول: حاولت "داعش" احتلال الثورة من الداخل، وتسللت إليها باعتبارها قوة اتت لمساعدة السوريين، ثم انقضّت على الجيش الحر والقوة المدنية والديموقراطية وطبّقت عليهم برنامج النظام، واعتقلت بتكليف من الاخير افراداً من المعارضة.
الثاني: لدى "داعش" والنظام خطة لتقاسم سوريا لا مكان فيها للثورة ".
لهذا يرى كيلو أهمية ضرورة ان يكون هناك موقف دولي من "داعش" وآخر من النظام. وتدرك المعارضة جيداً أن قرار ضرب الدولة الاسلامية في سوريا لا يزال يندرج ضمن إطار "الكلام"، لكنها مقتنعة ان هناك نوايا هذه المرة ستتحول إلى جدية في أي وقت، ويؤكد كيلو أنه "ليس شرطاً ان يأخذ الموقف الدولي شكل التدخل الخارجي، ومن الممكن أن يأتي على شكل مساعدة ومعونة حقيقيتين تقدمان إلى الجيش الحر والقوى الديمقراطية والمدنية والشعبية التي نعرف انها ترفض داعش ولا تريدها بينها".


التراجع الأميركي


الضربات الاميركية لـ"داعش" أعادت إلى اذهان السوريين التراجع الأميركي عن توجيه ضربات عسكرية إلى النظام السوري بعد جريمته الكيميائية، ويعيد كيلو سبب عدم مضي الرئيس الاميركي باراك اوباما بضرب النظام إلى سببين، "الأول: ان للنظام وظيفة في تدمير الدولة والمجتمع في سوريا لمصلحة اسرائيل واميركا ويكمل في ادائها حتى اليوم. والثاني: من دون النظام ودوره تنتهي عملية ادارة الازمة السورية التي يجب ان تكون طويلة ومديدة لأن اميركا وعبر الساحة السورية تحسم صراعاتها مع ايران وغيرها والنظام طرف في هذه الصراعات، ولهذا ترى أميركا ضرورة في عدم ضرب النظام بل اضعافه فقط".



إعادة نظر


وفي تطورات الأزمة السورية، كشف كيلو عن "اعادة نظر في الوقائع على الارض واعادة تعبئة وإحياء قوى محسوبة على الجيش الحر الذي يملك مواقع قوية في حلب وحماة وريف حمص والجنوب والغوطة وجبل الزاوية وادلب وغيرها، ويبدو ان هناك بداية قوية لعملية come back للجيش الحر والقوى المدنية والديموقراطية المعتدلة".
وتنتظر المعارضة القرار الاميركي في ضرب مواقع "الدولة الاسلامية" في سوريا، وأي تراجع عن ذلك سيفضح السياسة الأميركية ويضعها في موقع المتآمرة على المعارضة، ويبقى النظام السوري العثرة الوحيدة لتحقيق ذلك، جراء محاولته تسجيل نقاط دولية تعيد شرعيته من جهة ولاستفادته من "داعش" عسكرياً في تقلل من الضغط عليه في جبهات عدة.


[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم