الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

Focus - المهرجان اللبناني المائي يستقطب الشباب جمع في سنته الاولى 20 ألف متفرج

علي منتش
A+ A-

عن منطقة انفة يتحدث سيمون خوري احد مطلقي مهرجان لبنان المائي. يفاخر بانه ومن معه اعاد انفة الى جذورها. يروي كيف كان اهالي هذه المنطقة يعيشون قبل عقود. يقول انهم كانوا يعملون في استخراج الاسفنج، يغطسون الى عمق عشرات الامتار من دون اجهزة تنفس ليتمكنوا من الغطس مرات غير محدودة في النهار الواحد، "اختفت هذه المهنة تدريجاً، وها نحن اليوم نعيدها كرياضة الى انفة بالذات ضمن فاعليات مهرجان لبنان المائي".


قصة ثانية ترويها أنّيت خوري شريكة سيمون في المشروع. هي لا تستعيد العزّ من التاريخ، بل تتحدث عن تطوير وارتقاء يحصلان تلقائيا على شواطئ لبنان. بحماسة زائدة تروي قصة المهرجان من بلدية صور. كأن ما حدث اكد لها انه "اي في أمل". تقول ان رئيس بلدية صور حسن دبوق بادر الى تنظيم اعماق البحر قرب شاطئ المدينة حين علم ان هناك من سيأتي ويصور روائع الاعماق، قال لها: "يجب ان ننظف الاعماق قبل المهرجان"، وهذا ما حصل، بعد مشاهدته الصور، بادر مرّة اخرى: "يجب منع الصيد بالديناميت. هذا سيدمر الجنة تحت الماء. القانون موجود ويجب تطبيقه"... تقول ان المهرجان يبني اضافة الى كل ما يبنيه، وعياً متراكماً.
انطلق المهرجان اللبناني المائي (Lebanon Water Festival) للسنة الثالثة توالياً في العاشر من آب الجاري وسيشمل هذا الصيف نشاطات اضافية لم يشملها في الاعوام الماضية. بدأ المهرجان الاول في عام 2012، وفق ما يروي سيمون، ويقول: "عندما رأى وزير السياحة آنذاك فادي عبود النشاط الذي قمنا به في احدى الدول العربية، استغرب لماذا لا نقوم بمثله في لبنان، فما كان منّا الا ان قدمنا له عرضاً لمشروع مماثل وافق عليه، وهكذا انطلقنا في السنة الاولى".
يمكن اللبنانيين قبل غيرهم اكتشاف شواطئهم للمرة الاولى في مهرجان لبنان المائي، فمن منهم يعرف "رأسمسقا"، هذه البلدة الصغيرة قرب طرابلس والتي تمتلك احد اجمل الشواطئ في لبنان، وهو الذي خصصه المهرجان برياضة الطائرات الورقية. ومَن مِنَ اللبنانيين يعرف ان هناك قرية فينيقية تحت مياه بحر صور؟ ومن منهم يعرف انه يمكنه ممارسة ركوب الامواج على شاطئ الجية؟ يعيد المهرجان تأهيل شواطئ لبنان لتصبح مستقطبة للسياح من اللبنانيين والاجانب، كأنه يعيد رسم هذه الشواطئ وتقديمها بحلّة جديدة.
ويضيف: "كان المهرجان لكل مناطق لبنان، وقد بدأنا في السنة الاولى بثلاث رياضات هي التزلج على الامواج، والشراع، والتصوير تحت الماء، واضفنا رياضات جديدة مثل الغوص تحت الماء بالاعتماد على النفس وغيرها".
ويشير الى ان "العمل يقوم على التعاون مع كل البلديات في المناطق، من اجل تأسيس خريطة لبنان للرياضات السياحية، فمثلاً التصوير تحت الماء رياضة تمارس في صور، والجية لركوب الامواج، وطرابلس للطائرات الورقية، وهكذا اخترنا مناطق عدّة من الشمال الى الجنوب من اجل السعي لاكمال خريطة لبنان للرياضات السياحية، التي يمكن اليوم القول انها اكتملت".
ويوضح ان العمل مع البلديات يهدف اولا الى تحسين الشواطئ وتنظيفها، والسعي الى نشر اعلانات حول الرياضة السياحية، وما يجذب السياح الى مختلف المناطق.
ويرى سيمون ان المهرجان يؤدي، اضافة الى تحسين الشواطئ، "الى تنظيم النوادي التي تهتم بالرياضات المائية والسياحية، وتطويرها لكي تصبح اندية على مستوى عالمي، الامر الذي يجبرها على تنظيم نفسها ضمن اتحادات لكي يصبح لبنان قادراً على استضافة بطولات رسمية".
ويلفت الى "اننا في حاجة الى خمس سنوات لكي تصبح شواطئ لبنان على مستوى عال، وقادرة على استقبال بطولات عالمية".
لم يتوقع احد من المنظمين ان السنة الاولى ستستقطب 20 الف متفرّج، اذ كان الرقم المتوقع لا يتجاوز الـ5000، وهذا الرقم من المتوقع ان يزداد مع استمرار التوسع الذي يشهده المهرجان من حيث المناطق والرياضات التي يشملها.
وتتحدث أنيت، كثيراً عن التطوير غير المباشر للشواطئ في لبنان: "اذ ان الطلب الى الناس عدم رمي النفايات في البحر سيبدو للكثيرين طلباً فيه الكثير من الترف باعتبار ان المشاكل السياسية والامنية والاقتصادية التي يعانيها المواطن اللبناني تجعله غير قادر على التركيز على امور اخرى، او ايلائها اي اهمية، لكن عندما يصبح رواد الشواطئ كثراً وممارسو الرياضات المائية كثراً ايضاً يصبح المواطن يعتبر الشاطئ ملكه ولا يرمي فيه النفايات".
واضافت: "هنا لا يمكننا منع الصيادين من العمل، فهم يستعملون الديناميت مثلاً من اجل تأمين معيشتهم، لكن يمكننا تعليمهم كيفية الافادة من السياح الذين سيأتون الى المنطقة من اجل التصوير تحت بحر صور، وهذا الامر يؤمن لهم وسيلة ثانية للرزق، مما يؤدي بطريقة غير مباشرة الى تخفيف استعمال الديناميت تدريجاً، والحفاظ على الثروات النباتية والسمكية تحت الماء".
واشارت الى انهم في المهرجان يعمدون الى استضافة نواد من العالم العربي بشكل وديّ في منافسات مع بعض الفرق اللبنانية في بعض الرياضات، وهذا الامر يطوّر الاندية اللبنانية ويعرّف الاندية الاجنبية الى شواطئ لبنان.
وتحدثت عن "تعاون مع العديد من جمعيات المجتمع المدني، مثل OBB، وarc en ciel، اضافة الى بعض الجمعيات الخارجية التي ترسل خبراء من اجل الحفاظ على الاثار تحت الماء".


[email protected]
Twitter: @alimantash


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم