الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مسيحيو البقاع الشمالي هل يتسلحون؟

المصدر: النهار
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-

"الخوف هو الذي يسلحنا وليس احزابنا". جملة تختصر مصدر التسلح على طول ما يسمى بالخط المسيحي الممتد في البقاع الشمالي من القاع مرورا بالفاكهة وراس بعلبك وصولا الى دير الاحمر. ويقول احد الشباب الذين يتولون الحراسة الليلية في القاع لـ"النهار" ان "مصدر تسليحنا ليس احزابنا ولن نرد عليهم اذا طلبوا منا عدم التسلح فالخوف من ما يجري في سوريا والعراق وما حصل اخيراً في عرسال يدفعنا الى ذلك ولا ننتظر اوامر من احد لنحمي ناسنا ونقف الى جانب الجيش اللبناني". ويضيف "مهمتنا تختصر على المراقبة ورصد اي تحرك غير طبيعي لنبلغ الجيش به وفي حال وقوع اي خطر يهدد حياة اهلنا نستخدم السلاح".


مبادرات فردية
لمعرفة الوضع الميداني وحقيقة ما يتردد عن تنفيذ حراسات ليلية يقوم بها بعض الشباب في القاع والقرى المحيطة، اكد رئيس بلدية القاع ميلاد رزق لـ"النهار" ان "البلدية لم تسلح عناصرها ،لان القانون لا يسمح الا بسلاح فردي وتقوم بدورات حراسة على حدود البلدة ليلا لتبلغ الجيش باي تحرك مشبوه". الا انه اقر بوجود عدد من الشباب يقومون بهذه المهمات، قائلا "هناك بعض الشباب يقومون بمبادرات فردية منهم وهذا شيئ ايجابي ويحرسون القرية ليلا وذلك انطلاقا من الحذر من تكرار ما حصل في عرسال وبهدف مساعدة الجيش وابلاغه باي تحرك".
واعتبر انه يجب دعم وجود القوى الامنية اكثر في المنطقة والوقوف الى جانبها بسبب التوتر الحاصل على الحدود مع سوريا وخصوصاً بعد احداث عرسال. واوضح ان "ذلك من شأنة ان ينشر الاطمئنان في نفوس الاهالي في الفاكهة وراس بعلبك والقاع والدير".



حراسات دون سلاح
رئيس بلدية دير الاحمر ميلاد العاقوري قال لـ"النهار" ان "لا وجود مسلح في البلدة سوى للجيش ولشرطة البلدية". واوضح ان الحراسات الليلية تديرها غرفة عمليات بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية ويقوم بها متطوعون من العناصر المتقاعدة من القوى الامنية ومن دون اي ظهور مسلح على حدود البلدة". واشار الى ان "مهمة حراس البلدية تقتصر على الرصد والمراقبة وان اي تدخل مسلح فهو للجيش والقوى الامنية".


"التغيير والاصلاح"
ولعل ما نقل عن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون عن استعداد شباب "التيار الوطني الحر" لمواجهة اي خطر لـ "داعش "في المناطق البقاعية المسيحية ينطلق من هذه النقطة اي الدفاع عن النفس. فالنائب الان عون قال لـ"النهار" ان " ما نقوم به لا يخرج عن نطاق الدولة وليس هناك اي تنظيم ميداني للتيار الوطني الحر في البقاع الشمالي او اي عمل من شأنه الخروج من كنف الدولة او تحقيق الامن الذاتي، لان رهاننا الوحيد هو الدولة والجيش". الا انه اوضح انه "لا يمكن احد ان يمنع الاهالي من سد اي فراغ امني يرونه موجودا في مناطقهم فغريزة الدفاع عن النفس موجودة ولا يمكن ان نمنع اي مواطن من الدفاع عن نفسه اذا وجد ان خطرا ما يزحف في اتجاهه وما يجري يبقى في اطار المبادرات الفردية من الاهالي".


"القوات اللبنانية"


في المقابل، يبدو ان "القوات اللبنانية" ليست في وارد الدخول مجددا في مسألة الامن الذاتي وتسليح افرادها على اعتبار ان الجيش هو الحامي الوحيد للحدود. وقال النائب فادي كرم لـ"النهار" ان "القوات تراهن على الدولة والجيش في محاربة اي خطر وكلها ثقة ان الجيش قادر على صد اي هجوم على الاراضي اللبنانية".
وخاطب الذين يطلقون تصريحات غير واقعية ، قد تعيد البلاد الى عهد "الامن الذاتي": ان "الطريقة الفضلى لحماية اللبنانيين تتم عبر تسليم الحدود الى الجيش اللبناني القادر على ضبطها ومنع دخول السلاح والمسلحين وخروجهم من لبنان واليه وتطبيق القرار 1701 وسحب "حزب الله" من سوريا ويتوقف عن معاركه الاستراتيجية ". الا انه اكد انه عند "وقوع الخطر الداهم لن نتأخر في خوض اي معركة الى جانب الجيش".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم