هيئة التنسيق تبحث عن مخرج لهيبتها

عاشت هيئة التنسيق ساعات حرجة بعد اصدار وزير التربية الياس بو صعب قرار اعطاء الافادات للطلاب،  امضاها النقابيون يناقشون القرار، وأعلن بعدها نقيب معلمي الخاص نعمة محفوض أن هيئة التنسيق قررت "العودة الى قواعدها لمناقشة قرار وزير التربية الياس بو صعب"، وقال: "قررنا في اليومين المقبلين ان نعود الى المجالس العمومية لدرس القرار". وأكد محفوض أن الهيئة ترفض اعطاء الإفادات للطلاب، مشدداً على ضرورة "اعطاء الشهادات الرسمية". 

بدوره، أعلن عضو هيئة التنسيق النقابية حنا غريب "الهيئة ستعيد تقييم العمل النقابي على قاعدة ان تتحول الروابط الى نقابات وهيئة التنسيق الى اتحاد نقابات موظفي القطاع العام ". ودعا غريب "مجالس المندوبين بالتعليم الثانوي والاساسي الرسمي وروابط التعليم المهني الى الاجتماع عند الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين لاتخاذ الموقف المناسب للدفاع عن الحقوق والشهادة الرسمية". وأشار غريب الى أن "العام الدراسي سيبدأ في 1 أيلول"، لافتاً الى أن :الهيئة ستتابع خطوات تحركها وفق مواقف مجالس المندوبين التي ستعلن الثلثاء عند الرابعة".

ولم يعتقد النقابيون الرئيسيون في هيئة التنسيق النقابية أن وزير التربية الياس بو صعب سيصدراليوم قراراً حاسماً بإصدار إفادات لـ148 ألف مرشح للإمتحانات الرسمية. لكن قرار الوزير بو صعب إتخذ بتفويض واضح من مجلس الوزراء و دعم كل من الرئيس نبيه بري ورئيسة اللجنة التربوية النيابية النائبة بهية الحريري والتي دعت إلى إجتماع الثلثاء المقبل مع الوزير بو صعب "لقوننة" قرار منح الإفادات لمرشحي الإمتحانات الرسمية.
رغم المكابرات لبعض نقابيّي هذه الهيئة على شاشات التلفزة بعد قرار الوزير بو صعب، لكن كواليس اللقاءات الأسبوع الماضي عكست الأجواء التي نقلها اليوم الوزير بو صعب في مؤتمره الصحافي في وزارة التربية. فقد أكدت مصادر مقربة من وزارة التربية لـ"النهار" أن 3 نقابيين أبدوا إستعدادهم لتصحيح المسابقات بإستثناء رئيس رابطة التعليم الثانوي حنا غريب الذي يتمسك بشراسة بقرار مقاطعة الإمتحانات حتى نيل الحقوق المكتسبة للفئات المعنية بالسلسلة.
في المقلب الآخر، جرت في مقر الروابط إجتماعات مكثفة لإصدار قرار "موحد" من هيئة التنسيق في شأن مجريات قرار الوزير بوصعب. وعلمت "النهار" أن نقابيي الهيئة رفضوا بالإجماع منح الإفادات علماً أن أعضاءها ينقسمون بين فئتين فئة " لا بأس بها " طالبت بالعودة للتصحيح وفئة أخرى تمسكت بالمقاطعة .

وقال محفوض لـ"النهار" "اننا لن نقبل بإصدار إفادات. نبحث فعلياً العودة إلى التصحيح والإبقاء على قرار المقاطعة". من الواضح أن أعضاء الهيئة فوجئوا بهذا القرار وعملوا جاهدين لإقناع "المشاكس" حنا غريب بجملة طروحات هي وفقاً لكثيرين ليست فقط لإنقاذ هيبة الشهادة الرسمية بل لإعادة إعتبار المعلم!
في ظل ذلك، توجه الوزير بو صعب مساء للمشاركة في نشاطات خاصة به ومنها نشاط في بلدته ضهور الشوير بينما كانت هيئة التنسيق تبحث عن مخرج لا يزعزع شعبيتها و لا يعيد الأمور إلى الصفر لا بل إلى تحت الصفر.

وأكدت مصادر نقابية أن " هيئة التنسيق لا تبحث الآن عن ورقة ضغط جديدة وهي طرح إمكانية تأخير بدء السنة الدراسية المقبلة بل تجري مباحثات صعبة لإيجاد مخرج لائق بالمربين مع العلم أن الوقت قد يكون فات لاعادة عقارب الساعة إلى الوراء.