الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أسرى الجيش وقوى الأمن يعاملون وفق "الدين الإسلامي"... وغموض حول العدد!

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

بدأت عرسال تستعيد حياتها الطبيعية بعد خروج مسلحي "جبهة النصرة" و"داعش" منها ودخول عناصر الجيش اللبناني. وانصرف اللبنانيون عن متابعة أخبارها. انشغلت الدولة بالاحتجاجات المطلبية والأزمات السياسية المملة ونسيت أن هناك عسكريين يمثلون الوطن بأثره، محتجزون في جبال القلمون، يتنقلون مع المسلحين، والسؤال المعجزة: كيف ستحرر الدولة جنودها البواسل؟


رغم ضرورة وجود ظاهرة جديدة شبيهة للحاجة حياة التي كانت "عنصر ضغط" على الدولة للافراج عن المختطفين اللبنانيين في اعزاز، إلا أن الحالة هذه المرة تختلف كليا من ناحية المكان والجهة الخاطفة والمطالب، وتبدو اقرب إلى قضية راهبات معلولا اللواتي تواجدن أيضاً لدى أمير "النصرة" في القلمون أبو مالك الشامي. فما مصير المفاوضات مع الأخير و"ابو طلال" نائب قائد لواء فجر الاسلام ومبايع "داعش" عماد أحمد جمعة؟


"الهيئة" تحذر بعد انسحاب "لايف"


جمّدت منظمة "لايف" التفاوض مع المسلحين، وباتت "هيئة العلماء المسلمين" وحيدة في الملعب، ويقول الناطق باسم الهيئة الشيخ عدنان أمامة لـ"النهار": "التواصل مستمر مع المسلحين أكان عبر وسطاء او "سكايب"، لكن في الوقت نفسه نرى مشقة بالغة في متابعة مبادرتنا وقد نضطر الى الانسحاب في حال بقيت الحكومة على موقفها غير المرن".
وفقاً لما ذكر أمامة، فإن المشكلة الاولى تتعلق بالطبيعة الجغرافية التي يتواجد فيها المسلحون وطريقة تنقلهم من مكان إلى آخر هناك، فهذا الأمر "يتعبنا ويعرض وفدنا إلى الخطر، ويؤخر وصول الرد إلى يوم أو ثلاثة، إلى ان بات وفدنا ينام في عرسال حتى يكوّن صورة كاملة عن مطالب المسلحين".


الانترنت غائبة في عرسال وحاضرة مع المسلحين


إذا، المسلحون يتنقلون بالأسرى وليسوا في مكان ثابت لدواع أمنية ويتواصلون مع الوسطاء عبر الانترنت الفضائي، وطلبت منهم الهيئة رؤية الأسرى كي يطمئن اللبنانيون عليهم، اضافة إلى اعطاء اسماء وفيديو عنهم، لكن هذا لم يتحقق حتى الساعة. ويتمنى أمامة أن "تستطيع الهيئة اليوم التوصل في شكل مباشر مع المسلحين بعدما كنا نرسل وسطاء لنقل رسائلنا".
مشكلة التواصل تحدث عنها أيضاً رئيس جمعية "لايف" نبيل الحلبي، الذي كشف عن أن "عرسال محرومة من الانترنت وطالبنا بتحسين الخدمة حتى نسهل للوسطاء التفاوض والاتصال بالمسلحين"، مضيفاً: "غالبية الابراج المخصصة للاتصالات سقطت خلال المعارك وطالبنا من الهيئة العليا للاغاثة الاتصال بوزارة الاتصلات لحل القضية"، كاشفاً عن أن "أحد الوسطاء الذي كان يفاوض المسلحين قضى بغارة للنظام السوري ويدعى أبو محمد الرفاعي".


...والهيئة تطالب الحكومة


"هيئة العلماء" تحمل الحكومة مسؤولية عرقلة التفاوض، ويقول امامة : "لا نرى من الحكومة أي تسهيل لمهمتنا ولا رغبة في انجاح المفاوضات التي ستنتهي بالافراج عن المسلحين وتحقيق بعض مطالبهم، والحكومة ثابتة بشأن هيبة الدولة والجيش والمؤسسات وهذا يصعّب شروط المسلحين".
أراد المسلحون في بادىء الأمر ضمان حماية أهلهم في مخيمات عرسال، ويوضح أمامة أن "المسلحين لديهم خوف من اقتحام المخيمات في حال سلموا الأسرى، ونحن كهيئة حاولنا الحصول على تطمينات من السياسيين ورئاسة الوزارء لنضمن لهم سلامة اللاجئين لكننا لم نحصل على أي ضمانة"، وما يعزز مخاوف المسلحين بحسب أمامة أن "هناك جريحين تم تصفيتهما بحسب قول المسلحين، علماً أن جراحهما كانت طفيفة وتوفيا في مستشفى الامل واحدهما عمره 16 سنة".
"هيئة العلماء" طالبت الحكومة بتفويض مكتوب بالتفاوض، حتى لا يقال في ما بعد ان الهيئة تواصلت مع ارهابيين وانها اجتمعت معهم، ويوضح أمامة: "نريد ان نكلّف في شكل رسمي ولم نحصل على ذلك، كما رفضت اعطائنا مواكبة عسكرية حتى لا يتعرض الوفد إلى أي خطر ولهذا نرى ان المباردة تتعثر".


مطالب المسلحين: سجناء رومية


خروج "لايف" من اللعبة بالنسبة إلى الهيئة "جرس انذار للحكومة، وعليها أن تسهل مهمتنا وتعطينا أموراً بسيطة نرضي فيها المسلحين لمتابعة المبادرة، بعدما اعتبروا انهم افرجوا عن 6 عسكريين من دون تحقيق مطلب حماية اللاجئين السوريين".
تردد أن المسلحين يطالبون باالافراج عن مسجونين إلى جانب جمعة، والحلبي يؤكد أن "المسلحين قد يذهبون إلى المطالبة بإطلاق سراح سجناء اسلاميين"، موضحاً أن "سبب تعديل المسلحين للشروط ورفع سقفها اتهامهم للجانب اللبناني الرسمي بعدم ضمانة أمن اللاجئين بحسب المبادرة، لذلك وصلتني معلومات دقيقة أن المسلحين يتجهون إلى المطالبة بالإفراج عن عدد كبير من سجناء رومية بينهم محكومين".
المسلحون بحسب الحلبي يعتبرون أن لجنة التفاوض لم تحقق لهم المطلب الأساسي وهو السبب في البحث عن مطالب جديدة "نحن بانتظارها"، مؤكداً ان "جهتين تحتفظان بالاسرى ونتواصل معهما بطريقة غير مباشرة، ولا أعداد دقيقة عن الاسرى".
أما أمامة فينفي حصول الهيئة على أي مطلب يتعلق بسجناء، معتبرا أن "الكلام عن اطلاق سجناء بالنسبة إلينا لا يزال ضمن شائعات لا سند لها ولم نتلق اي اسم شخص من المسلحين"، ويذكّر أنه "عندما كان المسلحون في عرسال لم يطلبوا اي شيء بل ابدوا استعدادهم للانسحاب مقابل ضمان سلامة اهلهم". ويتفق مع الحلبي في عدم توفر أعداد محددة للاسرى، والأكيد بالنسبة إلى أمامة أن "هناك فرقاً بين العدد الذي يعترف فيه المسلحون وما تطالب به الدولة اللبنانية، عند سؤالنا عن الفرق، رجح المسلحون أن يكون هناك عسكريون قتلوا ولم تسحب بعد الدولة جثثهم".


المنازل في مغاور


تطالب "لايف" حتى تعود إلى وسيط في التفاوض بـ"اجراء تحقيق حول القصف المباشر للمخيمات واللاجئين السوريين وآخر في شأن وفاة طفل في مستشفى الامل ينطلق من تشريح الجثة"، ويؤكد الحلبي أن "جميع الأسرى بخير".
وفي اتصال مع ناشط سوري معارض يتواجد في القلمون وعلى اطلاع على حال الفصائل واخبارهم هناك، يقول لـ"النهار": "الأسرى سيتواجدون مع المسلحين اينما انتقلوا ويأكلون من أكلهم وينامون كما باقي المسلحين، ويعتمد الفصائل على الدين الاسلامي في التعامل مع الاسرى، والقريبة من اتفاقية جنيف".
ويضيف أنه "سمع على لسان ابو مالك الشامي أن لديه 20 عسكرياً لبنانياً بعدما أفرج عن 6 كبادرة حسن نية، من دون ان يتسنى له التأكد من صحة العدد"، مضيفاً ان "الشامي يدرك تماماً ان دخول عرسال كان خطأ وانه سبب أزمة انسانية".
يتواجد المسلحون في طبيعة جبلية قاسية، وغالبية منازلهم في المغاور، وبحسب الناشط "لا يخشى المسلحون وصول أحد إليهم، خصوصاً حزب الله الذي كان السبب في جر المعركة إلى عرسال"، ووفق معلومات الناشط فإن "المسلحين يطالبون بعدم اهانة اي شخص لاجىء او عرسالي، واحترام الجرحى السوريين في لبنان، خصوصا جرحى معارك عرسال، وهناك مطالبة باطلاق سراح بعض سجناء رومية، فضلاً عن بنود لا تزال مخفية".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم