الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"النهار" تدخل عرسال: جثث في الشوارع وخسائر هائلة

المصدر: "النهار"
A+ A-

عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً، إجتاز مراسل "النهار" وسام اسماعيل حاجز "عين الشعب" وعبَر مدخل عرسال الى أماكن شهدت اعنف الاشتباكات وسط ساحة السرج ما بين مسجد "ابو اسماعيل" جنوباً، وتلة المهنية شمالاً. وهناك كان يمكن مشاهدة أعداد من السيارات المحترقة والمتوقفة عند جانبي الطريق، وجثة عند ناصية شارع مضت أيام على وجودها، وإطارات سيارات موّزعة في الطريق، بالاضافة الى أضرار كبيرة في المنازل، وخلو المكان من اي حركة بشرية.


لدى ترجل مراسل "النهار" من السيارة ومحاولته التقاط الصور، انهمرت طلقات قنص متقطعة في اتجاه السيارة التي كان يستقلها، فعاد أدراجه وبقي القناص المتمركز في مئذنة الجامع يطارد السيارة حتى وصولها على مسافة 500 متر من حاجز "عين الشعب".


وبعد الظهر، كانت الامور أهدأ في منطقة السرج، حيث بدا التجول أسهل وأمكن الاطلاع على أحوال الأهالي الذين كانوا يتفقدون منازلهم بعد ان تركوها الى اماكن اكثر امناً. وعثر الاهالي على اعداد من القتلى في شوارع كانت عرضة لمعارك عنيفة ولعمليات قنص، وجرى دفنهم اليوم، وفق شهود عيان. وفي هذا السياق، علم انه تم العثور على المواطن قاسم حسين رايد (52 عاماً) جثة في الحي الغربي لعرسال، وبحسب اقاربه انه قتل على يد المسلحين خلال محاولته المغادرة، وهو يملك محلاً في عرسال.


وذهل الأهالي بحجم الخسائر المادية، كما فوجىء البعض بالتخريب اللاحق بمحتويات المنزل. وروى المواطن م.الحجيري لـ"النهار" انه وجد بقعة دم كبيرة في منزله وادوات طبية وادوية كان المسلحون يستخدمونها. ولوحظ ان المسلحين افتعلوا فُتحات داخل الجدران عبر حائطين متوازيين، وهو التكتيك عينه الذي اعتمد خلال معركة القصير. وتعرضت خزانات المياه في البلدة الى أضرار كبيرة كما تضررت شبكات الكهرباء.


ميدانياً، طغى معطى انسحاب غالبية المسلحين نحو الجرود مصطحبين معهم الرهائن من عسكريين وقوى أمن، فيما تعامل الجيش بحذر مع الامر تحسباً لأي كمين.
وكان الجيش اخرج اليوم 7 عناصر من قوى الامن الداخلي كانوا محتجزين في عرسال، وهم: حسين الجمال، عبد الرسول كرمبي، هولو غنام، محمد بلوق، احمد البريدي، وسام رايد وشعاب محيي الدين.
ودخلت قافلة مساعدات البلدة لكنها عادت أدراجها بعد رفض عدد من الاهالي السماح بافراغ حمولتها على اعتبار انهم "بحاجة لمساعدات أكبر ولوجود الدولة"، كما جاء على لسان بعضهم. والى ذلك، استمرت عملية اجلاء اعداد من النازحين السوريين في عرسال والذين أرادوا العودة الى بلادهم من نقطة المصنع الحدودية، قبل ان يواجهوا بإعاقة السلطات السورية الأمر. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم