الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أسبوع أخر من الفراغ على وقع نيران المنطقة

المصدر: "النهار"
بيار عطاالله
A+ A-

تغرق السياسة اللبنانية في غيبوبة طويلة لا تجدي معها كل الاخبار الساخنة الواردة من العراق وسوريا او غزة، وجاءت عطلة عيد الفطر وسفر قسم لا يستهان به من النواب والوزراء الى الخارج مع عائلاتهم للاستجمام لكي يزيد من عمق سبات الوضع الذي تتعمق أزمته وتكبر دون اي حلول في الافق.
والحراك الوحيد الذي سجل كان على محورين الأول لرئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط الذي خرج نهاية الاسبوع من لقائه مع الرئيس نبيه بري وأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله مبشراً بمرشحه هنري حلو ومتحاملاً على معرقلي انتخاب رئيس. في حين أن ما تسرب من معلومات وعلى ذمة اوساط متابعة، أنه ابلغ طرفي الشيعية السياسية الرغبة في اطلاق مبادرة مشتركة تضمه الى الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري من أجل ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية. وعلى ذمة الاوساط أيضاً أن جنبلاط ابلغ بري ونصرالله انه يفضل العودة الى الخيار الوسطي او مرشحه هنري حلو الأمر الذي يرفضه المسيحيون بمختلف فئاتهم ويعتبرونه تحدياً لهم وعودة الى معادلة "مخايل الضاهر أو الفوضى".
المحور الثاني الذي شهد حراكاً كان حراك شخصيات مسيحية من 8 اذار وجولتها على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية في محاولة لكسر الجليد أقله بين بكركي والرابية. حيث ينقل مشاركون في اللقاء مع البطريرك الماروني الغاضب من الفراغ في سدة الرئاسة الاولى أن نقاشاً جدياً جرى لدفع رأس الكنيسة المارونية الى تطوير موقفه التقليدي من الملف والداعي الى ملء الشغور الرئاسي بأي شكل كان، في أتجاه الدفع لأنتاج قانون أنتخاب يؤمن المناصفة الفعلية ويتيح للمسيحيين انتخاب نوابهم فعلاً لا قولاً، على أن يكون ذلك مدخلاً طبيعياً الى انتخاب رئيس للجمهورية يعبر عن ارادة المسيحيين والمسلمين في لبنان. وعلى ذمة المشاركين في اللقاء مع البطريرك الى أن نقاشاً واسعاً دار حول رفض قسم من المسلمين الاعتراف بحق المسيحيين في اختيار من يمثلهم في سواء في الندوة البرلمانية او في رئاسة الجمهورية، وأن الخشية الأكبر تتمثل في رغبة جامحة لدى البعض في الاستمرار في الغاء الدور المسيحي والتعامل معهم كمواطني درجة ثانية وهذا أمر مرفوض في ظل التطورات الدائرة في المنطقة.
اذا اسبوع أخر من الفراغ، على وقّع اخبار الحروب المستعرة حول لبنان وعند حدوده، والخبر اللبناني الاكيد وعلى ما تشير المعلومات الميدانية، الى أن كل التحضيرات اكتملت لبدء عملية عسكرية واسعة في منطقة عرسال ومحاورها وأن ساعة الصفر تنتظر امراً ما، لكن الاكيد أن ثمة ثمن سياسي لما يجري في السلسلة الشرقية ولا يستبعد أن يتم تسديده بأشكال مختلفة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم