الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

آن اوان الاستقالة

المصدر: النهار
مي عبود ابي عقل
A+ A-

لا افهم كبف لا يزال طلاب لبنان ساكتين!


لا افهم كيف لا يزال اهالي الطلاب صامتين!


لا افهم كيف لا يزال "قادة" هيئة التنسيق يصرخون ويتوعدون!


لا افهم لماذا لم يستقل وزير التربية بعد، وعلى ما يتكل ويراهن!


كل هذه التساؤلات والغرائب تدعو الى الشك والتشكيك في مفهوم المواطنية والحقوق والواجبات وحس المسؤولية والضمير في لبنان.
كيف يمكن الطلاب الذين يتعرض مستقبلهم وعامهم الدراسي للخطر، ان يبقوا صامتين في وجه من يقامر بهم؟


وكيف يمكن أولياء التلامذة ان يسكتوا على من يأخذ اولادهم رهينة، لتحقيق مطالب يعرف الجميع انها اصبحت مسيسة بالكامل، ولن تتحقق بالصراخ والتجمعات؟ وكيف يمكنهم ان يصموا آذانهم ويكموا افواههم، على من يقبضون على ارواح العباد والبلاد الذين جمعتهم مصلحة شخصية واحدة، فأمنوا النصاب مرتين فقط خلال 4 سنوات لم يفعلوا خلالها شيئا، مرة ليزيدوا رواتبهم ، ومرة ليمددوا لأنفسهم، من دون ان يرف لهم جفن او يعتريهم اي خجل؟
اين لجان الاهل؟ اين دورها؟ اين التحرك المفروض ان تقوم به لحماية حقوق من تمثل من طلاب واهل؟ ام ان دورها يقتصر فقط على توقيع الموازنات والموافقة على زيادة رواتب الاساتذة، من جيوب الاهالي، بينما هم يمتنعون عن تعليم اولادهم؟ لماذا لا ينزلون واولادهم الى الشارع، يطالبون بحقوقهم المشروعة التي يتاجر الجميع بها؟ ولنرعندها من من الاطراف سيساندهم ويقف الى جانبهم!


اي ضمير حي هو هذا لدى اعضاء "حركة التنسيق" وتوابعها في وقف مستقبل مئات آلاف الطلاب رهنا بزيادة رواتبهم التي يقبضونها من جيوب الاهالي في القطاع الخاص، ومن الضرائب المجباة من جيوب الناس، في القطاع العام؟ والمفارقة انهم يعطلون المدارس ويشلون الادارات والمؤسسات على مدى اشهر، ثم يأتون ليقبضوا رواتبهم بكل فخر وضمير حي آخر كل شهر، فيما الطلاب ينتظرون رحمتهم؟
لم تمر اضحوكة، لا بل كذبة، اجراء الامتحانات ثم التمنع عن التصحيح، على الاهالي والطلاب، لكنهم قبلوا بها مرغمين على امل الفرج وصحوة الضمير لدى الجميع في وقت لاحق. اذ ما نفع اجراء الامتحانات، ثم التمنع عن التصحيح واصدار النتائج، خصوصا للطلاب المسجلين في الجامعات في الخارج الذين ظلوا يعملون على هذا الامر اشهرا وسنوات؟ لكن لا حياة لمن تنادي، المهم الراتب والدرجات، ومن بعدها الطوفان!


والطامة الكبرى في وزير التربية. فمنذ اليوم الاول لتسلمه الوزارة اعلن بكل ثقة، انه سيعمل على "حل مشكلة سلسلة الرتب والرواتب، ووقوفه الى جانب الاساتذة لتحصيل حقوقهم، ونيته انهاء ملف الجامعة اللبنانية". واليوم وبعد 6 اشهر، لا تزال الامور تراوح مكانها، على رغم حركته التي لا تهدأ في كل الاتجاهات. وقد تكون هنا المشكلة بالتحديد، اذ انه عوض مناقشته مع الجهات الاكاديمية والمختصة فقط، يحمل الملف ويدور به على مختلف الجهات السياسية والحزبية لنيل رضاها والاخذ بملاحظاتها وتسجيل مطالبها، فتضخمت الملفات، وتجاوزت الوعود والعهود القدرة الفعلية على التطبيق والتنفيذ، وسقطت جميعها في وحول السياسة النتنة، ومعها راح اولادنا ضحاياها.


وهنا نسأل الوزير ابو صعب تحديدا: لماذا تحمل ضميرك هذه المسؤولية الكبيرة؟ هل كنت لتقبل بهذه المهزلة لو كان اولادك يتعلمون في لبنان؟ هل يستحق لقب "معالي الوزير" ان تضحي بمستقبل مئات الالوف من الطلاب؟ لماذا لا تقلب الطاولة على الجميع وتحملهم المسؤولية مجتمعين، وتستقيل؟ فتكون بذلك فعلا وزير تربية يهمه امر الطلاب والشباب؟


ما يجري في لبنان اليوم جريمة بحق الطلاب والاهالي، ولا تنفع اي حجة، لأي طرف، في تبرير ما يتعرضون له من ظلم واجحاف.
المطلوب فك الارتباط فورا بين قضية الطلاب وكل قضية اخرى، مهما كانت محقة، وفصل امر تصحيح الامتحانات، وخصوصا في الشهادات الرسمية الثانوية والجامعية، عن المطالب الحياتية والمعيشية والسياسية والقانونية. والا سينقلب السحر على الساحر، لأن الشعب الذي سبق ان كفر بالسياسيين، سيكفر الآن بالـ " المناضلين"، وتكون نهاية الحركة العمالية والمطلبية. فهل هذا هو الهدف؟


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم