الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ارتجاع المريء: متى يصبح خطراً؟

A+ A-

هو اندفاع العصارات المحملة بالأحماض في المعدة إلى الأعلى داخل أنبوبة المريء (Oesophage)، وهو الانبوب الذي يصل الفم بالمعدة.
أسباب هذا المرض
إن ارتخاء أو ضعف العضلة الصغيرة المُحكمة في نهاية المريء، أو العضلة العاصرة، هو السبب الرئيس في مشلكة الـ Reflux والتسبب بألم حاد نتيجة احتكاكها بالأنسجة الرقيقة في المريء وهو ما يعرف بحرقة فم المعدة. هذه العضلة من شأنها أن تمنع العصارات من الصعود إلى الأعلى، وعندما تضعف، تمسي الإصابة بهذا المرض محتملة ومرجحة.
هذا، وتلعب العوامل الوراثية وفرط إنتاج الأحماض دوراً ثانوياً في هذه المشكلة الشائعة.
ما هي العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بهذا المرض؟
يؤكد الاختصاصي في أمراض المعدة الدكتور أنطوان جعجع لـ"النهار" أن ارتجاع المريء لا يفرق بين كبير أو صغير، وقد تجد طفلاً لم يتمّ شهره الثاني عرضة للإصابة بهذا المرض المعوي. ويشرح جعجع أن ثمة عوامل عدة من شأنها أن تؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي، مثل السمنة، الحمل، الإصابة بفتق حجاب (وهو ضعف بالعضلة الكبيرة التي تفصل بين الصدر والبطن وتؤدي إلى انزلاق البطن قليلاً إلى التجويف الصدري)، ممارسة التدريبات الرياضية مباشرة بعد تناول الطعام (خصوصاً الهرولة والجري)، التدخين، تناول الكحوليات، الإفراط في تناول الشوكولا، تناول مشروبات تحتوي على الكافيين، اتباع نظام غذائي مرتفع السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تعاطي بعض الأدوية التي تشتمل في تركيبتها على تيتراسيكلين وكينيدين وثيوفيلين.
وبالإضافة إلى العوامل المذكورة، يشير جعجع إلى أن المصابين بالربو والقرحة والأفراد الذين يتعاطون العقاقير الإستيرويدية المضادة للالتهاب بالإضافة إلى البوتاسيوم ومكملات الحديد هم من أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض ارتجاع المريء.
ما هي أبرز العوارض؟
- حرقة في المعدة يرافقها حرقة في الجزء السفلي من الصدر يتحرك لأعلى الحلق، قد تدوم الأعراض لدقائق أو ساعات قليلة.
- مذاق لاذع أو مر بالحلق.
- الشعور بارتجاع الطعام.
- ألم يتزايد عند الانثناء أو الاستلقاء أو ممارسة التدريبات أو رفع أشياء ثقيلة.
قد تترافق هذه العوارض مع مضاعفات عدة من بينها إلتهاب في الحلق، بحّة في الصوت (التهاب الحنجرة)، سعال مزمن، الإحساس بكتلة في الحلق، الربو، الشعور بالاختناق مباشرة بعد الاستيقاظ.
أما في حال استمرار الارتجاع المعدي المريئي، ثمة احتمال كبير لحدوث نزيف وقرح بالمريء الذي قد تتلفه الأحماض، بالإضافة إلى صعوبة في البلع وتقيؤ دم وبراز أسود وقد يصل الأمر إلى إصابة الشخص بسرطان المريء.


العلاجات
يركز العلاج في هذه الحالات على التقليل من عدد نوبات حرقة المعدة ومضاعفاتها في المرحلة الأولى ووقف تدفق الأحماض إلى المريء وتقليل إنتاج أحماض المعدة. وقد يشمل العلاج الخطوات التالية:
تغيرات في نمط الحياة:
- الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المقلية والأطعمة الحريفة والبصل والثوم والشوكولا والنعناع والفواكه الحمضية والطماطم والفلفل والكحوليات والقهوة والمشروبات المشبعة بثاني أكسيد الكربون (CO2).
- تناول كميات أقل من الطعام.
- الإكثار من المعكرونة والأرز والبطاطس، وذلك لاحتواء الأطعمة النشوية على نسب عالية من الكربوهيدرات التي تعادل حموضة المعدة.
- تناول الزنجبيل بصورة منتظمة.
- عدم الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام (2 إلى 3 ساعات بين تناول الطعام والاستلقاء)
- اتباع نظام غذائي صحي لخسارة الكيلوغرامات الزائدة.
- الابتعاد عن التدخين.
- تجنب الأحزمة والملابس الضيقة التي قد تضغط على البطن.
- رفع الرأس عن السرير بـ 6 – 8 بوصات.
- مزاولة الرياضة.
العلاج بالأدوية:
- مثبطات مضخة البروتون BE—لتقليل إفراز الأحماض، أو تقليل فرصة دخول الأحماض إلى المريء (مثل، أوميبرازول؛ لانسوبرازول).
- مضادات الحموضة المتاحة بدون وصفة، وهي تعمل بشكل سريع وفعال لمعادلة أحماض المعدة، ولكنها قد تسبب مشكلات مع الاستخدام لفترة طويلة (مثل Maalox Advanced Regular Strength وTums وRolaids وMylanta).
- عقاقير محصرات H2 المتاحة بدون وصفة أيضاً لمنع المعدة من إفراز الكثير من الأحماض (مثل السيميتيدين والفاموتيدين والرانيتيدين).
- الأدوية التي تغلف وتحمي بطانة المعدة (مثل، سوكرالفات).
- الأدوية التي تعمل على تحسين قوة العضلات بالعاصرة المريئية السفلى (مثل، ميتوكلوبراميد).
الجدير بالذكر أن الجراحة تصبح ضرورية في حال تفاقم المشكلة وعدم الاستفادة على الأدوية واستمرار الآلام الحادة. والعملية الجراحية الأكثر شيوعاً لعلاج حرقة المعدة هي عملية رتق فوهة المعدة، بحيث يقوم الطبيب المختصّ بلف المعدة حول المريء، مما يكّون ضغطاً على العضلة الموجودة بفتحة المعدة. كذلك، يمكن إجراء الجراحة، في بعض الحالات، من طريق شقوق صغيرة، تسمى بالتنظير البطني.
أخيراً، من الشائع أن يحسّ الواحد منا بحرقة المعدة في بعض الأحيان. ولكن يصبح الأمر جدياً أكثر إذا ما تكررت نوبات حرقة المعدة أكثر من مرتين في الأسبوع.، عندها يجب استشارة الطبيب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم