الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تونس تبحث عن نفسها

فرحان صالح
A+ A-

عقد في مدينة بوسالم من محافظة جندوبة التونسية (150 كلم عن العاصمة تونس) مؤتمر، شاركت فيه فعاليات متنوعة من المثقفين التونسيين والعرب. تجاوز العدد الـ 40 ما بين نخب معنية بالتراث المسرحي والشعر والسير الذاتية والموسيقى والغناء.


افتتح المؤتمر بكلمة من المشرف علالي قنوني الذي تحدث عن هذا الاحتفال المستمر منذ 28 عاما، تلا ذلك عرض فيلم عن النشاطات والمؤتمرات السابقة، ثم قدم كلمة المندوب الجهوي للثقافة في المحافظة البشير التواتي الذي رحب بالمشاركين، مشيرا الى عراقة هذه المنطقة في احتضانها هكذا مناسبات.
بدأت جلسات المؤتمر بمهرجان شعري شارك فيه مجموعة الشعراء الذين قدموا بعضا من جديدهم وآخرون ممن قدموا نماذج من شعرهم المنشور والشعراء هم: محمود الشريف – فلسطين، علية الادريسي البوزيدي – المغرب، عبد الحليم مخالفة – الجزائر، الهاشمي البلطي والصحبي العلوي وسمير العبدلي وعبد اللطيف وسيق الدين العلوي وكمال الجبري – الناجي الحجلاوي – ومحمد الخالدي – وعلالة القنوني، والمنصف الدريدي وسنية المدوري التي تميزت كما غيرها بحضورها وإلقائها، ورجاء زروق وعبد المجيد بني عمر وفاطمة الشريف من تونس. تلا ذلك عرض مسرحية "العرس الوحشي" من اخراج هشام الشيجي.
في اليوم الثاني عقدت ندوة فكرية تناول المشاركون فيها المسرح والتراث، شارك فيها: جلال خشاب – الجزائر، الذي استفاض في بحثه الموسوعي في الحديث عن المسرح وعن دور المسرحيين ومؤثراتهم في بلدان المغرب العربي، تلاه فرحان صالح الذي قدم نصا بعنوان "المسرح وسياسة الاقنعة في الوطن العربي"، تناول فيه دور المسرح الديني وطقوسه الاحتفالية، معرجا على مسرح الخشبة التقليدي. مستفيضا في تسليط الضوء على دور السياسي ذاته كممثل مسرحي تراه في الاقنية التلفزيونية وغيرها صباحا وظهرا ومساء. هذا السياسي الذي مثل مسرحية فلسطين خلال ما يزيد على النصف قرن، كذلك مسرحية الوحدة العربية والديموقراطية وغيرها من مسرحيات اصبحت مملة ولم تفض الى اية نتيجة.
وحاضر الدكتور جورج سعادة عن مسرح الرحابنة، مستعرضا مؤثرات هذا المسرح في الثقافة المجتمعية اللبنانية وبشكل اقل العربية. كما استمع الحاضرون الى السيرة الذاتية الغنية والممتعة للأديب العربي عبد الرحمن مجيد الربيعي الذي قدم نصا شفهيا تناول فيه مسارح طفولته في العراق ومساره الثقافي في تعددية البلدان الذي استقر فيها، متعرفا الى النخب الثقافية فيها، بخاصة في لبنان وسوريا وتونس وغيرها من بلدان عربية. تلك السيرة المميزة الغنية في تجربة صاحبها، وخبرته واطلاعاته الواسعة.
وحاضر الباحث المسرحي التونسي الدكتور محمد المديوني، عن مسار المسرح التونسي ودوره في تشكل الوعي المجتمعي. لينتهي المهرجان – المؤتمر الى تقديم الشهادات والدروع للمشاركين من النخب العربية والتونسية، كما قدمت شهادات تقدير من "حلقة الحوار الثقافي" في لبنان.
تونس، الحياة الجميلة فيها، حياة تبدو قلقة اذ لم يشرّع بعد عقد اجتماعي يرسم فيه الساسة الصورة التي يطمح اليها المواطن التونسي الذي ثار ضد الاستبداد والاستئثار والفساد.
في تونس يتحدث المواطنون عن الغلاء، ومنهم من يستفيض في الحديث عن الاستغلال للدين من خلال المقولات التي لم تعد مقنعة لغالبية شرائح المجتمع هناك.
تونس تبحث عن نفسها، وتبدو الحركة النقابية فيها، هي الاكثر فعالية، ليس فقط من خطابها الاجتماعي المقنع، بل ايضا في خطابها الذي يحتضن جل هموم الشعب التونسي ومطالبه. ايضا هناك من يعتقد ان مشكلات تونس هي جزء من مشكلات مغاربية عربية، ومن دون التعاون الاقتصادي والتفكير الجاد في الاتحاد المغاربي ستتفاقم المشاكل وستنفجر الأوضاع الاجتماعية، وان كان بعد زمن قد يراه البعض غير منظور.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم