الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اكتشاف جديد في وادي قنوبين

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
A+ A-

كشف متطوعو رابطة قنوبين للرسالة والتراث معلماً عمرانياً جديداً متصلاً بتراث الوادي المقدس البشري والاقتصادي، اذ رفعوا الاشواك والنباتات البرية والاتربة والردم عن موقع تنور قنوبين وأحدى المعاصر المنحوتة في الصخر قربه. وقد تمّ الكشف استناداً الى معلومات شعبية متداولة حول " جلّ التنور" اي الجل الزراعي الذي يحتضن التنور، قرب مجرى المياه الفاصل بين كنيستي سيدة الكرم ومار سمعان في وادي قنوبين.
الزميل جورج عرب، الذي يتولى مع مجموعة من المتطوعين تحقيق كشف معالم الوادي المقدس من مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي، الذي تنفذه رابطة قنوبين، وصف الموقع بأنه يضم المعصرة والتنور.


أما المعصرة فمنحوتة بيد الانسان في صخرة كبيرة متصلة بعمق مجرى المياه، هي مستطيلة الشكل طولها متر و30 سم وعرضها متر واحد بعمق 30 سم مقسومة بفرزة منحوتة أيضاً. وفيها قناة ضيّقة لاستجماع العصير ونقله الى اواني استيعابه عبر مزراب دائري الفتحة لا يتجاوز قطرها 2 سم. حولها بعض أواني الاستعمال البدائية كانت مطمورة.
والتنور المكان المعد ماضياً لتصنيع الخبز يقع فوق المعصرة مباشرة في زاوية صخرية دائرية جدرانها الداخلية مكسوة بطبقة من خليط الحوّارة والكلس والرمل. استعمله ابناء الوادي سنوات طويلة قبل هجره حين هجروا واديهم. تحيط بموقع التنور أشجار الزيتون والتوت وآثاره الباقية توازي نصف دائرة فيما الواجهة متهدمة.
وأشار الزميل عرب الى ان هذا المعلم هو العاشر بعد المئة من معالم الوادي المتنوعة بين مغارة ومحبسة ومزار ومدفن وأثر عمراني باتت مكشوفة بعدما تم رفع الاشواك والاتربة والنباتات البرية والردم المزمن.


ولفت الى ضرورة تعميق البحث حول هذا المعلم وسواه لتحديد الأطر التاريخية التي أحاطته ، ووجهة استعماله . فالإستنتاج الأول ان هذا المعلم هو معصرة ولكن المطلوب تعميق الدراسة لتحديد طبيعته بصورة علمية لأنه ربما استعمل لغير خدمة المعصرة .



مستويات العمل



رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي قال انه "يجري التعامل مع هذه المعالم المكشوفة على ثلاثة مستويات:



- الاول: تصدرها رابطة قنوبين للرسالة والتراث بدعم السيد وديع العبسي بثلاثة مجلدات فاخرة بست لغات، توّزع داخل لبنان وخارجه على المرجعيات الروحية والزمنية، وعلى السفارات والدور الثقافية والجامعية.
- الثاني: تأهيل طرق الوصول الى هذه المعالم، وتجهيزها باشارات الدلالة والارشاد وبشروط الحماية، لتسهيل وصول الزوار والسياح أو الباحثين المتخصصين.
أما المستوى الثالث فهو المتعلق باجراء الدراسات العلمية المتخصصة المتعلقة بالجوانب الاركيولوجية والتاريخية وسواها المتصلة بهذه المعالم. وهذه تتطلب خطة تعاون بين وزارة الثقافة وسائر الهيئات الحكومية والاهلية المهتمة بالارث الثقافي الثمين الذي يحتضنه الوادي المقدس.


وشدد الشدراوي على أهمية اجراء الدراسات لتحصيل الحقائق العلمية لهذا العمل المضني الشاق المحفوف بالاخطار الذي تقوم به رابطة قنوبين التزاماً منها بابراز تراث الوادي المقدس بكل جوانبه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم