السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"لواء احرار السنة بعلبك": Fake

علي منتش
A+ A-

بعيداً عن افتراضيته الالكترونية، لا وجود لـ"لواء احرار السنة بعلبك". وحدها وسائل الاعلام تتعاطى بجدية مفرطة مع ما يُبث على صفحة "تويتر" المسماة بهذا الاسم. كأن ترفها اوصلها الى تضخيم احداث هزلية. وليس تضخيم تهديد كنائس البقاع ولبنان عبر هذا الحساب الالكتروني سوى حلقة من حلقات الاعلام في لبنان. فقد غردّت صفحة "لواء احرار السنة": "توكيل مجموعة خاصة من المجاهدين الأحرار لتطهير إمارة البقاع الإسلامية بشكل خاص ولبنان بشكل عام من كنائس الشرك" الامر الذي اعاد تسليط الاضواء على هذه المجموعة الغامضة.


من دون استثناء، يتبنى حساب "لواء احرار السنة" على التويتر كل الاحداث الامنية الحاصلة في لبنان، من تفجير السيارات المفخخة في الضاحية والهرمل، الى اسر عناصر من" حزب الله" في القلمون، وصولا الى اطلاق الصواريخ على القرى الشيعية في البقاع، مروراً باغتيال القيادي في "حزب الله" حسّان اللقيس. يتبيّن ان بعضها لم يحصل اساساً، وبعضها الآخر تتبناه بالتوازي جهات اخرى كـ"جبهة النصرة" او "داعش". بشيء من الاستهزاء، يتعاطى اهالي بعلبك مع خبرية "احرار السنة"، حتى ان فعاليات المنطقة وجدوا انفسهم مجبرين على مواكبة الاهتمام الاعلامي بالموضوع. لكن ما هي حقيقة "لواء احرار السنة بعلبك"؟


محمل الجد


انشأ حساب لواء احرار السنة بعلبك في 18 ايلول 2013، بعد الاشتباكات التي حصلت بين مجموعة من ابناء بعلبك المنتمين الى الطائفة السنية من جهة وبين احد حواجز" حزب الله" من جهة ثانية والتي ذهب ضحيتها عدّة اشخاص من كلا الطرفين. تتحدث مصادر امنية عن رابط اكيد بين الاشكال يومها، وبين الحساب الالكتروني، "غير المستند طبعاً على مجموعة عملانية تؤسس هذا اللواء"، الا انها تؤكد ضلوع احد المشتركين في الاشكال يومها وراء تأسيس الحساب الالكتروني، "وهو من آل الشياح، ومتوار عن الانظار ومطلوب من الاجهزة الامنية".
لفت الانظار هو هدف من يقف وراء هذا الحساب غير المحترف وفق المصادر عينها، اذ من الواضح وجود كمّ هائل من العشوائية في تبني الاحداث، واطلاق المواقف، وتستبعد المصادر ان "يكون هناك اي جهة استخباراتية تقف وراء هذا الحساب، لانه اساساً يفتقد للحرفية في كل جوانبه وبما فيها اللغوية".


متابعة استخبارية


وتؤكد المصادر انه "لم يحدث وتمّ توقيف اي شخص ينتمي الى لواء احرار السنة رغم كل التوقيفات التي حصلت، ولم تشر التحقيقات في اي من الاحداث الامنية وجود هكذا تنظيم، وهذا ما يؤكد ان هذا اللواء غير موجود فعلياُ".
لا يبدو "حزب الله" معنياً بملاحقة "لواء احرار السنة" الذي من المفترض انه تنظيم جهادي يسعى الى استهدافه وبيئته الحاضنة، بعكس ما اعتاد عليه الحزب الذي يسعى منذ بداية الازمة السورية الى ملاحقة المجموعات الجهادية التي تحاول استهدافه عبر عمليات امنية في لبنان او سوريا، وهذا ما بدا واضحا من خلال بعض العمليات التي استهدفت قيادات جهادية في منطقة القلمون.
اوساط مقربة من "حزب الله" اكدت لـ"النهار" ان الجهاز الامني في الحزب لا يأخذ مسألة "لواء احرار السنة" على محمل الجد، بل واكثر. لا يقوم الحزب باي عملية متابعة امنية او استخبارية للوصول الى قادة هذا التنظيم "لانه ببساطة لا وجود له سوى على مواقع التواصل الاجتماعي".
واشارت الاوساط الى ان "شكوك حزب الله تدور حول شخص من بعلبك يعيش خارج لبنان، ينشط عبر هذا الحساب الوهمي، وهذا الشخص له سوابق ومحاولات لكسب المال عن طريق استغلال مواقف سياسية وترويجها".


ملاحقة الـ IP


من جهة اخرى، يقول ربيع عوض، وهو استشاري معلوماتية في  شركة "AIMedia" للاعلام الاجتماعي ان امكانية كشف هوية من يستخدم حساب على مواقع التواصل الاجتماعي ليس امراً صعباً، بل على العكس، "يمكن الوصول للـIP الخاص بجهاز الكومبيوتر الذي يستخدم، وتالياً مكان تواجد الشخص، وحتى لو كان المُستخدِم ينشط عن طريق جهاز الهاتف فمن الممكن ايضاً الوصول اليه، رغم ان مواقع التواصل الاجتماعي تحجب الـIP، لكن بالتأكيد في حال حصول تعاون بين الاجهزة الامنية وشركة التويتر مثلاً ستعطي هذه الشركة الـIP للاجهزة".
ويضيف عوض: "في حال كان المُستخدم محترفاً، يمكنه تمويه الـIP، وتاليا اخفاؤها حتى عن شركة التويتر، لكن مع ذلك يمكن الوصول اليه بطريقة معينة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم