الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

80 توصية توجّت أعمال المؤتمر الأنطاكي استفتاء على امتداد مساحة الانتشار الأرثوذكسي

بيار عطاالله
A+ A-

اختتمت أعمال "مؤتمر الوحدة الانطاكية" الذي دعا اليه بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر، بغلة وافرة من التوصيات بلغ عددها استناداً الى المشاركين في خلوات تلة البلمند نحو 80 توصية، تشكل انجازاً نوعياً لجهة استفتاء العلمانيين الارثوذكس الانطاكيين على امتداد مساحة الانتشار الارثوذكسي في لبنان وسوريا والاردن والعراق والخليج، ومنه الى الابرشيات الكثيرة في انحاء اوروبا والقارة الاميركية.


تمثل هذه "الغلة الوافرة" في معناها التقني انجازاً للكنيسة الانطاكية الارثوذكسية التي تمكنت ورغم الظروف الصعبة التي تواجه رعاياها في سوريا والعراق من الاحتكام الى رأي هذا الجمهور الواسع المتعدد، لكنه موحد على "محبة الكنيسة والعمل من أجلها". وبهذا المعنى فإن ثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجمع الانطاكي المقدس الذي يلتئم غداً (يضم مطارنة الابرشيات الارثوذكسية) لجهة البحث في هذه التوصيات ومناقشتها واقرارها في جوانبها المختلفة، ومقاربتها الجريئة التي لامست الكثير من القضايا الاساسية التي يعول عليها العلمانيون الارثوذكس والتي تشكل عناوين النقاشات الصاخبة كلما التقى ارثوذكسيان. ورغم امتلاك المجمع المقدس حق النقض الفيتو على أي من التوصيات الواردة اليه من مؤتمر البلمند، يحتاج الرفض، اذا كان هناك من رفض للتوصيات، الى تبريرات واضحة ومنهجية في رد هذه الاقتراحات الاساسية التي صرف الكثير من الوقت على مناقشتها في لجان العمل خلال المؤتمر، والتي كانت أيضاً موضوعاً اساسياً على اوراق العمل والاقتراحات التي وصلت الى البطريرك يوحنا وفريق عمله، ولم تترك موضوعاً إلا تطرقت اليه.
ويؤكد مشاركون في صياغة التوصيات، على مستويات عدة، ان أهمية "العامية الشعبية الارثوذكسية في البلمند أنها وضعت رؤية مستقبلية لنهضة الكنيسة، وما يشبه خريطة طريق لما يجب ان تكون عليه الأمور، استناداً الى المشاركة العارمة من كل الابرشيات وارجاء العالم". ويشرح هؤلاء، كل على حدة، ان ابرز ما توصلت أليه التوصيات وخصوصاً في "لجنة الوجود المجتمعي"، كان الأخذ في الاعتبار التحولات الجيوسياسية الضخمة التي تجري في منطقة الشرق الاوسط والتي تعني الارثوذكس الانطاكيين في صلب وجودهم، وخصوصاً لجهة التعامل مع العنف المتمادي الذي يتعرضون له والذي يصل الى درجة الاجتثاث والالغاء. واستأثر موضوع اعادة الاعتبار الى مجالس الرعايا ودورها في إدارة الاوقاف، حيزاً مهماً من النقاش. وطرحت آليات عدة، أبرزها إنشاء هيئة مركزية عليا تشرف على ادارة الاوقاف الاساسية الاجتماعية والصحية والتربوية، وهذا الامر كان موضوع نقاش مستفيض نظرا" الى ضخامة الملف.
ومن التوصيات الاساسية التي رفعت، إنشاء صندوق بطريركي يمكن الطلاب المتفوقين من أبناء الطائفة من الدراسة في معاهدها العليا، الى جملة توصيات مشابهة في الشأن الاجتماعي، من شأن اقرارها في المجمع الانطاكي ان يجعل الكنيسة الارثوذكسية "اكثر محبة وانسانية" كما قال احد المطارنة، الذي وصف الؤتمر بأنه استفتاء تاريخي غير مسبوق للشعب الارثوذكسي الانطاكي، منذ 40 عاماً على الاقل، لكن الاهم ما تتداوله الاوساط من ان البطريرك يوحنا العاشر جدي جداً في المؤتمر، ويراه خطوة متقدمة جداً في مسار الكنيسة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم