الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مقبرة الفيلة

المصدر: ا ف ب
A+ A-

واصل الجيل الذهبي للمنتخب العاجي فشله الذريع في البطولات الكبرى بخروجه المخيب من الدور الاول للنسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في البرازيل اثر الخسارة في الوقت القاتل امام اليونان 1-2 في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثالثة.


دخل المنتخب العاجي مرشحا بقوة لحجز بطاقته الى الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخه في مشاركته الثالثة على التوالي، وكان مصيره بين يديه قبل الجولة الثالثة الاخيرة بل حتى اخر دقيقتين من الدقائق الثلاث من الوقت بدل الضائع امام اليونان فخسر بركلة جزاء "لعينة" وكانت الحصيلة: خروج مخيب واستقالة المدرب (الفرنسي صبري لموشي)، ولاعبين صاعدين اكد العرس العالمي قلة خبرتهم ومحدودية خيالهم، وبالتأكيد نهاية الجيل الذهبي لان غالبية ركائز الجيل الذهبي تخطت الثلاثين في مقدمتها دروغبا الذي سيبلغ سن السابعة والثلاثين في 11 آذار المقبل، والذي لم يعد ذلك البعبع الذي يخيف خطوط دفاع المنتخبات المنافسة كما كان في السابق، وحارس المرمى بوباكار باري (34 عاما) وديدييه زوكورا (33 عاما) وحبيب كولو توريه (32 عاما).
عموما، حضرت ساحل العاج الى البرازيل بطموحات كبيرة، لكنها تركت اهم تظاهرة رياضية في العالم وهي تحت عادة إعادة بناء جيل جديد يحقق ما عجز عنه الجيل الذهبي.


فرصة ذهبية


عندما خرجت ساحل العاج من الدور الاول للنسختين الاخيرتين كان لها عذرها حيث وقعت في مجموعتين صعبتين (المجموعة الثالثة الى جانب الارجنتين وهولندا وصربيا عام 2006، والمجموعة السابعة الى جانب البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية عام 2010 في جنوب افريقيا)، لكن الامر كان مختلفا في النسخة الحالية في البرازيل حيث وقعت في مجموعة في المتناول الى جانب اليابان وكولومبيا واليونان، لكن الثالثة لم تكن ثابتة لساحل العاج وأهدرت فرصة التأهل للمرة الاولى في تاريخها وفشلت في ان تصبح سادس منتخب من القارة السمراء يبلغ الدور الثاني بعد المغرب والكاميرون ونيجيريا والسنغال وغانا.
وما يزيد من حدة الام واوجاع خيبة امل منتخب "الفيلة" هو ان المنتخب الخصم في الدور ثمن النهائي هو كوستاريكا كان في المتناول وبالتالي اهدر فرصة ان يكون رابع منتخب افريقي يبلغ ربع النهائي بعد الكاميرون والسنغال وغانا.


لموشي تحدث قبل مباراة الثلثاء عن لاعبين يرغبون في "دخول التاريخ". كان الباب مشرعا امامهم لتحقيق ذلك بيد انهم وقفوا مكتوفي الايدي عقب تسجيل هدف التعادل وخسروا في النهاية فاشلين في محو صفة "المنتخب الذي لم يفز بأي شىء" والتي التصقت بهم منذ اكثر من 8 سنوات وتحديدا منذ خسارة نهائي كأس الامم الافريقية عام 2006 امام مصر المضيفة بركلات الترجيح.


لعنة ركلات الترجيح لحقت الفيلة في نهائي الكأس القارية عام 2012 عندما خسروا امام زامبيا، علما بان المنتخب العاجي كان يدخل دائما مرشحا بقوة للظفر باللقب القاري لكنه يخرج خالي الوفاض (نصف النهائي 2008 في غانا، وربع النهائي في نسختي 2010 و2013).
رئيس مجلس النواب العاجي حضر الى البرازيل ليعلن مضاعفة مكافآت اللاعبين في حال التأهل الى الدور الثاني، فيما لم يتوقف لموشي عن الاشادة باحترافية اللاعبين معربا عن أمله في أن ينجحوا في "حصد ثمار ما زرعوه في العامين الاخيرين".


ولكن كل هذا كان في طي النسيان عقب المباراة وكانت المنطقة المختلطة مسرحا لاعلان المدرب لاستقالته وخيبة امل كبيرة لاغلب اللاعبين.
واكتفى لاعب وسط مانشستر سيتي الانكليزي يحيى توريه الذي بدا متأثرا كثيرا بوفاة شقيقه ابراهيم الاسبوع الماضي عقب الخسارة امام كولومبيا في الجولة الثانية، بالقول انه "بحاجة الى النوم".


أما مهاجم بال السويسري جيوفاني سيو الذي ارتكب الخطأ بحق يورغوس ساماراس داخل المنطقة ما دفع الحكم الى اعلان ركلة الجزاء التي سجل منها الاخير هدف الفوز، فقال: "أريد فقط العودة الى بيتي".
اما مدافع ليفربول الانكليزي حبيب كولو توريه، فلم يرأف بنفسه وزملائه بقوله: "هذه هي مشكلة المنتخبات الافريقية، لا نفكر كثيرا".


والآن؟


وبانتظار التعاقد مع مدرب جديد، فان الحصيلة الفردية في المونديال البرازيلي مقلقة. فبعد 3 مباريات، من الصعب القول بأن أفكار اللعب والإيجابيات كانت قليلة. فمثلا، تألق المدافع الواعد سيرج اورييه (21 عاما) في المباريات الثلاث وأكد أن مستقبلا رائعا في انتظاره، وفي خط الهجوم، ابدى جرفينيو حماسا كبيرا وكان يعطي نفسا اضافيا للمنتخب العاجي على الرغم من انه لم يخلق فرصا حقيقية عدة للتسجيل.


ديدييه دروغبا ويحيى توريه اللذان وصلا الى البرازيل متأثرين بالاصابة، كانا بعيدين كل البعد عن مستواهما المعهود. لم يرغب دروغبا في التحدث الى وسائل الاعلام في المنطقة المختلطة واكتفى بابتسامة . الاكيد انه خاض الكأس العالمية الاخيرة في مسيرته، لكن هل سيبقى حتى كأس الامم الافريقية المقبلة في المغرب مطلع العام الحالي؟.
في المقابل، لم يلعب توريه سوى ب50% من مؤهلاته البدنية، ولم يقو على القيام باكثر من 3 انطلاقات سريعة في المباراة الواحدة، واكتفى في أغلب الفترات بالركض ببطء.


اما المهاجم سولومون كالو، فلم يكن له أي تأثير إيجابي على أسلوب لعب منتخب بلاده في جميع المباريات حتى عندما دخل بديلا في المباراة الثانية امام كولومبيا. اما خط الوسط الدفاعي، ف"حدث ولا حرج" بالنظر الى التمريرات الخاطئة لشيخ تيوتيه وجوفروي سيري دييه فضلا عن خسارتهما كرتين حاسمتين امام كولومبيا واليونان على التوالي.


وللمفارقة فان اخفاقات ساحل العاج ارتبطت بادارة فنية فرنسية، فبعد هنري ميشال عام 2006 (المونديال وكأس الامم الافريقية) وجيرار جيلي عام 2008، ووحيد خاليلودزيتش عام 2010 (امم افريقيا فقط كونه اقيل قبل العرس العالمي وتم التعاقد مع السويدي غوراز زفن اريكسون)، جاء الدور هذه المرة على لموشي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم