الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مرض الجلوس

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
A+ A-

24 ساعة في اليوم. يمضي الإنسان 21 ساعة منها من دون أن يتحرك! باستثناء الـ8 ساعات المفترض أن ينامَها، يُمضي بالإجمال 8 ساعات أخرى جالساً في عمله، أما الـ5 ساعات المتبقية من الـ21 فأيضاً يمضيها في حالة الجلوس، وذلك عبر مشاهدة التلفزيون، استعمال الكمبيوتر، تناول الطعام، أو قيادة السيارة... ليتبين أن المدة الإجمالية التي يكون فيها واقفاً على قدمَيه، يسير أو يقوم بحركة، لا تتعدى الـ3 ساعات فقط يومياً.


 


 



الجلوس المستمر يُضعف من التركيز والإنتاجية


لـ"مرض" الجلوس هذا الذي يصيب كثيرين آثارٌ خطيرة طويلة الأمد، والمحزن هو أن الناس يعرفون أنهم يعيشون نمطَ حياةٍ مستقرا، ويعلمون أنه مضرٌّ لهم، وعلى الرَّغم من عدم رغبتهم فيه يظلّون مستمرين به، خصوصاً من يفرض عملُهم عليهم ذلك، مع العلم أن الجلوس الذي يحصل في المكاتب لمدة طويلة هو غيرُ صحّيٍّ أبداً، حسب ما أشارت المجلة التجارية الأميركية FastCompany في نيسان الماضي، إذ لفتت إلى أنه يعطّل سير العمل عبر إضعاف التركيز والإنتاجية عند الموظفين، ذاكرةً أن حركة الإنسان لا تتبين إلا في استراحاتٍ بسيطة لا تعوّض خطر الجلوس المفرط، وهذه الاستراحات تكون بالدرجة الأولى لاستعمال الحمام، ثم لتناول الغداء أو للشُّرب، وللتوجه إلى المطبعة أو الفاكس... بدليلٍ واضحٍ أن الجلوس هو الحاكم "المستبد" على حياة الإنسان، إذ إن هذه "الأنشطة" لا تُعتبَر كافية لمكافحة الأخطار التي يسببها الجلوس لمدة طويلة.



المخاطر الصحية


أمراض القلب هي الخطر الأبرز بما أن تدفق الدم في الجسم عند وضعية الجلوس يصبح بطيئاً، وقد تم ربط الجلوس لفترات طويلة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، الأمر الذي لفت إليه خبراء أميركيون عبر مبادرة "حلول للسُّمنة" في جامعة ولاية أريزونا في كانون الثاني الماضي، وهم أشاروا في المبادرة المذكورة إلى أن البنكرياس يصبح أكثر إنتاجاً للأنسولين مما يمكن أن يؤدي إلى مرض السكري، وأن خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم يزداد جرّاء تشجيع الأنسولين لنمو الخلايا الزائدة، هذا وأكدت دراسة أجراها قسم الرياضة وعلوم التدريبات البدنية في جامعة Barry في ميامي في أيلول 2013 أن معدل الجلوس عند الأميركيين يبلغ 13 ساعة يومياً.



اجلِس 3 ساعات أقل يومياً


العلاج من الجلوس لا يتحقق فعلياً إلا إذا أصبح عادةً يومية وروتيناً، مع العلم أنه يحصل بخطوات بسيطة جداً، كالوقوف المتعمّد أكثر، وهذا ما يشرح بدء انتشار المكاتب المخصصة لأن يقف الموظف ويمارس عمله عبرها، الأمر نفسه بالنسبة للـTreadmill حيث يمشي عبر واحدة مخصصة للعمل، يسير فيها المرء خطواتٍ بطيئة من دون أن يتعب أو يفقد تركيزه. فالمشي محبّذ أكثر من الوقوف، لهذا ينصح الخبراءُ "المرضى" الجالسين بالتنزه في حدائق بدل الجلوس وتناول ما ليس ضرورياً، لافتين إلى أن المشي يساعد على تدفّق الأفكار عند الإنسان، مما ينعكس إيجاباً في تصرفه الوظيفي. من الخطوات العلاجية أيضاً التي يذكرونها ركن السيارة في مكانٍ أبعد عن المكان المقصود، استعمال السلالم بدل المصعد، تحديد المنبّه عند كل ساعة في العمل للتوجه حينها للمشي في استراحة قصيرة... مؤكدين أنه إذا جلس الإنسان 3 ساعات أقل في اليوم، فهو يضيف سنتَين لمتوسط عمره.


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم