الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تقدم "داعش" في العراق يحيي الهواجس الامنية في الضاحية

المصدر: "النهار"
عباس صباغ
A+ A-

بعد فترة استرخاء وارتياح امتدت لاربعة اشهر وتحديداً منذ التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف المستشارية الثقافية الايرانية ودار الايتام الاسلامية في 19 شباط الفائت، عادت امس الاجراءات الامنية الى الضاحية الجنوبية لبيروت، ولوحظت الاستعانة بالكلاب البوليسية خصوصاً على طريق المطار بالقرب من مستشفى الرسول الاعظم.


زحمة السير على مداخل الضاحية الجنوبية في الايام الاخيرة تشي بتشديد الاجراءات الامنية علماً ان حواجز الجيش والقوى الامنية لم تخفف منذ بدء الخطة الامنية في الضاحية في 23 ايلول الفائت، الا ان ازالة بعض الحواجز كان مؤشراً لتحسن الوضع الامني ربطاً بالتطورات الميدانية في سوريا خصوصاً استعادة الجيش السوري سيطرته على القلمون والحدود مع لبنان بمساندة "حزب الله".


"داعش" تبعث الارهاب من جديد!


خلال الاشهر الاربعة المنصرمة، تراجع هاجس التفجيرات في الضاحية والبقاع وعزز الطمأنينة في نفوس الاهالي في المنطقتين تفكيك خلايا ارهابية مرتبطة بتنظيمات اصولية مثل "جبهة النصرة" و"كتائب عبد الله عزام"، و"الدولة الاسلامية في العراق والشام"(داعش).
وفي موازة ذلك عمدت بلديات الضاحية الجنوبية الى ازالة العوائق الحديدة والدشم الاسمنتية من شوارع الضاحية، كذلك ازال معظم اصحاب المؤسسات والمحال التجارية المتاريس التي سبق ورفعوها امام محالهم الصيف الفائت، وعادت الحركة التجارية الى وتيرتها العادية بعد فترة من الركود.



متغيرات العراق


الا ان المتغيرات الاخيرة في العراق وهجوم الجماعات الاصولية وابرزها "داعش" على محافظات عراقية واعدامها المئات قد يشكل حافزاً لما يعرف بالخلايا النائمة في لبنان وكان لافتاً الهجوم المباغت الذي نفذه اصوليون في رنكوس في القلمون السورية وسقوط عدد من عناصر "حزب الله" ومن ثم انسحاب المسلحين الى الجرود. وتردد ان اعداداً منهم دخلت بلدة الطفيل اللبنانية الواقعة ضمن الاراضي السورية وفي السياق، لا تستبعد مصادر حزبية فتح ما يشبه جبهة قتال على غرار القلمون خصوصاً ان الطفيل اضافة الى بعض جرود عرسال لا تزالان المنطقتين الامنتين لمسلحي المعارضة السورية .
يعود الهاجس الامني الى الضاحية الجنوبية وان كان مونديال البرازيل يطغى في هذه الايام على كل ما عداه وسط مبالغة في تشجيع الفرق المشاركة عبر تنظيم مسيرات للدراجات النارية التي تجوب شوارع الضاحية اسوة بمناطق لبنانية اخرى ،الا ان ما شهده محيط مستشفى الرسول الاعظم مساء امس ومن ثم اغلاق المسلك الشرقي امامها، اضافة الى منع السير المتوجه من نفق المطار في اتجاه الضاحية يؤشران الى جدية التهديدات الامنية وان كانت المصادر الامنية تضع ما يجري ضمن سياق الاجراءات الاحترازية بعد توفر معلومات عن هجمات او اعمال ارهابية قد تستهدف مقارا حزبية او مؤسسات طبية وغيرها، علما ان رواية تم تداولها ليلاً عن عملية امنية وصفت بالنوعية كان يحضر لها لاستهداف شخصيات حزبية في الضاحية الجنوبية، وتحدثت اوساط عن بقايا نفق قرب مخيم برج البراجنة كان يعمل على اعادة حفره. وتؤكد هذه الاوساط ان اكتشاف غرفة وبعض المحتويات التي كانت لفصائل فلسطينية خلال اعمال حفر في المنطقة تعزز المعلومات عن نفق سابق كان يستخدم لغايات امنية،عدا ان فصائل فلسطينية لا تنفي وجود عناصر اصولية في المخيم، الا انها تؤكد ان اعدادهم قليلة جداً ولا تزيد عن اصابع اليد الواحدة.
كل هذه المعطيات تشي ان فترة الاسترخاء الامني الى انحسار مع تقدم "داعش" في العراق وتسجيل حوادث امنية متفرقة في اكثر من منطقة، وان كانت على مستويات لا تشبه ما شهده لبنان قبل اربعة اشهر اضافة الى عودة "الروح" لما يسميه البعض البيئة الحاضنة لبعض الجماعات الاصولية في ظل ازمة سياسية معقدة يعيشها لبنان.



[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم