الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تجمع الحرب على "داعش" بين واشنطن وطهران؟

المصدر: (افتتاحية "الموند"، 16/3/2014)
A+ A-

يبدو ان للجمهورية الإسلامية وعدوها القديم الشيطان الأميركي الاكبر اليوم هدف واحد في العراق هو كبح الهجوم الجهادي السّني. وعرف التاريخ مثل هذه الموافق التي يمكنها التقريب بين اعداء استمرت عدواتهم 30 عاماً.
وفي الواقع، جاءت ردة فعل البيت الأبيض على تقدم القوات التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام في العراق مشابهاً تماماً لردة فعل القيادة الإيرانية. فالإيرانيون والأميركيون مستعدون لتقديم المساعدة لحكومة الرئيس العراقي نوري المالكي من اجل الدفاع عن نفسه التصدي لهجوم "داعش".
ان الحكم الديني في طهران الذي يمثل عراب الشيعة، قريب من المالكي الذي تمثل حكومته الطائفة الشيعية التي تعتبر هي الاكثرية بين عرب العراق. كما تقوم بالمحافظة على امن المالكي ميليشيا شيعية هي اشبه بجيش خاص دربته إيران.
في اليوم التالي لسيطرة "داعش" على الموصل الاسبوع الماضي، اعلنت الولايات المتحدة عن ارسال احدى حاملات طائراتها الى المنطقة، بهدف تقديم الدعم للجيش العراقي. إذ تحاول الولايات المتحدة بعد مغادرتها للعراق سنة 2011 الحؤول دون تفكك العراق وقيام دولة "جهادية" في قلب الشرق الأوسط.
فهل في امكان مجموع هذه المصالح الاستراتيجية تسهيل المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني التي استؤنفت في 16 حزيران؟ اعطى المشاركون انفسهم مهلة حتى 20 تموز للتوصل الى اتفاق من جزءين: التعهد بعدم الاستخدام العسكري للبرنامج النووي الإيراني؛ مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والمصرفية المفروضة على إيران.
حتى الآن ما تزال المفاوضات جامدة تماماً. ومن المعروف ان التوصل الى اتفاق في شأن المسألة النووية من شأنه ان يسمح بتطبيع العلاقات تدريجياً بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية. ومثل هذا الأمر سيكون عامل تهدئة بصورة خاصة في سوريا، وسوف يزيل الشرخ الذي نشأ، والحرب الباردة بين واشنطن التي تدعم الثورة السّنية ضد نظام بشار الأسد، وموسكو التي بمساعدة إيران تدعم الأسد.
وسيشكل ذلك أول تصدع في تشابك الصراع الذي يشهده الشرق الأوسط، وبصورة خاصة في الحرب الضارية الدائرة بين السّنة والشيعة التي تجتاح سوريا والعراق وبصورة اقل لبنان.
تدرك كل من الولايات المتحدة وإيران، انه لا مجال لاستقرار دائم في العراق من دون الاستقرار في سوريا، وانه يجب التحرك في البلدين معاً لانهما يشكلان جبهة واحدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم