الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كأس العالم 2014: منتخب الأسود الثلاثة وحلم التتويج بعد طول انتظار

شربل سابا
A+ A-

منتخب إنكلترا وحلم التتويج بعد طول انتظار


شهد العام 1966 تتويج منتخب إنكلترا بلقبه اليتيم في كأس العالم.
ومذاك الحين، جر الإنكليز ذيول الخيبة قرابة نصف قرن، حيث فشلوا في بلوغ النهائي مرة واحدة على الأقل رغم النجوم الكبار الذين مروا على منتخب الأسود الثلاثة.


ففي مونديال المسكيك العام 1986، خرجوا أمام الأرجنتين في دور الثمانية بفضل الهدف الذي أحرزه دييغو أرماندو مارادوانا بيده في مرمى شيلتون، ولكنهم أظهروا صلابة كبيرة بدليل تتويج مهاجمهم غاري لينيكر بلقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف.


وفي مونديال إيطاليا عام 1990، اعتقد كثيرون أن المنتخب سيذهب بعيداً وسط تواجد لينيكر، رايت، غاسكوين، وادل، روبسون، بيرس، بيرديسلي، بارنز وغيرهم. وبالفعل، بلغوا الدور نصف النهائي حيث واجهوا منتخب ألمانيا الغربية في مباراة قمة انتهت لمصلحة المانشافت بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وذلك قبل أن يسقط رجال "الراحل" بوبي روبسون أمام إيطاليا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.


بينما حلت الكارثة عام 1994 حيث فشل الإنكليز في بلوغ النهائيات عقب حلولهم في المركز الثالث خلف هولندا والنروج في المجموعة الثانية ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال الولايات المتحدة الأميركية. وتلك شكلت نكسة كبيرة لكرة القدم الإنكليزية، ما دفع بالاتحاد الإنكليزي إلى الإطاحة بالمدير الفني غراهام تايلور الذي حاول الانتحار نتيجة الضغوط الهائلة التي رزح تحتها.


إلى ذلك، وصل الإنكليز إلى مونديال 1998 في فرنسا محملين بآمال شعب بأكمله بغية تعويض ما فاتهم، إلا أن القدر تربص بهم في الدور الثاني حيث وقعوا بمواجهة عدوتهم الأرجنتين مرة جديدة (العداوة كبيرة بين البلدين بسبب الخلاف على جزر الفوكلاند). ورغم الهدف الخيالي الذي أحرزه اليافع مايكل أوين وقتذاك على ملعب"غوفروا غيشار"، نجح نجوم التانغو في أخذ المباراة إلى ركلات الترجيح التي مكنتهم من بلوغ دور الثمانية في مواجهة محمومة حبست أنفاس المشاهدين حتى الرمق الأخير وشهدت طرد دافيد بيكهام لاعتدائه على دييغو سيميوني (مدرب أتليتيكو مدريد الحالي).


ولكنّ ذلك لم يثبط من عزيمة الإنكليز الذين خاضوا غمار مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 بتشكيلة صلبة آمن كثيرون بقدرتها على تحقيق النجاح. وكان رجال سفين غوران إريسكون على الموعد، إذ ثأروا من الأرجنتينيين بهدف لدايفيد بيكهام نفسه في دور المجموعات، وتابعوا طريقهم بثبات ليضربوا موعداً لهم مع نجوم "السيليساو" في الدور ربع النهائي. وهناك، تقدموا في النتيجة عبر أوين قبل أن تتلقى شباكهم هدفين جاء الثاني بفعل خطأ فادح للحارس سيمان ما عنى مغادرتهم البطولة.


وفي مونديال 2006، أظهر منتخب الأسود الثلاثة علو كعبه على الأراضي الألمانية، ولكن سوء الحظ لازمه مرة جديدة وتحديداً في ركلات الترجيح والتي لطالما خذلت الإنكليز، حيث سقط في الامتحان أمام البرتغال في دور الثمانية، لتتوالى تالياً إخفاقات المنتخب في المحافل الدولية.


وبعدها بأربع سنوات (2010)، وصل منتخب إنكلترا إلى مونديال جنوب أفريقيا بتشكيلة مميزة جاءت مزيجاً من لاعبي الخبرة والشباب. ومع بلوغهم الدور الثاني، تواجهوا مع المانشافت في قمة مبكرة بحسب المراقبين. تأخر الإنكليز آنذاك بهدفين لهدف، حيث نجح فرانك لامبارد في تسجيل هدف لم يحتسبه حكم اللقاء رغم أن الكرة تجاوزت خط المرمى تماماً، لتتوتر تالياً أعصاب الإنكليز ما سمح للألمان بحصد انتصار عريض بأربعة أهداف لهدف وإقصاء كتيبة فابيو كابيلو من المسابقة الأسمى عالميّا.


وقبيل انطلاق مونديال البرازيل، ينشد الإنكليز تدارك الموقف وتقديم الأفضل في بلاد السامبا. ولا شك في أنهم قادرون على تحقيق طموحات جماهيرهم نتيجة تواجد نجوم كبار في التشكيلة أمثال لامبارد، روني وجيرارد، إذ تقع على كاهل هؤلاء مسؤولية كبيرة تتمثل بمساعدة اليافعين (ستيرلينغ، ستوريدج، شو، هندرسون...) لبلوغ أبعد مدى والارتقاء إلى مستوى التحدي. ولكن ما يقلق الجماهير الإنكليزية يتمثل في عدم وجود حارس مميز قادر على الذود عن عرين المنتخب، إضافة إلى إصابة أليكس أوكسلايد تشامبرلاين مؤخراً، حيث يرى الإنكليز في لاعب أرسنال محارباً صلباً في منطقة المناورات. كما أنّ الصحافة الإنكليزية وعشاق المنتخب لم يستغيثوا التعادل في المباراتين الوديتين أمام الإكوادور 2-2 وأمام هندوراس سلباً. ولكنّ المدير الفني روي هودجسون ثمّن أداء اللاعبين في هاتين المواجهتين مؤكداً أنهم ذاهبون إلى البرازيل لإظهار معدنهم الحقيقي.


هذا ويستهل الإنكليز حملتهم في كأس العالم 2014 بمواجهة إيطاليا في مباراة قمة قد تحدد مصيرهم فيما تبقى من عمر البطولة. ولكنّ التوقعات كبيرة في تحقيق النتائج المتوخاة، وذلك مرتبط بنجاح الطاقم الفني في إيجاد توليفة صلبة قادرة على المنافسة لإعادة البسمة إلى محيا الجماهير الإنكليزية بعد طول انتظار.


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم