الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كأس العالم 2014: منتخب ألمانيا: تاريخ مجيد وأصالة كروية

شربل سابا
A+ A-


الحق يُقال أن المانشافت أحد أبرز المنتخبات في تاريخ كرة القدم، و"الماكينات" الألمانية دائماً جاهزة للمنافسة.
كيف لا والبلاد التي شُطرت فيما مضى إلى نصفين أنجبت كماً هائلاً من النجوم سطروا تاريخا مجيدا لمنتخب بلادهم في المحافل الدولية.
فعلى مر الحقبات، نافس المانشافت على الألقاب القارية والعالمية حتى في أحلك الظروف.


حصد منتخب ألمانيا ثلاثة ألقاب في كأس العالم في أعوام 1954، 1974 و1990، فيما بلغ المباراة النهائية في أهم عرس كروي في سبع مناسبات كان آخرهاعام 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية.


نجوم كبار وضعوا بصمتهم على كرة القدم الألمانية وتركوا إرثاً كبيراً في الملاعب الخضراء من الصعب تجاهله، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: فريتز فالتر، الحارس الأسطوري سيب ماير، القناص غيرد مولر، القيصر فرانتز بكنباور، كارل هاينز رومينيغه، لوثر ماتيوس، بيار ليتبارسكي، الظهير الطائر أندرياس بريمه، الثعلب رودي فولر وغيرهم ممن نحتاج إلى أيام وأشهر لاستذكار إنجازاتهم وإبداعاتهم.


لا يقف الألمان عند سقوط أو هزيمة، بل إنهم يرون في أي خسارة كبوة جواد، وعزيمتهم تدفعهم لتخطي الصعاب واجتراح المعجزات. ولعل انتصارهم في نهائي مونديال العام 1954 على منتخب المجر المدجج بأبرز نجوم تلك الحقبة أمثال هيديكوتي، زولتان تشيبور وبوشكاش أبرز دليل على تكيف الألمان مع كل الظروف، وهم الذين تهاووا بثمانية أهداف لثلاثة في الدور الأول أمام المجريين... كما تقدم مباراتهم التاريخية أمام فرنسا في نصف نهائي كأس العالم عام 1982 دليلاً إضافياً على معدنهم الصلب. إذ تأخروا آنذاك 1-3 ما تسبب بضرب كبريائهم في الصميم، بحيث ارتقوا إلى القمة في مستواهم منزلين بالديوك هزيمة مدوية في ركلات الترجيح، حيث أظهر لاعبو المانشافت حينذاك عزيمة وإصراراً قلّ نظيرهما، وهو ما سمح لهم بحصد انتصار كان يبدو بعيد المنال أمام منتخب صلب يضم نجوماً كبار: ميشال بلاتيني، جان تيغانا، ألان جيريس، باتريك باتيستون، جان لوك إيتوري وغيرهم.


لن يستكين الألمان قبل حصد اللقب العتيد مرة رابعة ومعادلة رقم الآزوري، ومما لا شك فيه أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح. وبما خص الحقبة الحالية، فيبدو المانشافت بأبهى حلة تحت قيادة المدير الفني يواكيم لوف الذي نجح في الجمع بين عنصري الشباب والخبرة في تشكيلة أقل ما يقال عنها أنها قادرة على معانقة اللقب العتيد في بلاد السامبا. وسقوط الألمان في المربع الذهبي في آخر نسختين لكأس العالم رسخ الذهنية الألمانية القائمة على النهوض من رحم المعاناة، إذ يعد المانشافت حالياً بعبعاً لجميع المنتخبات كونه يضم نجوماً مميزين أمثال ميروسلاف كلوزه، لوكاس بودولكسي، شورله، ماريو غوتزه، توماس مولر وسواهم---


وهؤلاء قادرون على إعادة أمجاد كرة القدم الألمانية إلى سابق عهدها، وهذا ما يأمله عشاق المدرسة الكروية الألمانية والذين يرون في هذه التشكيلة امتداداً للأجيال السابقة التي أوصلت ألمانيا إلى القمة وجعلتها تتبوأ أعلى المراتب العالمية في عالم الكرة المستديرة. صحيح أن امتحاناً عسيراً ينتظر المنتخب الألماني في البرازيل كونه سيواجه منافسة شرسة من العديد من المنتخبات الكبيرة لعل أبرزها إسبانيا حاملة اللقب والبرازيل التواقة لحصد النجاح على أرضها وأمام جماهيرها بعد إخفاق 1950 أمام جارتها الأوروغواي. بيد أن المخاوف ليست مبررة بحسب العارفين بخبايا كرة القدم في ألمانيا، إذ تتيح المهارات المتوافرة في تشكيلة المدير الفني لوف مقارعة أي كان وفي أي زمان ومكان، وهذا هو يردده عشاق المانشافت.


 


 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم