الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل يوافق عون على تسمية حرب الى الرئاسة ؟

المصدر: "النهار "
مي عبود ابي عقل
A+ A-

من يعرف رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" العماد ميشال عون جيدا، يدرك ان طموحه للعودة الى قصر بعبدا لا حدود له، ولن تقف في وجهه اي موانع، من اي نوع كانت، تجعله يتهاون في تحقيق هذا الحلم حتى اللحظة الاخيرة. ومع ذلك يراهن بعض الاوساط على ان الامور لا بد من ان "تستوي" يوما ما، ولا تستبعد ان يتم التوافق على مرشح الى المنصب الاول في الجمهورية اللبنانية، كحل لانهاء ازمة الاستحقاق الرئاسي.


ورغم ما يظهر من انسداد للافق امام اي حل لأزمة الاستحقاق الرئاسي، نتيجة تشبث كل طرف بموقفه ، الا ان الحراك السياسي قائم، والاتصالات لم تهدأ. ولفتت مصادرمرافقة لمجريات الامور الى حركة حثيثة لانجازه بأسرع وقت، رغم كل ما يحيط بالموضوع من صعوبات وعراقيل محلية واقليمية، لأن الوضعين الامني والاقتصادي يهددان بالانفجار، وهو الامر الذي لم تعد المظلة الدولية قادرة على تفاديه وتحذر منه ، وهذا ما اكدته زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى لبنان منذ يومين.


وتراهن هذه المصادر على ان العماد عون سيصل الى مرحلة يصبح فيها مقتنعا ان حظوظه في الوصول الى بعبدا اصبحت شبه معدومة، وأن انتظار رد الرئيس سعد الحريري طال ومن دون طائل، وبفعل ضغط القريبين والبعيدين الذين باتوا يحملونه شخصيا عرقلة الاستحقاق الرئاسي ومسؤولية تفريغ رئاسة الجمهورية، المنصب الماروني الاول في البلد، وهو الذي يقول انه الممثل الاول والاقوى للمسيحيين ، اضافة الى تقدمه في السن، كلها عوامل ستتضافر لتجعله يقرر الانتقال الى الخطة " ب" وتقضي بأن يسمي هو مرشحه الى الرئاسة.


وتكشف هذه الاوساط لـ "النهار" طرحا فريدا يجري تداوله بعيدا عن الاضواء، تمهيدا لعرضه على العماد عون ونيل موافقته، يعطي الارجحية لترشيح النائب بطرس حرب الى الرئاسة، عازية الامر، رغم غرابته، الى جملة اسباب موضوعية ابرزها:


- الجميع يعرف ان الهم الاساسي لعون هو اضفاء طابع التمثيل الشرعي لصهره جبران باسيل. فبعد اخفاقه مرتين بالوصول الى الندوة البرلمانية التي تعطي صاحبها صفة الممثل الشعبي لناسه ومحازبيه، وبعد تقديره انه ربما لن يتمكن باسيل مستقبلا، لسبب او لآخر، من ان يكون وزيرا في حكومة ما، لذلك بالامكان تأمين طريقه الى النيابة عبر ازاحة المنافس الاقوى في دائرته، وهو بطرس حرب.


- سبق ان اعلن سمير جعجع انه مستعد للتنازل عن ترشحه، اذا كان المرشح الآخر من "قوى 14 آذار"، وحرب ابرز هؤلاء. وهكذا يسقط ترشح جعجع، الشرط الذي ترفعه "قوى 8 آذار"، لعدم تعطيل النصاب والمشاركة في جلسة الانتخاب.


- ان بطرس حرب هو من المعتدلين والمستقلين في "قوى 14 آذار"، ولا يدور في فلك "القوات اللبنانية"، ولا يلتزم بكل قرارات "تيار المستقبل".
- بعد مقتل المشتبه به في محاولة اغتيال حرب في سوريا، زالت عقبة كبيرة بينه وبين "حزب الله".


- حرب من المرشحين الدائمين لرئاسة الجمهورية، ولديه تمثيل شعبي قوي في دائرته، ويتمتع باحترام شريحة كبرى من المسيحيين، وهي من المعايير الاساسية التي يطرحها عون للترشح الى الرئاسة.


انه احد السيناريوهات التي يعمل عليها طباخو التسوية الرئاسية، ومكونها الاساسي العماد عون، فهل يقبل بترشيح بطرس حرب، لتنضج ويأكل لبنان من صحن الدستور؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم