السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

شو عاملين الليلة؟!

المصدر: "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
A+ A-

في كل يوم يسأل شباب لبنانيون عن المخططات عند حلول المساء. وفي فصل الصيف يتوجه معظمهم للسهر في ربوع العاصمة الساحرة، فيقصدون الملاهي الليلية برفقة اصدقائهم لتمضية وقت ممتع. من بيروت الى جونية فجبيل وصولا الى البترون، تكتظ الطرق برواد السهر، وتزداد الزحمة في شكل كبير يومي الجمعة والسبت.


جالت "النهار" في شوارع بيروت في الأسبوعين المنصرمين، لتفقد هؤلاء الشباب الذين زادت وتيرة توافدهم الى اماكن السهر، ما يتسبب بزحمة سير خانقة تبدأ منذ الثامنة مساء من وسط بيروت لتمتد احيانا الى منطقة الدورة.
يتوزع الشباب على ملاهي بيروت، الموسيقى تصدح من كل حدب وصوب، شبان وشابات يتوافدون ويسارعون لحجز زاوية في ملهى من الملاهي المنتشرة. أمام مبنى "النهار" حيث الملهى الليلي في الطبقة الاخيرة، جموع غفيرة تقف في صف طويل بانتظار دورها للدخول. شاب يعانق فتاته ينتظر اشارة تسمح لهما بالدخول، وآخر يقف وحيدا يتواصل واصدقاءه عبر "الواتس اب" ويخبرهم انه وصل. مجموعة اخرى غير ابهة لوقوفها مطولا، تضحك وتستمتع بالموسيقى التي تصل اصداءها الى ساحة الشهداء.
في وقت ينتظر هؤلاء اشارة الدخول، قررت مجموعة من الشباب التوجه الى "اوروغواي ستريت"، حيث العشرات من الملاهي. مروا بحديقة سمير قصير المزدحمة برواد السهر الذين لم يجدوا مكاناً في الملاهي الموزعة يميناً ويساراً في الشارع. ضوضاء الموسيقى المتنوعة والصادرة من كل ملهى تملأ الشارع المزدان بألوان مختلفة.
اختارت المجموعة احد الملاهي. المكان مكتظ والهواء شبه منقطع، كل شخص اختار مشروبه المفضل، وبدأ تاثير الكحول يظهر مع كل ضحكة ورقصة. اكتظاظ المكان وانضمام بعض الاشخاص اليهم اجبرهم على الانتقال عند الحادية عشرة ليلا الى ملهى اخر.
اكتظاظ هذا الشارع بالرواد، اجبر مالكي الملاهي على التوسع حتى وسط الشارع، تلك المجموعة التي ارتفع عدد افرادها انتظرت النادل المنشغل بطلبات الزبائن الكثيرة، حتى أمن لهم طاولة خارج حدود الملهى ليكملوا سهرتهم في الهواء الطلق.


الوافدون الى بيروت اكثر من "المسربين". الجالسون في الملاهي يرقصون حتى المارون الذين يبحثون عن مكان لهم يرقصون. يلاحظ اي مار في هذا الشارع، حب اللبنانيين لحياة الليل، فاذا لم يأت مع صديقته، انضم الى مجموعة من الاصدقاء واذا كان وحيدا يعثر على رفيق او رفيقة لتمضية الليل برفقته.
رواد هذا الشارع مختلفون، هذا من اتى على سجيته، وهناك مجموعة ارتدت ملابس تناسب المكان، وحدهن الفتيات اللواتي يرتدين اجمل ما عندهم للفت الانظار، ودعونا لا ننسى المكياج والشعر والعطر الذي يختلط في أجواء الملاهي.
يقول أحد المستثمرين في أحد مقاهي الشارع موريس لـ"النهار" ان الحركة السياحة في مقاهي بيروت مزدهرة منذ بدء فصل الصيف، مشيراً الى أنه لا يمكن مقارنة الوضع بالسنوات القليلة الماضية، "الوضع في تحسن"، متوقعاً ان تكون "الصيفية حلوة".
ويلفت الى أن كثافة الزبائن التي يشهدها الشارع في الأسبوعين الماضيين كانت مفاجئة، ويشرح أن الزبائن الذين يتوافدون الينا يستمتعون "بالجو العام" والأهم أنهم يعتبرون هذا المكان آمناً مقارنة بمناطق أخرى، ويضيف أن تحسن الوضع الأمني ساهم في تحسن السياحة الليلية على نحو ملحوظ، لافتاً الى أن السياح عادوا الى لبنان ويتوافدون بكثرة الى الشارع للاستمتاع بعالم بيروت في الليل.


يعزو موريس سبب زحمة الملاهي في "الاوروغواي" الى ان الأسعار تعد مقبولة مقارنة مع أسعار المرطبات والكحول والطعام الذي تقدمه الملاهي الكبيرة. ويعد الشارع الأشهر في وسط بيروت في عالم السياحة الليلية، وهو افتتح منذ نحو السنتين وانطلق معه أسلوب جديد للشباب لتمضية الوقت والاسترخاء في ظل أجواء أنيقة والديكور الذي تحيط به الأبنية القديمة التي رممت في وسط بيروت. 
يجلسون لساعات لاحتساء الكحول فتلك هذه المجموعة لا تزال جالسة في مكانها تستمتع بوقتها وبالموسيقى الصاخبة. تبادر احدى الفتيات من  المجموعة الى طلب الحساب لانها تشعر بالتعب، طبعا لم يعجب الامر رفاقها. فبعد دفع المال، تاهبت المجموعة للمغادرة احدهم فضل البقاء لعل وعسى ان يلتقي باحدهم او احداهن خصوصا تلك الفتاة الجالسة برفقة اصدقائها في الملهى نفسه. اما المجموعة فتوجهت حتى اسفل مبنى "النهار" ودعت الفتاة اصدقاءها البعض غادر الى البيت، وهناك من قرر مواصلة سهرته برفقة مجموعة اخرى كانت قد طلبت منه الانضمام اليها عبر "الواتساب" في الطبقة الاخيرة من مبنى "النهار"، فـ"cheers"!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم