الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فستان ريهانا طبعاً

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

لن أتردّد في الخيار.


أصلاً، لا تجوز المقارنة بين فستان ريهانا وأيّ عريٍ آخر.
فهل تجوز المقارنة، إذا كان ثمة عريٌ يومئ – يا للطامة الكبرى - إلى ثوب السياسة اللبنانية العاري، الذي يخدش كلّ حياء ويدعو إلى البغاء العلني الرخيص؟!
أنظر إلى السياسة اللبنانية، فلا أرى سوى العري العاهر. لا ورقة تين واحدة، يا جماعة، تستر هذا العري!
أنظر إلى ثوب ريهانا، فلا أرى سوى يد الخلق.
فاسمحوا لعينيًّ بأن تهرعا إلى فستان ريهانا. فأنا مع الفستان هذا، علناً، وعلى سنّ الرمح، وقلباً وقالباً.
بل يا ليته، هذا الفستان، كان أكثر شفافية وعرياً. وكما خلقتني يا ربّ.
جمال هذا العري المتحرّق لا يتحمّل أيّ خطأ. كما لا يتحمّل أن يُلقى عليه أيُّ ثوب، وإن يكن ثوباً شفّافاً.
كالعري الذي يشبه خطأ الهواء. ويوازيه تنفّساً.
هل ثمة، يا سيدات يا سادة، عهرٌ في تنفّس الهواء وخطاياه؟!
ليس فيه عيبٌ، فستان ريهانا هذا.
كالموسيقى إذ تصعق مَن يراها.
هل من عجبٍ في أن يصعق جسدُ الموسيقى كلَّ مَن يراه!
اللهمّ إني أشهد: لقد رأيتُ الموسيقى. وجسدها.
ويا ليت ريهانا كانت تخطر وحدها، عندما ذهبت إلى تسلّم الجائزة.
ويا ليت ثوبها كان يقود خطاه في اتجاه حياتنا، الآن وهنا.
ألا نستحقّ عرياً فائقاً يعيدنا إلى الهواء الحرّ اللذيذ؟!
ألاّ نستحقّ عرياً يذكّرنا بالخلق والإبداع والحرية؟!
وهل كثيرٌ، عندما نرى فستاناً كهذا، أن ننتمي إلى عري هذا الفستان؟!
فكيف إذا كنا نعيش في سجن عرينا السياسي الرخيص؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم