الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أتوا من سوريا وذهبوا اليها... لينتخبوا!

المصدر: "النهار"
سابين عويس
A+ A-

من المفارقات اللافتة التي طبعت الانتخابات الرئاسية في سوريا التي بدأت الأربعاء الماضي للسوريين المقيمين خارج سوريا، واستكملت اليوم للسوريين داخل سوريا، ما شهدته المعابر بين لبنان وسوريا.


ففي حين نقل شهود عيان حركة باصات كثيفة بدأت منذ ساعات الصباح الاولى الأربعاء الماضي على النقاط الحدودية في طريقها من سوريا الى بيروت، وتحديدا الى منطقة اليرزة، حيث مقر السفارة السورية للاقتراع لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد المرشح لولاية رئاسية ثالثة، سجلت الحركة عينها صباح اليوم، وإنما في الاتجاه المعاكس حيث توجه السوريون من مختلف المناطق اللبنانية في اتجاه بلداتهم من اجل ممارسة حقهم في الاقتراع.
في خلاصة المشهد الانتخابي السوري، ان القنبلة الموقوتة التي كانت موضع تحذير وتنبيه من مخاطر انفجارها انفجرت عمليا، وبدا واضحا ان ورقة الضغط التي شكلها ملف اللاجئين للحكومة على مدى العامين الماضيين، في سبيل جمع المساعدات الدولية تحولت اليوم الى يد النظام السوري الذي نجح في استغلال ملف اللجوء على رغم ابعاده الاجتماعية والإنسانية لخلفيات سياسية.
ولم تكن خطوة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مدعومة لاحقا بقرارات اللجنة الوزارية المكلفة ملف اللاجئين أمس بإقامة مخيمات، وحصر اللاجئين بمناطق محددة الا ردا على عملية الاستغلال السياسي التي تجلت في العملية الانتخابية.
في القراءة السياسية لنتائج المشهد الانتخابي على الساحة اللبنانية خلاصتان:
- الاولى، ان النظام السوري أكد قدرته على التحكم بالساحة اللبنانية رغم خروج الجيش السوري من لبنان في 2005.
وساعد في ذلك التحالف المتين على المحور السوري الإيراني و"حزب الله".
- الثانية، ان تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية الى ما بعد الانتخابات السورية المحسومة النتائج، سيعيد الأسد لاعبا أساسيا على الساحة اللبنانية وناخبا بارزا الى جانب الحليف الايراني، ليس على صعيد الرئاسة الاولى، بل على صعيد اعادة رسم المعادلة السياسية التي ستحكم البلاد مستقبلا واولويتها لن تكون في الاستحقاق الرئاسي بل بالانتخابات النيابية المقبلة. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم