الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

انتخاب السيسي وفوز الأسد نهاية الربيع العربي

المصدر: ("معاريف"، 30/5/2914)
A+ A-

طالما كانت التوقعات في الشرق الأوسط عملاً خطيراً. لكن رغم ذلك فقد حملت احداث هذا الاسبوع النهاية غير الرسمية لمرحلة الربيع العربي. قد يكون من السابق لأوانه نعي الثورات في الشرق الأوسط، لكن الانتخابات التي جرت في مصر والتي ستجري الاسبوع المقبل في سوريا تظهر بان الدائرة بدأت تنغلق، وأن الجيش والمؤسسة القديمة الحاكمة سيعودان الى الحكم في مصر من خلال عبد الفتاح السيسي في مصر، وأن بشار الأسد سيبقى رئيساً للدولة رغم ان الحرب الأهلية ليست قريبة من ان تنتهي. والواضح ان العديد من المواطنين السوريين ملوا سفك الدماء والمنظمات الجهادية، وان المواطنين المصريين تعبوا من الفوضى ويريدون الهدوء والاستقرار الذي وعدهم بهما السيسي.
في المقابل، حدثان مهمان وقعا في المحيط القريب من إسرائيل: مغادرة الرئيس ميشال سليمان قصر الرئاسة وفشل البرلمان في انتخاب بديل له. واقتراب "حماس" و"فتح" من تشكيل حكومة وحدة وطنية.


اصبح من الصعب الآن التعاطي مع لبنان بوصفه دولة مستقلة. فمشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا حطمت جميع القواعد السياسية المعروفة في لبنان، وتحول الحزب الآن الى حامي بشار الأسد ومنقذه ومخلصه.
احدث قتال "حزب الله" على الاراضي السورية تغييراً حقيقياً في عمله. فحتى الحرب الاهلية السورية عُرف الحزب كتنظيم يعتمد اساساً على قدراته الصاروخية ضد إسرائيل. أما الآن، فهو بات خبيراً بهجمات قوات المشاة والمناورة، ومن شأن هذه الخبرة ان تساعدة في حربه المقبلة ضد إسرائيل. وفي خط مواز يعمل الحزب على تطوير ترسانته الصاروخية ورفع مستوى دقتها وقوتها وتخزينها في منازل سكان القرى والبلدات الجنوبية.
لن الصداقة بين سوريا و"حزب الله" هي اشبه بحلف دم وليس هناك شيء مجاني. فالمطلوب من بشار الأسد أن ينقل افضل الوسائل القتالية التي يحصل عليها من الروس الى الحزب وان يسمح للحزب ان يفعل ما يراه مناسباً على جبهة هضبة الجولان. وبالنسبة لإسرائيل المقصود الآن جبهة واحدة في الجولان والحدود اللبنانية، يضاف الى ذلك منظمات الجهاد العالمي. لكن الخبر الجيد بالنسبة لإسرائيل حتى الآن ان "حزب الله" سيواصل غرقه في حرب أهلية ليست حربه، وهي حرب طويلة ومضرجة بالدماء.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم