السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الانتخابات المصرية: فوز مضمون للسيسي

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يختتم الاقتراع في انتخابات رئاسية نتيجتها شبه محسومة لصالح وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الذي اطاح الرئيس الاسلامي محمد مرسي فيما بدت السلطات قلقة من ان تأتي نسبة المشاركة، الرهان الوحيد في هذه الانتخابات، ادنى من المأمول.


واعلن رئيس الوزراء المصري ابرهيم محلب على تلفزيون الدولة في ساعة متأخرة مساء الاثنين انه سيتم اعتبار الثلثاء عطلة رسمية في القطاع الحكومي والمصارف لتشجيع الناخبين على التوجه الى مراكز الاقتراع كما دعا القطاع الخاص الى "التيسير على المواطنين" ليتمكنوا من المشاركة في الانتخابات.


كما قررت اللجنة العليا للانتخابات تمديد الاقتراع ساعة اضافية في مراكز الاقتراع لتغلق في الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي (19,00 تغ) بدلا من الساعة 21,00 (18,00 تغ).


ويواجه السيسي الذي اطاح مرسي قبل 11 شهرا وشن حملة قمع واسعة ضد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مكتسبا بذلك شعبية كبيرة، منافسا وحيدا هو القيادي اليساري حمدين صباحي.


وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيسي في هذه الانتخابات التي يريد السيسي ان يجعل منها دليلا على شعبيته الكبيرة وعلى شرعيته التي تشكك فيها جماعة الاخوان المسلمين.


وطلب السيسي نفسه الجمعة من المصريين التصويت بكثافة. وقال في مقابلة تلفزيونية "عليكم النزول الان اكثر من اي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله انكم 40 او 45 (مليونا) وحتى اكثر" في حين يبلغ اجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر قرابة 54 مليونا.


ورغم ان العديد من المراقبين يقولون ان الاقبال كان متوسطا الاثنين الا ان المتحدث باسم وزير الداخلية هاني عبد اللطيف قال في تصريح لقناة التحرير الخاصة انه "حسب التقديرات الامنية فان قرابة 16 مليون ناخب اقترعوا" في اليوم الاول للانتخابات.


وكانت اعداد قليلة من الناخبين تقف امام بعض مراكز الاقتراع في القاهرة عند فتح ابوابها مجددا صباح الثلاثاء، بحسب صحفي من فرانس برس.
واكد اكثر من ناخب انه جاء للتصويت للسيسي.


وقال كمال محمد عزيز وهو مهندس في الثالثة والستين من عمره ان اعطى صوته لوزير الدفاع السابق "لاننا بحاجة الى قبضة حديدية من اجل اعادة الامن وبدون الامن لن يكون هناك خبز".


وتغطي صور السيسي جدران العاصمة منذ اشهر عدة. وهو يعد بالنسبة لغالبية من المصريين الرجل القوي القادر على اعادة الامن والاستقرار للبلاد بعد ثلاث سنوات من الفوضى والاضطرابات ادت الى تدهور الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وارتفاع نسبة البطالة.


لكن خصومه يقولون انه مع انتخابه المتوقع سيكرس الجيش سيطرته على السلطة التي استعادها مع اطاحة مرسي بعد عام على توليه الرئاسة ارتكبت خلاله جماعة الاخوان اخطاء اثارت غضب المصريين ضده.


ويقوم الاتحاد الاوروبي ومنظمات حقوقية مصرية بمراقبة الانتخابات التي تعد الاستحقاق الثاني في خريطة الطريق التي اعلنها الجيش مع عزل مرسي في تموز الفائت والتي يفترض ان تنتهي بانتخابات تشريعية في الخريف المقبل.


ودعا الاخوان الى مقاطعة الانتخابات التي يعتبرونها باطلة لانها جاءت نتيجة "انقلاب" السيسي على مرسي المنتخب ديموقراطيا.


وتشهد البلاد حملة تعبئة واسعة من اجل تحفيز الناخبين على المشاركة. وتذيع التلفزيونات الخاصة والعامة منذ ايام اغاني وكليبات قصيرة تدعو المصريين الى "النزول" يومي الانتخابات.


وانضمت مؤسسة الازهر الى هذه الدعوة. وقال الامام الاكبر شيخ الازهر احمد الطيب ان "التقاعس عن المشاركة في التصويت عقوق للوطن". واضاف في ما سماه "نداء الازهر الشريف الى الشعب المصري" انه يدعو "كل مصري ومصرية الى تلبية نداء الوطن بالمشاركة والنزول للادلاء باصواتهم في الانتخابات".


ومنذ عزل مرسي، شنت السلطات حملة قمع ضد انصار مرسي اوقعت 1400 قتيل على الاقل بحسب منظمة العفو الدولية، كما تم توقيف 15 الفا آخرين.
وقالت منظمة العفو الدولية الاثنين ان الانتخابات لا تمحو عشرة اشهر من انتهاكات حقوق الانسان في مصر واضافت ان "شركاء مصر مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لا يجب ان يعتبروا الانتخابات ضمانة لاستئناف العلاقات مع مصر كأن شيئا لم يحدث".


في المقابل قتل نحو 500 من افراد الجيش والشرطة في اعتداءات مسلحة ضد قوات الامن عبر البلاد، بحسب الحكومة.


ومع استمرار تلك الهجمات بات غالبية المصريين يعولون على السيسي لاعادة الامن والاستقرار الى البلاد التي تعاني من تراجع للسياحة ومن نقص في النقد الاجنبي وارتفاع في معدلات البطالة والتضخم وانحسار للاستثمارات الاجنبية.


بالمقابل، يقدم القيادي اليساري حمدين صباحي نفسه باعتباره المرشح المعبر عن مبادئ واهداف ثورة 25 يناير التي عكسها شعارها الرئيسي "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة انسانية".


وصباحي، الذي اكد انه قرر الترشح بناء على إلحاح الشباب الذين يخشون عودة نظام حسني مبارك الاستبدادي، لعب دورا مركزيا في جبهة الانقاذ الوطني التي تشكلت في تشرين الثاني 2012 لمعارضة مرسي ونظمت تظاهرات واحتجاجات عديدة ضده مهدت لخروج الملايين في 30 حزيران الماضي للمطالبة برحيله.


واعلن العديد من النشطاء السياسيين البارزين من بينهم علاء عبد الفتاح انهم سيصوتون لصالح صباحي لانهم يعتقدون ان حكم السيسي سيكون عودة الى عهد مبارك. وقررت مجموعات شبابية اخرى مقاطعة الانتخابات وبينها حركة 6 ابريل التي شاركت في طلاق الدعوة للثورة على مبارك في 2011.
من جانبها، نددت حملة صباحي في بيان مساء الاثنين بحصول "انتهاكات عديدة" في اليوم الاول للتصويت من ضمنها توقيف احد اعضائها في القاهرة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم