الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تعذر انتخاب رئيس للجمهورية دليل على أزمة النظام اللبناني

المصدر: (بن هوبارد، "النيويورك تايمس"،24/5/2014)
A+ A-

يوم السبت الماضي كان اليوم الاخير للرئيس سليمان قبل مغادرته قصر الرئاسة تاركاً وراءه فراغاً سياسياً جراء فشل القوى السياسية اللبنانية في التوصل الى اتفاق بشأن هوية الرئيس المقبل.
ان شغور منصب رئاسة الجمهورية هو آخر ازمة يعانيها النظام اللبناني الهش الذي يستند إلى مجموعة توافقات بين القوى السياسية والطائفية في البلد وكذلك بين القوى الخارجية الداعمة لها. ويبدو ان التوصل الى هذا التوافق اصبح امراً صعباً في السنوات الاخيرة مع الانقسام الحاصل داخل لبنان حيال الحرب في سوريا ووقوف جزء من اللبنانيين مع الرئيس بشار الأسد، ودعم الجزء الآخر للثوار الذي يسعون الى الاطاحة بنظامه. وقد تفاقم هذا الانقسام جراء قرار "حزب الله"، التنظيم الشيعي المسلح، ارسال مقاتليه لدعم الأسد والمساهمة في تأمين الحدود بين البلدين، الامر الذي زاد في حدة التوتر المذهبي وساهم في تعريض الاستقرار الداخلي اللبناني للخطر.
وقد المح الرئيس سليمان في كلمته الوداعية المتلفزة الموجهة الى اللبنانيين الى هذا الخلاف مقترحاً عدداً من الاصلاحات السياسية، وداعيا اللبنانيين الى توحيد صفوفهم والنأي بأنفسهم عن مشكلات الدول الاخرى. كما دعا سليمان "حزب الله" الى ابداء المرونة بشسأن تمسكه بسلاحه. ولوحظ عدم حضور اي ممثل عن "حزب الله" الحفل الوداعي الذي اقامه سليمان يوم السبت وكذلك غياب عدد من حلفاء الحزب.
من المنتظر أن تتحول صلاحيات رئيس الجمهورية الى الحكومة اللبنانية التي استغرق تشكيلها ما يقارب السنة بسبب عقبات مشابهة لتلك التي تعترض الآن انتخاب رئيس للجمهورية. ومن المفترض بالحكومة الحالية تنظيم اجراء الانتخابات لكن لبنان يحتاج اولاً الى قانون انتخابي جديد، ومن غير المعروف الوقت الذي سيستغرقه ذلك.
إن الشغور في منصب رئاسة الجمهورية يجعل المسيحيين الموارنة في لبنان من دون من يمثلهم في أعلى منصب سياسي في هذا البلد. واستناد الى اتفاق الطائف الذي انهى 15 عاماً من الحرب الاهلية والموقع سنة 2000، يجب ان يكون رئيس الجمهورية مسيحياً مارونياً، ورئيس مجلس النواب شيعياً ورئيس الحكومة سنياً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم