السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عون كان الخيار الاخير قبل شغور 1988

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-

على بعد ساعات من انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، نستذكر الايام الاخيرة لعهد الرئيس امين الجميل الذي مهّد لشغور في الرئاسة الاولى سبق اتفاق الطائف الذي لن تكون هذه الرئاسة بعده كما قبله. وفي حين يرى البعض ان شغور 1988 كان سبباً اساسياً لولادة اتفاق الطائف الذي سحب صلاحيات رئيس الجمهورية واعطاها للحكومة مجتمعة، يرى البعض الآخر ان تسليم حكومة عسكرية بقيادة ميشال عون كان الحل الافضل امام الرئيس الجميل وعدم تسليم البلاد لحكومة سياسية لا يمثل فيها المسيحيون بشكل كبير. فكيف عاش سيد القصر آنذاك الايام والساعات الاخيرة قبل تسليم السلطة الى عون؟


الوزير السابق والقيادي الكتائبي السابق كريم بقرادوني شبّه ما يجري اليوم بأنه تكرار للسيناريو الذي حصل في البلاد العام 1988 في نهاية عهد الرئيس الجميل. واعتبر في حديث لـ"النهار" ان "المارونية السياسية في تلك المرحلة فوجئت بالشغور الذي قد يحدث في الرئاسة، وهو امر لم تعتد عليه لذلك لم تدار الازمة بالطريقة الصحيحة". وأوضح بقرادوني ان الشغور الذي حصل في نهاية عهد الرئيس الجميّل هو الاطول والذي جلب المصائب على لبنان ورفع منسوب الاقتتال على الجبهات وفي الداخل المسيحي".
وعن الاسباب التي منعت حصول انتخاب رئيس للجمهورية حينها، قال انه "قبل ثلاثة ايام من نهاية العهد جاء المبعوث الاميركي روبرت مورفي الى لبنان بعد اجرائه محادثات مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وابلغ الرئيس الجميّل انه إما ينتخب مخايل الضاهر رئيساً للجمهورية وإما الفوضى". واوضح ان "الرئيس الجميّل كان اقل معارضة لانتخاب الضاهر وان المعارضة الاكبر جاءت من بكركي والدكتور سمير جعجع وقائد الجيش الذين اتفقوا على رفض هذا الحل واعتبروا ان الفوضى بدأت في لبنان منذ اعلان هذا الرفض".
وتابع بقرادوني ان "القوات اللبنانية هي التي نفذت الاتفاق الذي حصل بين المسيحيين على رفض الضاهر وعدم عقد الجلسة فمنعت وصول نواب المنطقة الشرقية للمشاركة في جلسة انتخاب الرئيس ووضع عناصرها حواجز على الطرق حالت دون وصولهم الى الجلسة". واضاف ان "ما جرى كان نتاج اتفاق بين الجميل وجعجع وعون الذي فضل ان يترك القرار السياسي للجميل وجعجع ويهتم هو بحماية خطوط التماس منعا لاي خرق للمنطقة الشرقية ".
ورأى ان "الرئيس الجميل كان ضمناً مع انتخاب الضاهر رئيساً وعدم الدخول في الشغور لكنه فضل عدم الدخول في مواجهة مع الجبهة اللبنانية وظهر ذلك في الموقف الذي اعلنه مستشار الرئيس جوزيف بو خليل في الاجتماع الذي دعا اليه الرئيس الجميل القيادات المارونية كافة في بعبدا، وقال فيه "ان انتخاب الضاهر افضل مئة مرة من الدخول في الشغور، وجاء الموقف متناغما مع الموقف الوحيد الذي صبّ في هذا الاتجاه واطلقه النائب خاتشيك بابيكيان حينها". واشار الى ان "الموقف المتشدد حينها كان لقائد القوات سمير جعجع الذي رفض انتخاب الضاهر تحت اي ظرف وتحت الضغط السوري الاميركي".


ولفت الى ان "الرئيس الجميل لم يرد تسليم السلطة لحكومة لا يمثل فيها الموارنة كما يجب وحاول ان يقنع الرئيس شارل حلو فرفض وحاول مع النائب بيار الحلو الذي رفض بدوره، ولم يبق امامه سوى خيارين اما الشغور او الاستعانة بتجربة الرئيس بشارة الخوري وتعيين قائد الجيش رئيسا لحكومة انتقالية للتحضير لانتخاب رئيس للجمهورية". وحينها، "اقال الحكومة وفق الدستور وعيّن قبل ساعتين من انتهاء العهد ميشال عون رئيسا لحكومة عسكرية". وفي المقارنة مع ظروف اليوم، رأى يقرادوني ان "الوضع افضل من قبل لأن الحكومة تضم معظم الشرائح اللبنانية وقادرة على ادارة الشغور الذي قد يحصل ليس كما حصل في نهاية عهد الرئيس الجميل".


اللحظات الاخيرة


في المقابل، اعتبر المستشار السياسي للرئيس الجميل، جوزيف بو خليل في حديث لـ"النهار" ان "الاسباب التي اوصلت لبنان في نهاية عهد الجميل الى الشغور هي نفسها التي نواجهها اليوم، والمتمثلة بالصراع وعدم قدرة الاطراف السياسية على الاتفاق ". وقال انه "لم يكن امام الرئيس الجميل حينها سوى خيار تشكيل حكومة عسكرية للتحضير لانتخاب الرئيس بعدما فشل في اقناع الرئيس شارل حلو والنائب بيار الحلو بترؤس حكومة مدنية".
ودحض بو خليل مقولة ان الرئيس الجميل رفض انتخاب رئيس للجمهورية قائلا ان "مورفي جاء من الشام وقال اما الضاهر او الفوضى فرفض المسيحيون جميعا ذلك علما اننا لم نكن ضد الضاهر لكننا ضد الطريقة التي طرح فيها ففضلنا الفراغ".
وعن منع "القوات" النواب التوجه الى الجلسة لانتخاب الضاهر، تساءل: "اليس الامر نفسه ما يحصل اليوم، واليس التعطيل منعا لانتخاب الرئيس والتصويت بالورقة البيضاء اليس منعا ايضا؟".
واشار بو خليل الى ان الرئيس الجميل سعى حتى اللحظات الاخيرة لمنع دخول البلاد الى الشغور، قائلاً ان "الجميل توجه الى الشام ليبحث عن مخرج لانتخاب الضاهر مع الرئيس حافظ الاسد، وهو ان يصطحب الضاهر الى بكركي حيث تكون القيادات المسيحية مجتمعة ويعلن ترشيحه وتتم الموافقة على ذلك، لكن خلال الاجتماع مع الاسد تبلغ الاخير ان اجتماعاً يعقد في هذه الاثناء بين جعجع وعون في وزارة الدفاع، فقال الاسد: لم تعد هذه "الحركات" تنفع معنا، فتوقفت المبادرة".
وعن خيار عون لحكومة انتقالية، اشار بو خليل الى انه "بعد تعذر تسليم السلطة لحكومة سياسية مطعون فيها من قبل المسيحيين، لم يعد هناك سوى خيار الحكومة العسكرية الذي لجأ اليه الجميّل قبل دقائق من انتهاء المهلة، لكن الجميّل سلم السلطة لعون للتحضير لانتخابات رئاسية وليس ليحكم او يبقى هو في السلطة ولا يجري انتخابات رئاسية او يجري انتخابات تأتي به رئيساً".


[email protected]


twitter: @farajobagi


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم