الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اليونان الى انتخابات محلية تشكل اختباراً قبل الانتخابات الأوروبية

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يتوجه اليونانيون الى صناديق الاقتراع في الدورة الاولى من انتخابات محلية يراها التحالف الحاكم بين اليمين والاشتراكيين بزعامة انطونيس ساماراس اختبارا في منتصف الولاية، في مواجهة حزب سيريزا اليساري المتشدد، ومقياسا سياسيا قبل الانتخابات الاوروبية.


ودعي عشرة ملايين شخص الى انتخاب 325 رئيس بلدية و13 رئيسا اقليميا، لكن الانظار كلها متجهة نحو اللون الذي سيطغى على الخريطة الانتخابية: الازرق العائد للحزب المحافظ بزعامة رئيس الوزراء او الاحمر العائد لحزب سيريزا بقيادة الكسيس تسيبراس.
وتعود اخر مواجهة بين الحزبين الى الانتخابات التشريعية في حزيران 2012 التي جرت في مناخ متوتر بسبب احتمالات خروج اليونان من منطقة الأورو.
وراى اليسار المتشدد الذي بلغت شعبيته في تلك الفترة اقل من نسبة 5 في المئة من الاصوات، نفسه يحتل الموقع الثاني في البلد مع 27 في المئة من الاصوات وراء حزب الديموقراطية الجديدة (يمين) مع نسبة 30 في المئة.
وبعد مرور سنتين، اختفى شبح الافلاس ويفترض ان يطوي البلد في الاشهر المقبلة صفحة ستة اعوام من الانكماش الاقتصادي، لكن استمرار انتهاج سياسة تقشف صارمة والارتفاع في معدل البطالة الى اكثر من 26 في المئة أثرا سلبا على رصيد ائتلاف انطونيس ساماراس الذي يتولى الحكم مع الاشتراكيين.
واعتبر توماس غيراكيس مدير معهد مارك للاستطلاع ان "تصويت اليوم قائم على خصائص محلية لكنه في العمق اختبار قوة بين الذين يتساهلون حيال سياسة الحكومة والذين ياملون في توجيه رسالة احتجاج".
وفي حال تركز التصويت المحلي على الثنائية بين حزب الديموقراطية الجديدة وسيريزا، فان منافستهما الحادة في استطلاعات الراي، في حدود 20 في المئة من الاصوات، تشهد ايضا على تشتت المشهد السياسي اليوناني بعد عقود من الثنائية الحزبية.
وقبل انفجار ازمة الديون في نهاية 2009، جمع المحافظون والاشتراكيون في حزب باسوك نحو 80 في المئة من الاصوات. وشهدت هذه الانتخابات البلدية والاقليمية ازديادا كبيرا في عدد المرشحين المستقلين.
وفي ابرز مدينتين في البلد، اثينا وتيسالونيكي، هناك مرشحان بارزان يخوضان الانتخابات بصفة حرة، هما جورج كامينيس ويانيس بوتاريس على التوالي، وانتخبا في 2010 بدعم يسار الوسط، ويتقدمان بشكل كبير على خصومهما.
وبين المرشحين لرئاسة بلدية اثينا، هناك ايضا ايلياس كاسيداريس النائب والمتحدث باسم حزب النازية الجديدة "الفجر الذهبي" الذي يتهمه القسم الاكبر من نواب الحزب بالمشاركة في "تنظيم اجرامي" على اثر عمليتي قتل نسبتا الى اعضاء في الفجر الذهبي.
واشارت استطلاعات الى حصوله على اكثر من 10 في المئة من نيات التصويت، في المرتبة الرابعة، واختار اعلانا انتخابيا يظهر فيه مقيد اليدين ومحاطا بشرطيين اثناء توقيفه في ايلول. 
وحزب سيريزا في اثينا يعمل على ان يكون حاضرا في الدورة الثانية. هذا ايضا هدفه في تسع من المناطق اليونانية الثلاث عشرة.
والانتصار الكبير لليسار المتشدد سيكون في الفوز بمنطقة اثينا التي تضم لوحدها 30 في المئة من الجسم الانتخابي مقابل الرئيس الحالي الذي يدعمه الاشتراكيون في حزب باسوك (الذي اصبح اسمه "اوليفييه").
وفاز باسوك في ثماني مناطق من اصل 13 قبل اربعة اعوام. ومنذ ذلك الوقت، انكفأ الحزب وبات يتمتع بتاييد نسبة تقارب 5 في المئة من نيات التصويت. والمجال الذي ترك فارغا يثير الاطماع وخصوصا اطماع حزب "تو بوتامي" الجديد الذي اطلقه احد مقدمي البرامج التلفزيونية المعروفين قبل بضعة اسابيع.
وفي الاسبوع الاخير من الحملة الانتخابية، زاد اليسار والمحافظون من هول الرهانات، مستعيدين بذلك اللهجات التي كانت سائدة في حزيران 2012.
واذ وصف حزب سيريزا بانه "حزب الازمة"، اعتبر انطونيس ساماراس الجمعة ان "سبب وجوده" سيختفي قريبا لانه "يمثل المأزق الذي نخرج منه" ويسعى وراء "الااستقرار" السياسي.
ولم يخف الكسيس تسيبراس ابدا انه ينظر الى الانتخابات المحلية التي تصادف الدورة الثاانية منها مع الانتخابات الاوروبية، على انها وسيلة نحو احتمال تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة.
وهذا ما يشكل مأزقا قد يثير لامبالاة عد كبير من الناخبين ذلك ان المحللين يتوقعون امتناعا عن التصويت كما حصل ابان الانتخابات المحلية السابقة، إذ قاربت نسبة الممتنعين الـ 60 في المئة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم