الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الطبيعة تكره الفراغ...و"التمديد أقل سوءاَ"!

علي منتش
A+ A-

في ظل اقتراب المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من الانتهاء في 25 ايار المقبل، تشعر فئات كبيرة في المجتمع بالحاجة للتحذير من نتائج الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، ليس لأن المواطنين غير معتادين على الفراغ الدستوري، او ان معيشتهم اليومية ستتأثر، وانما للتأثير العميق لمفهوم الفراغ على بنية الدولة والنظام. في الآتي، نعرض لأراء السيد جعفر فضل الله، الكاتبة كلوديا مرشليان والمحلل النفسي شوقي عازوري في الازمة القائمة وارتداداتها.


فضل الله: مواصفات جامعة


يرى السيد جعفر فضل الله ان "النظام اللبناني قائم على صيغة تفرض ملء كل ما يشغر من مراكز في الدولة ، ما يحتم ان يكون ملء الفراغ تلقائياً".
ويقول فضل الله في حديث لـ"النهار": "ان الفراغ المؤسساتي ناتج عن طبيعة المرحلة الماضية، اذ اننا لم نستطع الخروج منها فاصبح الفراغ عرفا، والمسؤولون ينتظرون الاشارات الخارجية والتطورات في المنطقة من اجل القيام باختيار رئيس. هذا مع اعتقادي انهم قادرون نظرياً على تمرير الاستحقاق الرئاسي من دون وصايات خارجية، الا ان المشكلة في الارادة التي ليست في هذا الاتجاه على ما يبدو".
ويشير فضل الله الى قاعدة واضحة: "الطبيعة تكره الفراغ فاذا لم تملأه انت، سيملأه غيرك، لذا فاذا لم نقم بانتخاب رئيس وفقاً لمصالحنا، فان غيرنا في الخارج سيملأه وفق مصالحه".
ويعتقد انه "اذا استندنا الى احصاءات علمية في الشارع يمكن الوصول الى معايير مشتركة حول مواصفات الرئيس الذي يريده اللبنانيون".
ويلفت فضل الله الى انه " على اللبنانيين وضع خطوط حمراء لانفسهم، كالميثاق والعيش المشترك والحريات الاعلامية، ولا يجب ان يحولوا خوفهم من ان تضرب الصيغة اللبنانية في حال حصول الفراغ الى واقع".


مارشليان: انتظار مفتوح


تعتبر الكاتبة كلوديا مارشليان ان "الفراغ هو اسوأ ما يمكن ان يحصل، لكن كما يبدو لا شيء يبشّر بحصول الانتخابات الرئاسية في موعدها، وهذا يعني اننا نتجه نحو الفراغ".
وتشير مارشليان الى ان "الجميع يتحمل مسؤولية الفراغ ، والجميع ينتظر تطورات الخارج لتنعكس على اختيار الرئيس المقبل، وتاليا فالاستحقاق الرئاسي يتجه الى التدويل كما العادة".
وترى ان "البلد بلا رئيس، كالمؤسسة بلا مدير، والبيت بلا أب، لا نفهم لماذا هذا الاستهتار، الفراغ يهدد الصيغة التي تُهدد كل يوم اساساً".
وتأسف مارشليان على "النواب الذين انتخبوا ولا يحضرون جلسة إنتخاب الرئيس، فكيف من الممكن لنائب ان يأتي الى المجلس ولا يدخل الجلسة؟ اليست هذه وظيفته اساساً؟".
وتؤكد الكاتبة انها "ضد الفراغ وضدّ التمديد في آن"، لكن "يبقى التمديد اقل سوءاً"، في رأيها.


عازوري: الاقوى هو المستفيد


يقول الطبيب والمحلل النفسي شوقي عازوري لـ"النهار" ان "المواطن اصبح جاهزاً لتقبل فكرة الفراغ، فاضافة الى الفراغ الذي حصل قبل ولاية الرئيس ميشال سليمان، والى الفراغ الحاصل ضمنا في مجلس النواب رغم تمديده لنفسه، يبدو ان الجلسات التي لا يكتمل النصاب فيها حضّرت الناس نفسياً لفكرة ان لا اتفاق وتاليا حتمية الفراغ".
ويشير الى ان "الفراغ قد يوصل لحالة في غاية الخطورة على مستوى الدولة والمواطن الذي يشعر في حال الفراغ بأن احدا لن يحاسبه وتاليا تصبح مخالفة القوانين والانظمة امراً عادياً، من دون اي رادع، فالفراغ الدستوري يشرّع الفوضى ".
ويرى عازوري ان " المستفيد من الفراغ يكون في العادة الاقوى على الارض، لانه يستطيع القيام بما يريد وفرض افكاره وارادته على الجميع، وهنا ليس هناك اي تحليل سياسي، بل قاعدة بسيطة تقول ان الفراغ سيوصلنا الى شريعة الغاب".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم