الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل دخلت الثورة المسلّحة في سوريا مرحلة الانحسار؟

المصدر: مركز كارنيغي
داود الصايغ
داود الصايغ
A+ A-

شهدت الثورة المسلحة في سوريا منذ أيلول 2013 تماسكاً واضحاً في الميدان وعلى مستوى القيادة على حدّ سواء. ويعدُّ هذا التطوّر الذي طال انتظاره إيجابياً للغاية. ومع ذلك، من المستبعد أن يكون هذا كافياً لهزيمة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي حين لا تزال الثورة المسلحة بمنأىً عن الهزيمة، فإنها وصلت إلى مرحلة عدم الصعود على الصعيدين العسكري والسياسي.


في غضون ذلك تستمرّ حالة التشرذم والمنافسة المختلّة بين جماعات الثوار، حيث لم تُظهِر التحالفات الجديدة حتى الآن زيادة ملحوظة في الفعالية العملياتية. ما يدلّ على أن الثورة تعاني من تقلّص مخزون المجندين الجدد المحتملين.


تشير الاتجاهات إلى تنامي الانفصال بين المكوّنات المختلفة للثورة السورية: المعارضة السياسية الرسمية، والثورة المسلحة، والقاعدة الشعبية للناشطين، والمسؤولو الإدارة المحلية في المناطق المحررة، و هيئات الإغاثة. فهناك أجزاء رئيسة من الثورة المسلحة هي إما غير راغبة أو غير قادرة على الاندماج في هذه الهيكلية الأوسع، واختارت بدلاً من ذلك محاولة الحلول محلّه. وما لم يتمكّن الثوار من التغلّب على التشرذم الداخلي الذي يعتري صفوفهم، ويصبحوا جزءاً من المعارضة الأوسع، فإن قدرتهم على عكس الاتجاهات في ساحة المعركة والبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل ستكون موضع شكّ.


استمرار التشرذم والمنافسة


حقّقت الثورة المسلحة بعض المكاسب في تقوية نفسها من الناحية التنظيمية وتحسين فعاليتها القتالية. غير أن ما بدا للوهلة الأولى توحيداً ملحوظاً للثورة المسلحة في سوريا منذ أواخر العام 2013 يدين بالكثير لجهود السعودية الرامية إلى تحقيق المزيد من الوحدة والتماسك بين جماعات الثوار. فقد زادت الرياض بشكل حادّ حجم تمويل الثوار منذ آب 2013 كجزء من محاولة لحمل الثوار على التقارب السياسي والعملياتي مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يعتبر ظاهرياً الممثّل السياسي الرئيس للمعارضة. غير أن المكاسب الفعلية التي تحقّقت كانت أكثر تواضعاً مما كان متوقَّعاً.


وتضخمت صفوف المجلس العسكري الأعلى، الذي يمثّل القيادة الاسمية للجيش السوري الحر المرتبط بالائتلاف الوطني، بفضل وعود بتقديم التمويل والسلاح من المملكة العربية السعودية، وكذلك الضغط السياسي المتواصل من جانب المملكة، و تقّبل الولايات المتحدة الحديث الشأن في التعامل مع القوى الإسلامية التي لا ترتبط بتنظيم القاعدة. كانت فصائل رئيسة من الجبهة الإسلامية - بينها حركة أحرار الشام الإسلامية ، التي كانت متحالفة في السابق مع جبهة النصرة الجهادية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق الشام الأكثر تطرّفاً- وجبهة ثوار سوريا من بين القوى التي انضمّت إلى المجلس العسكري الأعلى.


(أجزاء من مقال أطول)

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم