السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

صورة صادمة وقاسية في مستشفى "أوتيل ديو" بعد الانفجار... "من أصعب الليالي التي مرّت علينا"

المصدر: النهار
صورة صادمة وقاسية في مستشفى "أوتيل ديو" بعد الانفجار... "من أصعب الليالي التي مرّت علينا"
صورة صادمة وقاسية في مستشفى "أوتيل ديو" بعد الانفجار... "من أصعب الليالي التي مرّت علينا"
A+ A-

من كان يتصور أن نرى جرحى وجثثاً ودماءً في كل زاوية من غرفة المستشفى وسط كارثة لم نشهد لها مثيلاً. نعم، هذه الصورة حقيقية وقد إلتُقطت في مستشفى اوتيل ديو بعد وقوع الانفجار. نعم، هذه الدماء المنتشرة على الأرض والطاولة وفي كل مكان، نزفتها أجساد الناس في ذلك النهار المشؤوم. نعم، هذه حالتنا وهذه أوجاعنا وصرختنا التي رميناها في هذه الغرفة بعد أن قذفتنا المأساة إليها عنوةً.

وبين الجدران الأربعة الشاهدة على مآسي الجرحى والموتى، حارب الجنود البيض بكل ما أُوتوا من قوة هول الفاجعة. وسط الدمار والفوضى وقف الطاقم الطبي والتمريضي يُبلسم جروحات نتيجة هذه الجريمة. ما رأيناه وعايشناه في تلك الساعات لا يُشبه بقساوته ما عشناه واختبرناه طيلة السنين الماضية.

تختصر هذه الغرفة ما واجهناه بعد لحظات من الانفجار، وبينما كنا نلملم أشلاءنا ودماءنا ونطلب النجدة، كانت مستشفياتنا تنزف عاجزة عن استيعاب هذه الكارثة.

يصف الاختصاصي في الطب الداخلي في مستشفى اوتيل ديو الدكتور فادي حداد المشهد في تلك الليلة قائلاً: ما رأيناه في تلك الليلة لم نرَ مثله من قبل، حتى أيام الحرب وزمن الانفجارات،  عدد الوفيات والجرحى التي كانت تصل بأعداد كبيرة في الوقت نفسه وفي الغزارة نفسها لا يوصف، حتى إن بعض المستشفيات التي تلقت ضربة نتيجة الانفجار وجدت نفسها تتأرجح بين مداواة جروحها وانقاذ مرضاها المصابين وإنقاذ الجرحى الذين تهافتوا عليها طلباً للنجدة.

يصعب تصديق هذه المشاهد، وكأنها مأخوذة من فيلم أو أنك تعيش كابوساً مخيفاً، المنظر في الطوارئ في مستشفيات بيروت كان   apocalypseps.


مضيفاً أن كل الطواقم الطبية والتمريضية تعاونوا لاجتياز هذه الصدمة. وكانت تلك الليلة من أصعب الليالي التي مرّت علينا كقطاع طبي. كان يصعب اختيار الأشخاص قبل غيرهم، من عليه الدخول قبل إلى غرف العمليات أو الأشعة أو تلقي الرعاية. 10غرف عمليات كانت تخوض معركتها الطبية في الوقت نفسه، بالإضافة إلى الغرف الأخرى. وفي ظل هذه المعركة، كان الفريق الطبي يحاول جاهداً إنقاذ الناس دون الانزلاق في نفق فيروس نخوض معه حرباً شرسة من نوعٍ آخر.

ويختم قائلاً إنه في ليل 4 آب 2020 هناك ثلاثية حمت لبنان من كارثة أكبر وضحايا أكثر وهي "العذراء، الطاقم الطبي والمجتمع المدني".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم