الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيف ننقل إلى طفل خبر وفاة أحد المقربين في انفجار مرفأ بيروت؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
كيف ننقل إلى طفل خبر وفاة أحد المقربين في انفجار مرفأ بيروت؟
كيف ننقل إلى طفل خبر وفاة أحد المقربين في انفجار مرفأ بيروت؟
A+ A-

خسر لبنان نحو 180 شهيداً في انفجار بيروت. عائلات فقدت أبناء وآباء وأمهات ولم تجف الدموع من لحظة حصول الزلزال الذي هزّ لبنان والعالم. عشرات الأطفال فقدوا أحد أهلهم أو أحباء لهم. أمام وقع الكارثة والصدمة التي أحدثتها لدى اللبنانيين كافة، وبشكل خاص لدى الأطفال الذي هم اكثر أفراد المجتمع هشاشة، يطرح السؤال حول طريقة التعاطي معهم في مثل هذه الظروف. وبالنسبة لمن فقدوا أحد المقربين أو أحد والديهم، كيف نقول الحقيقة المرة والقاسية؟ عن التفاصيل المتعلقة بنقل الخبر إلى طفل، تتحدث الاختصاصية في المعالجة النفسية نور واكيم مشيرةً إلى أن سن الطفل تحدد الطريقة التي يمكن فيها التحدث معه في هذا الموضوع.

كيف ننقل إلى طفل خبر وفاة أحد المقربين في العائلة جراء الإنفجار؟

من المؤكد أن التحدث عن هذا الموضوع مع طفل يرتبط إلى حد كبير بسنه وقدرته على استيعاب هذه الأمور، بحسب واكيم.

إذا كان الطفل دون سن السنتين

قد لا يفهم معنى فقدان أحد أفراد عائلته أو أحد والديه او معنى الموت، إنما يشعر بنقص ما وبفقدان من كان يؤمن له حاجاته الأساسية يومياً من غذاء وغيره. اما في حال فقدان أحد الجدين أو اقارب الاهل بشكل ينعكس على الوالدين ويجعلهما غير قادرين على الوجود بشكل تام إلى جانب الطفل سواء من الناحية العاطفية أو النفسية، يشعر الطفل أيضا بهذا الغياب العاطفي أو الجسدي.في نحو سن الخمس سنوات

يبدأ الطفل في الخامسة تقريباً باستخدام مفهوم الموت واستيعابه إلى حد ما، كما يبدو واضحاً. فيكون لديه الوعي الكافي للتمييز ما بين الحياة والموت فيتعبرهما مفهومين متعاكسين، بحسب واكيم. لكن في الوقت نفسه، هو لا يدرك هذا المفهوم بطريقة مجردة كما هي ولا يعي أن الموت هو غياب إلى الأبد وتعني خسارة الشخص إلى الابد. في تلك الحالة يأخذ المفهوم بحذافيره ويتوقع ان الشخص القريب الذي فقده سيعود يوماً. في هذه الحالة تنصح واكيم بـ:

-عدم استخدام عبارات "نام" أو "سافر" لأن الطفل يتوقع عندها أن يعود يوماً ويترقب هذه اللحظة.

-يجب استخدام عبارة "موت" كما هي دون الالتفاف حول الموضوع

-التواجد إلى جانب الطفل في مثل هذه الأوقات الصعبة والإجابة إلى أسئلته الكثيرة في مثل هذه الحالة بصدق وشفافية وبطريقة مناسبة لما يطرحه من اسئلة. يجب الا يشعر أن هذا الشخص تخلّى عنه، كما يحصل في حال عدم الإجابة بصراحة عن اسئلته.إذا كان بين سن 5 و7 سنوات

في هذه المرحلة العمرية، يبدأ باستيعاب مفهوم الموت على أنه لا رجوع عنه وأن العملية نهائية وأن المتوفى لن يعود أبداً. في هذه الحالة من الضروري شرح كافة التفاصيل له لان مخيلته تكون قد تطورت إلى حد كبير. وفي حال عدم الإجابة بالشكل المناسب سيستعمل مخيّلته لتفسير تلك الأمور التي لم يجد أجوبة لها، على طريقته.

كيف نربط بين وفاة الشخص والإنفجار الذي حصل؟

كون الإنفجار هو سبب الوفاة تعتبر هذه حالة استثنائية وغير عادية ولا بد من التعامل معها على هذا الأساس. وبالتالي تنصح المعالجة النفسية بـ:

-الحد من مشاهدة الطفل لمواقع التواصل الإجتماعي والتلفزيون حيث يتعرض بشكل كبير إلى مشاهد تحمل الكثير من الدم والعنف بما لا يتلاءم مع سنّه. وبالتالي للحد من وقع الصدمة عليه، خصوصاً لمن منهم تعرّض إلى صدمة قوية لوجوده في موقع قريب من الإنفجار، يجب الحد من مشاهدة الاطفال التلفزيون بكل ما فيه من بكاء ودم ومشاهد عنيفة.

-في حال وفاة شخص قريب من الطفل، عند التحدث إليه عن الموضوع يجب استخدام تعابير واضحة وصريحة بشفافية تامة. فلا يقال له مثله أن أحد والديك أو جديك ذهب إلى عالم آخر، فهو لن يفهم عندها ما المقصود. تبقى الأمور عندها مبهمة وغير واضحة.

-يجب الاستماع إلى الطفل بشكل تام ومنح الكثير من الاتصال الجسدي قدر الإمكان لان هذا يشعره بالراحة والأمان. فالقبل والعناق وغيرها من الأمور التي يحصل فيها اتصال جسدي تشعره بالأمان والطمأنينة ويمكن من خلالها تأكيد محبة من ينقل إليه الخبر.

-يجب نقل الخبر إلى الطفل في مكان هادئ لا صراخ أو ضجة فيه ويجب عندها تخصيص الوقت الكافي له ليتلقى الخبر بهدوء تام.

-يجب استخدام تعابير نظهر فيها مشاعرنا مع ترك المجال مفتوحاً للطفل ليعبر عن مشاعره بحرية وفيخرج كل ما في داخله من مشاعر إذا كان في مرحلة عمرية هو قادر فيها على التعبير فيشعر بالارتياح. كما يمكن مساعدته على التعبير من خلال إظهار التفهم لمشاعره.

-إذا لم يكن الطفل في سن قادر فيها على التعبير يمكن استخدام الرسم واللعب لاعتبارها من الوسائل المثلى للتعبير من خلالها لطفل في سن صغيرة.

-يجب الحفاظ على الروتين المعتاد قدر الإمكان وإن كان هذا صعباً في الفترة الأولى. ثمة أمور بسيطة يمكن الحفاظ عليها من مواعيد اكل وغيرها. كما يمكن التحدث مع الطفل عن التغييرات التي ستحصل في الروتين جراء وفاة الشخص الذي توفي. فعلى سبيل المثال، إذا توفي الوالد الذي اعتاد القيام بأمور معينة مع الطفل، يجب أن تؤكد له الأم أنها ستحل محله في ذلك. فالحديث عن كل ما سيتغير يسهّل الأمور عليه.

بغض النظر عما إذا كان الشخص في سن كبيرة أو صغيرة، تؤكد واكيم أن لا قواعد محددة للطريقة المعتمدة للحداد. فلكل شخص ما يناسبه وللك واحد ردود فعل خاصة. كذلك بالنسبة إلى الاطفال لكل منهم ردة فعل مختلفة سواء كانت العدوانية أو العزلة أو التأخر في الكلام أو بالبكاء. لكن أياً كانت ردة الفعل يجب تقبلها كما هي وعدم مطالبة الطفل بتغيير. فإذا كان يبكي يجب عدم الاستخفاف ببكائه. الوقت كفيل بتسهيل الأمور عليه ومساعدته في تقبل الواقع.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم