الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

باخرتا "كارباورشيب" في الزوق والجية ضروريتان أرقام توضح عمل الشركة وتوفيرها أموالاً

فرج عبجي
فرج عبجي
باخرتا "كارباورشيب" في الزوق والجية ضروريتان أرقام توضح عمل الشركة وتوفيرها أموالاً
باخرتا "كارباورشيب" في الزوق والجية ضروريتان أرقام توضح عمل الشركة وتوفيرها أموالاً
A+ A-

ككل الملفات في لبنان، تخضع مسألة تأمين الطاقة الكهربائية لمنطق الخصومة السياسية والمحاصصات، إذ تُستخدم فيها كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، ضد الفريق الآخر. ولملف الكهرباء الحصة الكبرى في الصراع السياسي، حيث تحمّل القوى السياسية بعضها بعضا مسؤولية العجز والهدر المالي والفساد الإداري الذي ضرب هذه الخدمة الحيوية للبنانيين. وشركة كارباورشيب المالكة والمشغّلة للباخرتين التركيتين القابعتين على الشاطئ اللبناني لتأمين الطاقة الكهربائية من دون أي تأخير وفي كل الظروف ضمن الإتفاق الحاصل بينها وبين الدولة اللبنانية، نالت حصتها من الحملات الممنهجة لضرب صدقيتها بهدف تشويه صورتها وفسخ عقدها مع لبنان. أمواج عاتية، عواصف، ظروف استثنائية، أعطال تقنية، كل هذه العوامل لا تمنعها من تأمين الطاقة الكهربائية بأقل كلفة وبجودة عالية. ورغم كل الشائعات المضللة، لم تتخلَّ كارباورشيب عن مشروعها في لبنان، بل اعتبرته تحدياً لها في وجه مافيات الفيول والمولدات التي ما زالت تتحكم بمصير الكهرباء في لبنان وتسرق حق اللبنانيين في الحصول على طاقة فعلية ودائمة من دون تلاعب وتلوث وبأرخص الاسعار. وهذه الشركة لعبت الدور الأكبر في كشف التلاعب الحاصل بموضوع الفيول المستورد إلى لبنان.

الكلفة الأقل في لبنان

في جولة تحقيق عن الأرقام الحقيقية التي تعمل على أساسها كارباورشيب، تبين أن هناك تبايناً كبيراً في الكثير من المعلومات غير الصحيحة والمنتشرة عن عمل هذه الشركة. ووفق مصادر متابعة للملف الكهربائي الشائك في لبنان، تبين بخلاف ما يتردد عن الكلفة الكبيرة للباخرتين التركيتين، ان "كارباورشيب هي أحد مصادر الطاقة الأقل كلفة والأكثر موثوقية في لبنان، فكلفة التيار الكهربائي الذي توفره باخرتا الشركة للدولة اللبنانية كانت ولا تزال الأدنى والارخص بين كل مصادر الطاقة الاخرى المتوافرة في لبنان، بما في ذلك المعامل القديمة والمولدات الخاصة والطاقة المستجرّة من سوريا، وكلفة انتاج الكهرباء من البواخر 14 سنتًا لكل كيلوواط، مقارنةً بـ61 سنتًا للكهرباء المستجرّة من سوريا و30 سنتًا لكهرباء المولدات الخاصة". وأكّدت المصادر أيضًا أن الدولة اللبنانية "لم تأخذ بالعرض الذي قدّمته شركة كارباورشيب والذي يعتمد على عقد BOT لمدة عشرين عامًا بتسعيرة منخفضة جدًا لا تتعدى 3 سنت لكل كيلوواط ساعة. وهذه التسعيرة هي الأدنى بين التسعيرات والخيارات المقترحة بما في ذلك من قبل شركتي سيمنز وجنرال إلكتريك".

الشركة التركية التي فازت بمناقصةٍ عام 2012، نالت الموافقة بالإجماع في مجلس الوزراء بعد ضمانها أرخص الأسعار من بين كل المتقدمين بالعروض، بما في ذلك شركات كبرى من كل أنحاء العالم، بينها شركات أميركية وبريطانية. "وتُعتبر هذه الشركة وخدمتها حاجة ضرورية للبنان بسبب كلفتها الأرخص على الخزينة، لأن البواخر تشكل أداة تساهم في تقليص الكلفة بالنسبة الى الحكومة اللبنانية، ففي مقابل كل دولار يدفعه المصرف المركزي لكارباورشيب، يدفع دولارين للمولدات الخاصة"، أي بمعنى آخر تعتبر المصادر أن "الاستعانة ببواخر إضافية وبكلفة أقل ستؤمن تياراً كهربائياً دائماً من دون أي سياسة احتكار واستغلال من أصحاب المولدات الذين يبتزون الحكومة والمشتركين مع كل إرتفاع في سعر النفط ومشتقاته".

خدمة متواصلة بفاتورة أقل

تنتج هذه البواخر 370 ميغاواط، ممّا يشكّل 25 بالمئة من انتاج الطاقة الاجمالي في لبنان، أي ما يعادل 4 ساعات كهرباء في اليوم، وبرحيلها او توقفها سيعيش اللبناني ساعات تقنين إضافية في غياب أي جدية لحل أزمة الكهرباء. وتؤكد المصادر انه "من دون البواخر، ستتضاعف فاتورة الكهرباء وسيخسر المواطنون فورًا 4 ساعات كهرباء يومياً وستتضاعف الفاتورة التي يدفعونها للمولدات الخاصة التي ستتحكم اكثر بمصدر الطاقة الكهربائية".

ومن ضمن الحملات التي تطاول عمل هذه الشركة في لبنان، ما روج في الإعلام أن هاتين الباخرتين تكلفان لبنان أموالاً باهظة يمكن الإستغناء عنها والاتيان بحلول أخرى، علمًا أن الحقيقة هي غير ذلك كلياً، وذلك لأن قيمة العقد السنوي الفعلية هي حوالى 130 مليون دولار أميركي، في تناقض صارخ مع الادعاءات المنتشرة على نطاق واسع والتي تعتبر أن كلفة الصفقة تصل إلى مليار وثمانمئة مليون دولار سنوياً. وما زال لبنان مدينًا لكارباورشيب بمبلغ كبير من المال، إلا أن الشركة لم تتوقف يومًا عن توفير خدماتها على رغم عدم دفع لبنان نحو 140 مليون دولار لفترة ممتدة على 13 شهرًا.

التلاعب بالفيول

ولإثبات صدقية عملها وشفافية تعاطيها مع لبنان، طالبت شركة كارباورشيب مرات عدة من أي شخص يملك دليل فساد بحقّها أن يقدمه ويدّعي على الشركة ويلجأ إلى المحاكم، وهي مستعدة لان تمتثل لتدفع ثمن أي تقصير منها، علماً ان هذه الشركة هي أول من اكتشف التلاعب بالفيول الذي يستورد الى لبنان. فكما هو معلوم، تقع مسؤولية توفير الفيول لتشغيل البواخر على عاتق مؤسسة كهرباء لبنان بموجب العقد، ويتوجب على الاخيرة إذًا أن توفر للبواخر حاجتها من الفيول المطابق للمواصفات. وفي هذا الإطار، رفضت شركة كارباورشيب شحنة من الفيول في أواخر آذار الماضي لأنها لم تكن مطابقة للمواصفات، وقد أعلمت مؤسسة كهرباء لبنان بذلك ولم تستخدم الشحنة. واشارت المصادر الى أنه "في العام 2013، أفضت النتائج المخبرية التي أجريت في مختبرات عالمية الى أن أول شحنة من الفيول وصلت إلى باخرة "فاطمة غول سلطان" كانت غير ملائمة، ما أدى إلى مشاكل تقنية كبيرة أسفرت حينذاك عن تدني قدرة الباخرة الانتاجية". وأضافت ان الشركة "تعاونت عندها مع وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان لإيجاد الحل المناسب في أسرع وقت، بما يضمن تطبيق بنود العقد من قبل كل الأطراف. وقد عمدت مؤسسة كهرباء لبنان بعدها إلى تزويد الباخرة نوعية الفيول المناسب، لضمان عودتها لإنتاج الطاقة بشكل طبيعي".

معايير بيئية وحلول دائمة

تشغّل كارباورشيب باخرتيها في الزوق والجية، مع مراعاتها لأعلى معايير السلامة والبيئة الموضوعة من قِبل البنك الدولي ومواصفاتISO 14001 المطبَّقة عالميًا. كما بإمكانها أن تنتقل من الفيول أويل إلى الغاز المسيل بسهولة، وبالتالي أن تتكيف مع كل مصادر الطاقة، علمًا أن ذلك باستطاعته أن يوفّر مبالغ طائلة من فاتورة انتاج الكهرباء. وتوضح المصادر ان "شركة كارباورشيب يمكن أن تساعد مؤسسة كهرباء لبنان قدر الإمكان عبر زيادة انتاج الطاقة عن طريق إرسال عدد أكبر من البواخر التي تستطيع أن تصبح جاهزة خلال ثلاثة إلى تسعة أشهر".

يستفيد لبنان من أرخص الأسعار التي تقدمها كارباورشيب لكل زبائنها في العالم، بما في ذلك إندونيسيا وموزامبيق وغانا وسييراليون وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال ومنطقة البحر الكاريبي. وهي الشركة الوحيدة التي تنتج محطات طاقة عائمة ذات كفاية ذاتية، وتعمل في لبنان والعراق وإندونيسيا وغانا وموزامبيق وزيمبابوي وغيرها من البلدان.

وتتفاوض كارباورشيب حاليًا مع الحكومة الليبية للتوصل إلى اتفاق لإمداد ليبيا بالكهرباء. وبإمكان الشركة أن تنشر وتوفر بسرعة كبيرة (لا تتعدى 30 يومًا) أكثر من 1000 ميغاواط (10 ساعات متواصلة كل يوم تقريبًا). كارباورشيب هي الشركة المالكة والمشغّلة والبانية لأسطول توليد الطاقة الوحيد في العالم PowershipTM (باخرة توليد الطاقة)، وهي تلعب دورًا حيويًا ضمن إطار الاستثمارات المتوسّطة والطويلة الأمد، مؤمّنة الولوج إلى طاقة موثوق بها بشكل سريع وبأسعار معقولة. في الوقت الحاضر، تملك شركة كارباورشيب وتشغّل 22 باخرة طاقة لديها قدرة إنتاج اجمالية تتخطى 3500 ميغاواط، كما ان لديها بواخر أخرى بقدرة 5000 ميغاواط، وهي إمّا قيد الإنشاء وإما في طور الإعداد.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم