السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

فضيحة الدجاج الفاسد تابع... ما نتناوله قد يؤدي إلى "فشل كلوي والتهابات في القلب والجهاز الهضمي"!

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
فضيحة الدجاج الفاسد تابع... ما نتناوله قد يؤدي إلى "فشل كلوي والتهابات في القلب والجهاز الهضمي"!
فضيحة الدجاج الفاسد تابع... ما نتناوله قد يؤدي إلى "فشل كلوي والتهابات في القلب والجهاز الهضمي"!
A+ A-

نعيش في بلد فاسد بكل شيء، مياهنا ملوثة، هواؤنا ملوث، وطعامنا ملوث أيضاً. لا عجب في أن الفساد متربص في كل مكان حتى في لقمة عيشنا، وأرقام السرطان في لبنان أكبر دليل على ذلك! بالأمس تلقينا صفعة جديدة تتعلق بصحتنا، هي ليست المرة الأولى التي نشهد على مثل هذه الفضائح الغذائية، ولن تكون الأخيرة طالما لن يُتخذ بحق هؤلاء المجرمين بصحتنا أقصى العقوبات. ربما اعتدنا أخبار المداهمات لبعض الأطعمة المنتهية الصلاحية، قبل أن يُقفل الملف دون إنجازات تُذكر. كما ولم ننسَ بعد فضيحة الأدوية الفاسدة وهروب منى بعلبكي دون أن تنال عقابها بحق العشرات من مرضى السرطان.

لا تهمني الشعارات والوعود في محاسبة هؤلاء التجار وأصحاب المصانع، ولا يُهمني ما تقوله السلطة والاستعراضات التي تتوالى لأيام قبل أن تختفي، ما يهمني هو حال الناس التي تبحث عن لقمة عيشها المتواضعة والتي تبيّن للأسف، برغم شكوكنا المتكررة، أنها تتهدد حياتنا وأنها ليست مجرد بكتيريا بسيطة أو تسمماً غذائياً يمكن معالجته بسهولة. إنها دائرة مقفلة ندور فيها دون جدوى، غياب الرقابة على القطاع الغذائي يُعزز الفساد أكثر فأكثر، طالما أنه لا رقيب ولا حسيب يُحاسب. من يتحمل المسؤولية؟ جميعنا مسؤولون عما وصلنا إليه، وعلى رأسهم الدولة الفاسدة! 

ماذا يعني أن نتناول دجاجاً فاسداً؟ وما هي مخاطر استهلاكه الصحية؟ وكيف نُحسن اختيار الدجاج واللحوم؟

يشرح البروفيسور في كلية الأغذية والعلوم الزراعية عصمت قاسم لـ"النهار" أنه "منذ العام 2017 لم يصدر من وزارة الصحة تقارير دورية تتناول سلامة الغذاء في لبنان. فبرغم من أن هذه الجهود في السابق كانت محدودة إلا أنها اليوم غائبة كلياً. وعلينا أن نعرف أنه ليس كافياً النظر إلى المنتج والتأكد من مدة الصلاحية، أحياناً كثيرة يكون شكل اللحمة ممتازاً ورائحتها أيضاً، ولم ينته تاريخ صلاحيتها، ولكن هذا لا يعني خلوها من تلوث جرثومي أو كيميائي. ومن المهم أن نعرف أيضاً أن أي دجاج مُفرّز بطريقة جيدة ووقف الشروط والتوصيات يمكن أن يدوم لغاية السنة، ولكن بعد ذلك تتأثر جودة ونوعية الدجاج. وحسب الصور التي شاهدناها بالأمس، يبدو واضحاً عدم نظافة الحيطان، وهناك بعض الدجاج على الأرض، كما تظهر بقع بنية على اللحمة الناتجة عن فرزها وبقع بيضاء قد تعني أنها معفّنة. وهذا يشير إلى أن درجة الحرارة وشروط التفزيز ليست صحيحة". 

وماذا يحدث في حال الاختلاف في درجات الحرارة؟ يشير قاسم إلى أن "انخفاض الحرارة يؤدي إلى تكاثر البكتيريا، وعندما تعود الحرارة إلى المعدل الموصى به، فهذه البكتيريا والجراثيم لا تموت وإنما تتجمد. ويعتبر لحم الدجاج خصوصاً عرضة لتلوث جرثومي أكثر من غيره، وهذا ما يُحتّم علينا الاهتمام أكثر بسلامة الدجاج، ومن بين الجراثيم والبكتيريا التي تكون على الدجاج هي: السالمونيلا، الهليكوباكتر ، إي كولاي، الليستريا. 

وإذا تحدثنا مثلاً عن التهاب نتيجة السالمونيلا، فقد ينتج عنها فشل كلوي، التهابات سحايا، التهابات في القلب، التهاب في الجهاز الهضمي خصوصاً عند فئة محددة من الناس كالأطفال دون الخمس سنوات، كبار السن. 

أما بكتيريا كامبيلوباكتر ، والتي تعيش داخل أمعاء الدجاجة، يستحيل أن لا تكون موجودة في الدجاج. وتتسبب هذه البكتيريا بأعراض عدة منها الإسهال والحرارة والتهاب معوي، وقد أظهرت الدراسات مؤخراً، أن هذه الكبتيريا يمكن أن تُسبب السرطان في الجهاز الهضمي".

ويشدد قاسم على أنه "استناداً إلى الدراسات التي أجرتها الجامعة الأميركية تبيّن أن 90% من اللحوم الحمراء المفرومة النيئة غير مطابقة للشروط التي وضعتها Libnor. ولقد وجدنا أن على هذه اللحوم كمية كبيرة من إي كولاي وبكتيريا الكوليفورم من مختلف المحال في المناطق اللبنانية. أما بالنسبة إلى صدور الدجاج من دون جلد، وجمعنا حوالى 150 عينة في بيروت وضواحيها، تبين وجود بكتيريا الكوليفورم أو البكتيريا القولونية البرازية، وبين 40 إلى 60% عليها بكتيريا إي كولاي".

ماذا يعني ذلك؟ برأي قاسم أن "هذا دليل على وجود مشكلة جدية وحقيقية في سلامة الغذاء في لبنان. وعلى كل فرد في هذا القطاع أن يتحمل مسؤوليته، من المصنع إلى التاجر إلى الشخص الذي يوصل هذه الطلبية وصولاً إلى أصحاب السوبرماركت الذين عليهم تخزينها وفق الشروط الموصى بها. أما بالنسبة إلى المواطن، من المهم جداً أن يشتري من مكان يثق به، وعند شرائنا للدجاج أو اللحمة الطازجة يجب طبخها جيداً وعلى حرارة عالية لضمان القضاء على البكتيريا في حال وُجدت. وتعتبر عملية الطهو مهمة جداً،  لأنه في حال لم تكن الحرارة جيدة لطهي الدجاج، عندها سيُشكّل خطورة على الشخص. كما أن عملية حفظ الدجاج أساسية ومهمة، ويمكن حفظها بالثلاجة شرط طبخها في اليوم نفسه أو في اليوم التالي. كذلك أنصح في هذه الفترة بتفادي تناول اللحوم النيئة، ويجب عدم الاستهتار عند اختيار المنتج لأن الموضوع ليس مزحة ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية وأحياناً إلى الوفاة".

وأوضح أننا "نتحدث عن التلوث الجرثومي، لم ندخل بعد بالتلوث الكيميائي. نحن اليوم ندور في حلقة، كل شيء متعلق بطريقة أو بأخرى بشيء آخر. ربما يكون المصنع من أفضل المصانع ووفق الشروط العالمية ولكن طريقة نقل البضائع أو تخزينها في المحال سيئة يؤدي إلى تحويل الدجاج واللحوم إلى فاسدة أو غير مطابقة للشروط. لذلك علينا أن نعرف أن المأكل والمشرب والبيئة مترابطة في لبنان، وبالتالي علينا التركيز على قطاع السلامة العامة لإصلاح الأمور، وإلا ستبقى الفضائح تتكرر من دون معالجة حقيقية". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم