السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

جزر المالديف تفتح أبوابها أمام السياحة العالمية مجدداً

المصدر: "سي إن إن"
ترجمة محمد أبوزهرة
جزر المالديف تفتح أبوابها أمام السياحة العالمية مجدداً
جزر المالديف تفتح أبوابها أمام السياحة العالمية مجدداً
A+ A-

شهدت الفترة الماضية تخفيف قيود السفر والسياحة الدولية بعد فترة من الإغلاق بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، إلا أن عدداً كبيراً من الناس يمتنعون عن السفر، وتأثرت السياحة في عدد كبير من الدول رغم قرار فتح الحدود، باستثناء دولة واحدة لم تتأثر كثيراً هي جزر المالديف.

ووفقاً لموقع شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإنه اعتباراً من 15 تموز أُعيد فتح جزر المالديف التي تقع في المحيط الهندي أمام السياحة الدولية، ولا يضطر المسافرون إليها للدخول في الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول إلى مطار فيلانا الدولي في العاصمة ماليه، كما أنهم لن يحتاجوا إلى تقديم شهادة تؤكد خلوهم من فيروس كورونا، ولا توجد أيضاً متطلبات تأشيرة جديدة أو رسوم إضافية للدفع.

في البداية، سيُسمح للسائحين بزيارة جزر المنتجع فقط ويحتاجون إلى حجز إقامتهم بالكامل في مؤسسة واحدة مسجلة، وفيما يتعلق بالوقاية من كورونا، يعتمد مسؤولو السياحة على حقيقة أن كل منتجع يقدم بشكل أساسي شكله الخاص من الحجر الصحي بالفعل، وتختلف الإجراءات الوقائية لمواجهة الفيروس في كل منتجع.

تتكون جزر المالديف من 26 جزيرة مرجانية مليئة بأكثر من 1000 جزيرة فيها العشرات من المنتجعات، مساحتها جميعاً تصل إلى 90 ألف كيلو متر مربع.

أغلب جزر المالديف تم تجهيزها لاستقبال السائحين بمنتجع واحد فقط، لسهولة تتبع أي حالات مصابة بفيروس كورونا والحفاظ على أقل فرص لاحتمال انتشاره.

أحد الأمور التي تصعب من زيارة المالديف، أن المسافرين يضطرون إلى التعامل مع إجراءات الحجر الصحي الخاصة ببلدهم عند عودتهم وهو ما قد يمنعهم من الزيارة.

وقال سونو شيفداساني، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "سونيفا" التي تمتلك منتجعين في المالديف، إن ما يهم أن نأخذه في الاعتبار هو أن السياحة لا تعتمد فقط على جزر المالديف، ولكن أيضاً على رفع قيود السفر في بلدان مختلفة، إنها ليست مجرد رغبة بل قدرة.

على الرغم من قلة رحلات الطيران العالمية حالياً، من الممكن السفر إلى جزر المالديف تجارياً في الوقت الحالي، مع عديد من شركات الطيران الرئيسية التي تربط عبر الشرق الأوسط، وعلى رأسها طيران الإمارات، كما استأنفت الخطوط الجوية القطرية رحلاتها إلى جزر المالديف في 15 تموز عبر مراكز رئيسية تشمل لندن وباريس وفرانكفورت وسيدني ونيويورك ولوس أنجلوس.

استأنفت شركة الطيران الإماراتية الاتحاد للطيران رحلاتها من أبو ظبي إلى جزر المالديف اعتبارًا من 16 تموز، وبدأت الخطوط الجوية التركية رحلاتها من 17 الشهر نفسه.

وعلى الرغم من أن المالديف لا تشترط تقديم شهادة بالخلو من فيروس كورونا، إلا أن بعض شركات الطيران تشترط الأمر.

عند الوصول للمالديف، يُطلب من المسافرين ملء بطاقات التصريح الصحي، وسيتم توفير تأشيرة سياحية لمدة 30 يوماً، بينما سيخضع المسافرون الذين تظهر عليهم أعراض كورونا إلى اختبار (PCR) على نفقتهم الخاصة، وسيتم إرسالهم إلى منشأة مخصصة للعزل.

من بين 156 منتجعاً مدرجة في قائمة مواعيد إعادة فتح السياحة في جزر المالديف، تم افتتاح 43 منتجعاً في 15 تموز، وكثير من تلك المنتجعات بقي مفتوحاً طوال فترة الوباء، حيث يخدم الضيوف الذين اختاروا البقاء هناك أو أولئك الذين جاءوا لاحقاً عبر طائرة خاصة أو يخت.

وستتم إعادة فتح عشرات المنتجعات الأخرى في آب، مع 50 منتجعاً تخطط أن تحذو حذوها في أيلول وتشرين الأول.

تمتلك مجموعة أكور الفرنسية للضيافة خمسة منتجعات في جزر المالديف، وستفتح فرص عمل مذهلة في الأشهر المقبلة، حيث أكد جون بندتسن، المدير العام لمجموعة أكور في جزر المالديف: "ننوي إعادة فتح منتجع ميركيور مالديفس كودو من 1 آب، يليه منتجع بولمان مالديز ماموتا في أيلول، بينما ستتم إعادة افتتاح عقاراتنا المتبقية في جزر المالديف اعتباراً من تشرين الأول المقبل التي تضم منتجع موفنبيك كوريدهيفارو مالديف، وفيرمونت المالديف سيرو فين فوشي، ورافلز مالديف ميراادو".

في ما يتعلق بالصحة والسلامة، تصدر الحكومة "تراخيص السياحة الآمنة" لاعتماد المنشآت السياحية التي تلتزم بالتشريعات ومتطلبات السلامة المحددة مثل وجود طبيب معتمد عند الطلب وحيازة "مخزون كاف" من معدات الحماية الشخصية.

تقوم بعض المنتجعات بتنفيذ تدابير إضافية لحماية الضيوف والموظفين، مثل منتجعات سونيفا، التي تطلب من الضيوف الخضوع لاختبار PCR قبل نقلهم إلى منتجعهم بالطائرة، بمجرد الوصول إلى المنتجع، سيذهبون مباشرة إلى الفيلا الخاصة بهم ويطلب منهم البقاء هناك حتى يتم استلام نتائج الاختبار وتكون سلبية.

أما إذا كانت نتيجة التحليل إيجابية، فسيُطلب منهم العزل في الفيلا الخاصة بهم، حيث ستتم العناية بهم من قبل ممرضين مدربين.

يقول سونو شيفداساني، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "سونيفا" إنه خلال الأسبوع الأول من الإقامة، "نطلب أيضاً من الضيوف إجراء اختبار PCR آخر في الوقت الفعلي، مؤكداً أنه على الرغم من أن هذا يمكن اعتباره مبالغاً فيه، إلا أن هدفهم القضاء تماماً على فيروس كورونا حتى يتمكن الضيوف من الاسترخاء والتفاعل مع مضيفينا وزملائنا ولا يشعرون بأي قلق بشأن الإصابة".

ويضيف شيفداساني أن سونيفا ظلت مفتوحة طوال فترة الوباء وتتبع أفضل الممارسات التي أوصت بها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وكذلك توصيات خبراء الفيروسات والأمراض المعدية، كما توجد بروتوكولات تنظيف وصرف صحي محسنة.

سجلت جزر المالديف ما يقرب من 2000 حالة مؤكدة وخمس وفيات من فيروس كورونا حتى الآن، ومثلها مثل جميع البلدان السياحية، تضررت بشدة من الأزمة، خاصةً أن السياحة تمثل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

ازدهرت السياحة في المالديف بالعام 2019 حيث نما عدد الزوار بنسبة 14.7٪ (على أساس سنوي)، مع وصول إجمالي الوافدين إلى رقم قياسي بلغ 1.7 مليون، وكان المسؤولون يأملون أن يصلوا إلى مليوني قادم هذا العام لولا أزمة كورونا.

وعلّق وزير السياحة في المالديف علي وحيد على الأزمة خلال بيان صدر في أيار الماضي، أن تأثير وباء كورونا أكثر تدميراً من كارثة تسونامي عام 2004 والأزمة المالية العالمية للعام 2008، قائلاً: "لأول مرة منذ 47 عاماً من السياحة في جزر المالديف، لم نشهد أي وصول سياحي منذ شهر أذار، لا يمكننا إبقاء حدودنا مغلقة فترة طويلة".

فيما أكد يونيس أو، مدير شركة الاستشارات العالمية "هورواث إتش تي إل"، أن صناعة السياحة في جزر المالديف أثبتت قدرتها على الصمود، حيث عادت بسرعة من الأزمات السابقة، ولكن البلاد تواجه معركة شاقة عندما يفتحون حدودهم لجميع الزوار.

وأضاف: "أزمة فيروس كورونا لم يسبق لها مثيل وحتى مع إعادة فتح الحدود، لا يُتوقع أن يزداد وصول الزائرين، ويُقدَّر انخفاض إجمالي عدد الوافدين في عام 2020 بنحو 70 إلى 75٪ سنوياً، يأخذ هذا في الاعتبار الوضع الوبائي في عديد من الدول التي تعد مصدراً رئيسياً للسياحة في المالديف مثل الصين (17٪) والهند (10٪) وأوروبا (49٪) والولايات المتحدة (3٪)، حيث لا تزال البلدان تحاول احتواء الوباء أو المعركة ضد موجات العدوى الثانية أو الثالثة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أوروبا أكبر سوق للسياحة في المالديف تبعد 10 إلى 12 ساعة، والسفر لمسافات طويلة سيكون أكثر تأثيراً بأزمة كورونا حتى مع قرار عودة الطيران.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم