السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لعلّها تكون دائمة

المصدر: النهار
سارة برجاوي
لعلّها تكون دائمة
لعلّها تكون دائمة
A+ A-

وحيدة أصارع الخوف رغم بقاء الجميع حولي. وحيدة أصارع الغضب رغم وجود سبل الهدوء في قربي.

لا أعلم ما هي هذه الأحاسيس، ولمَ تتصاعد بين الحين والآخر بلا سبب ولا مصدر حاضر؟ ربما كانت أحلاماً سوداء، هواجس مقلقة، أفكاراً مبعثرة، تشنجات تتخابط في العقل وفي اللاوعي دون الحديث عنها في الواقع الحقيقي. ربما كانت نتائج مخبأة لمخزون كبير من الحب، لفائض واسع من الشوق، لتعلق كامن في القلب، تخاف أن يمس صاحبه مكروه فتطيل التفكير فيه من دون دوافع واضحة.

ولكن أليس كل ذلك عبئاً متعباً يقتل أحياناً لحظات السعادة التي توجد في حاضرك؟ أليس همّاً تحمله لنفسك من دون أن تدرك، إذ يترك فيك دائماً شيئاً من الحزن وكأنه مرسال لخبر ما مؤجل لا تعلم وقته أبداً؟.

ولكن، لمَ كل هذا؟ لمَ كل هذه المعارك المبطنة التي ليس لها مبرر؟

أعلم أنني أطيل الأسئلة، ولكنني صدقاً أحاول أن أرى مخرجاً لها، لهذا الضياع القائم في النفس الذي يؤثر على سائر الجوارح بشكل تلقائي دون الحاجة لمؤثر آخر.

ومن جهة أخرى أنظر إلى الأمور بطريقة مختلفة، وأقول إن الإنسان يعجز عن إحاطة نفسه بالسعادة وهو يشعر بالقلق في الداخل، حتى ولو وجد معظم أسبابها، لأنه بذلك يصبح أشبه بالذي يبتسم في الظاهر وهو يكتم صراخه في الأعماق.

لعل ما ذكر أشبه بتحليلات نفسية، ولكننا نلتمسها جميعاً بلا استثناء. لعل هناك من يبرع في التعبير عنها أكثر من غيره، ولكنها حتماً أشبه بحياة لعالم متأرج يعيشه كل منا كل يوم.

لا أحب البائسين، ولست من رواد الحائرين ولكني للراحة ولطمأنينة الروح من الباحثين. أرغب بهما بشدة، أرغب باقتنائهما، احتوائهما، ومن ثم احتضانهما في الصميم. فحينها سأسترجع السعادة، علها تكون هذه المرة دائمة وليست مؤقتة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم